الحكومة إذ تهدد المحللين بالويل والثبور..!
جو 24 :
قد لا يكون سهلا أن تجد سلطة تنفيذية تتعاطى مع شعبها كما تفعل حكومة الدكتور هاني الملقي مع الشعب الأردني؛ تُفقِره وتخنقه وإن لزم الأمر تسجنه أيضا لتعبيره عن رأيه ومحاولته فهم الواقع..!
ذلك ما عبّر عنه وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني خلال مؤتمره الصحفي، الأحد، بقوله إن تحليلات الكاتب الاقتصادي خالد الزبيدي بشأن أرباح الحكومة من استيراد النفط وبيعه للمواطنين خاطئة وغير دقيقة وفيها تجني على الحكومة، مشيرا إلى أن القانون يعاقب على مثل تلك الأمور.
الزبيدي وكما سمعنا وفهمنا قام بعملية تحليلية بسيطة يفهمها الناس كلهم لايصال ما يعتقد أنه الصواب بناء على المعلومات والأرقام التي تمكن من استخلاصها في ظلّ اخفاء الحكومة السابقة والحالية الأرقام الحقيقية المتعلقة بملف الطاقة والمحروقات واظهار جزء منها بشكل مشوّش نعتقد أن الهدف منه تضليل الشعب والمحللين الاقتصاديين على حدّ سواء.
كان الأصل بالحكومة بدلا من المسارعة للتهديد والوعيد بمساءلة الزبيدي قانونيا، أن تستبق ذلك بالكشف عن الأرقام الحقيقية المتعلقة بملفّ الطاقة وتحديدا المحروقات، وهنا نذكر الأشهر والسنوات التي طالبنا وطالب النواب والشعب فيها الحكومة بالكشف عن معادلة تسعيرة المحروقات الشهرية، قبل أن يخرج علينا رئيس الوزراء السابق ويفسّر الماء بعد جهد بالماء ويدخلنا في دوامة تمنينا حينها لو أننا لم نسأل عن المعادلة!
المومني والرئيس الملقي ومن قبلهما وزير الطاقة ابراهيم سيف مطالبون بالكشف عن معادلة التسعير والأرقام المتعلقة باستيراد الوقود بكلّ شفافية، تماما كما شرح الزبيدي تحليله وأوصل للناس رأيه خلال ثلاث دقائق فقط حفظها المتابعون وأدخلت الحكومة كلها في دوامة لمحاولة نزعها من عقول المواطنين دون أن تنجح بذلك..