القاص مشاورة يوقع مجموعته القصصية "رجل الثلج" في مكتبة "الأردنية"
وسط حضورٍ كثيف من الطلبة والمهتمين بالشأن الثقافي، والصحفيين والكتاب، وقع القاص عثمان مشاورة، في حفل أقامه المُلتقى الثقافي في مكتبة الجامعة الأردنية، مجموعته القصصية، الموسومة بـ"رجل الثلج"، والحاصلة مؤخرا على المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي لعام 2012.
وقال مشاورة في حديثه عن مجموعته إنه لجأ لفن القصة القصيرة، للتّعبير عن كوامن نفسه، ونظرته الإيجابية لعالمٍ مليءٍ بالتفائُل والأمل، جنباً إلى جنبْ أقطاب الثُنائيات الأُخرى، التي يقتضي واقع الحال وجودها.
وأضاف أن هذا الجنس الأدبي الحديث نسبيا، مُختزَل ومكثّف، في ظل جعجعة العالم المُتسارع المتخبط، الذي أصبح فيه الفرد يتناول كل شيء من حوله بوجبةٍ سريعة، دون أدنى لوم أو تقريع، في وقتٍ غدتْ فيه جلبة الميديا بأنواعها تُزاحم الفنون الأصيلة الأُخرى، لتجد لها موضع رجلٍ ما.
وأكد مشاورة على أن الكاتب ما هو إلا أيقونة تغير جيدة، يطور أدواته، ويشحذ خياله الخصب، لكي يتفاعل مع الجمال الفعلي من حوله، ولكي يبث الحيوية والروح إلى ذلك الجمال، مقللا من كمية القبح والبشاعة من حوله، التي باتت تؤثرفي تركيبته، وتشوهها.
من جانبه قال الدكتور نزار قبيلات المتخصص في الأدب الحديث إن المجموعة التي تحتوي على ثلاث عشرة قصة قصيرة، تعد كشفا حقيقيا عن ولادة كاتب مبدع جديد، ويخط له سبيلا في عالم الرواية والقصة الأردنية، والعربية بشكل عام.
وأضاف قبيلات لدى قراءته النقدية للمجموعة أن "رجل الثلج" جاءت لتعبر عن رؤية سردية واضحة المعالم، غير منبتة عن واقعها وزمانها، مؤكدا على أنها ترسيخ مقصود من قبل الكاتب، لمفهومات حضارية تحاول فرض نفسها على مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية.
وأشار قبيلات إلى أن المجموعة القصصية تعبر عن إيمان مطلق لدى الكاتب بروح الشباب وقدرتهم على التغيير والفاعلية التي عجزت الأجيال السابقة عن الإجابة عن تساؤلاتها وطرحها المنطقي أحيانا، وتعبر عن رفض مطلق لكل ما يحمله جيل الأباء من خنوغ وضعف وانكسار ولا مبالاة مقيتة.
من جانبه ذكر مدير المنتدى الثقافي في مكتبة الجامعة الشاعرالدكتورإسماعيل السعودي إن حفل التوقيع يأتي في سياق اهتمام المنتدى الثقافي بالشباب المبدع، وابراز مواهبهم، مؤكدا على ترحيب المكتبة الدائم باحتضان مثل هذا النوع من الأنشطة والمبادرات الثقافية والفنية التي من شأنها إبراز طاقات الشباب وإنجازاتهم، وجعلها محط اهتمام من قبل الجميع.