2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الخوف والتوتر يتربصان بطلبة الثانوية العامة مع اقتراب الامتحانات

الخوف والتوتر يتربصان بطلبة الثانوية العامة مع اقتراب الامتحانات
جو 24 :

ينتاب الطالب قصي عبد العزيز، من الفرع الأدبي، القلق لقرب موعد امتحانات "التوجيهي"، فهو متخوف من أن ينسى بعض المعلومات عندما يدخل القاعة، رغم دراسته المكثفة خلال هذا الفصل.
في حين أن الطالبة قسم خير الدين، من الفرع العلمي، تؤكد أنها لا تشعر بالقلق والتوتر مع اقتراب فترة امتحانات الثانوية، حيث تقول "معنوياتي عالية، والشعور وبالخوف والقلق يجعلني غير قادرة على التركيز والدراسة"، منوهة إلى أن ذلك سيؤثر على ضياع الوقت والجهد، "فالخوف لن يفيدني بشيء".
ومع اقتراب امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي" الدورة الشتوية 2012-2013، التي تبدأ الأحد المقبل، ويشارك فيها من كافة الفروع الأكاديمية 168,665 ألف طالب، وفق وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي وجيه عويس، تنتاب غالبية الطلبة مشاعر القلق، ويبدأون بتكثيف ساعات الدراسة.
وغدت حالة الأرق أو "الطوارئ" مشهدا مألوفا لدى غالبية الأسر التي ينقلب حال البيت رأسا على عقب بوجود فرد من أفرادها يقدم امتحان التوجيهي.
ويوصي المختصون بالتخفف من مظاهر الإعياء التي تصيب الطلبة في "التوجيهي"، حيث إن الجاهزية الكاملة للامتحان تمنح الطالب الثقة بالنفس والقدرة على استيعاب الأسئلة وزيادة فهم المطلوب منه.
الطالبة كوثر علي من الفرع العلمي تقول "أسعى للتمتع بمعنويات عالية كي أتمكن من الدراسة وأتحفز لها أكثر فأكثر"، مضيفة "أتوقع أن أحصل على معدل فوق 95 % كباقي أخواتي".
وتنوه كوثر إلى أنها تنظم وقتها وتدرس ما يقارب عشر ساعات، كما أنها واظبت على أخذ الحصص الدراسية والمراجعات عند أستاذ في مادتي الفيزياء والرياضيات.
أما الطالب عمر شهاب فرع الإدارة المعلوماتية، فيشير إلى أن عائلته توفر له الأجواء المناسبة من أجل التركيز في الدراسة، ويقول "أسرتي تقدم لي الدعم المعنوي، وخصوصا في هذه الأوقات التي نجلس بها بالمنزل من أجل الدراسة، ووالدتي الأساس في تقديم هذا الدعم".
ويشير الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد إلى أن مشاعر القلق والخوف تسيطر على طالب الثانوية العامة مع اقتراب موعد الامتحانات، فهو بحاجة إلى مساعدة ومساندة من الأهل، وعليه التهيؤ للامتحان واستثمار قدراته أثناء المذاكرة.
ويلفت أبو زناد إلى ضرورة أن يعي الطالب أن الامتحان سيكون ضمن المنهاج، ويكون مقبلا على الدراسة بنفسية هادئة ما يجعله يستوعب قدرا كبيرا من المعلومات، وهذا يتطلب تنظيم الوقت بين الدراسة وتناول الطعام والاستراحة والنوم.
ويبين أهمية توفير الأسرة الأجواء الهادئة والمناسبة للطالب، ودعمه معنويا وتأكيد ثقته بنفسه، وتوفير الإمكانات اللازمة له من مأكل ومشرب ومكان مناسب وتقليل حجم الضوضاء في المنزل خصوصا في أوقات الدراسة والنوم.
أم أحمد ربة منزل أكدت أن ابنتها خولة الطالبة في الثانوية العامة تعاني من أعراض القلق الناتجة عن رهبة اقتراب الامتحان، وتقول "يظهر هذا من خلال سلوكها في المنزل، وتعبر عنه بالعصبية والصراخ في بعض الأحيان".
وتضيف "تنظم ابنتي وقتها واجتازت الامتحانات المدرسية بتفوق، وتتوقع معلماتها أن تحظى بمعدل عال، لكن التنافس بين الطالبات له أثر نفسي كبير عليهن، وأتمنى التوفيق والنجاح لابنتي، فعليها أن تبذل ما عليها من جهد وتترك كل شيء لله عز وجل".
من جهته يشدد استشاري الاجتماع الأسري د. مفيد سرحان، على ضرورة أن يكون للأهل دور في متابعة دراسة ابنائهم طوال العام، وأن لا تقتصر هذه المتابعة على فترة الامتحانات، لأن ذلك سيزيد الأعباء النفسية على الطالب ويشعره بالتوتر وربما يكون له أثر سلبي على التحصيل الدراسي.
إذا كان هناك نوع من المتابعة المستمرة للأبناء سواء في البيت أو المعلمين في المدرسة فإن ذلك سيمكن الآباء والأمهات بلا شك من تكوين صورة واضحة عن قدرات الأبناء العلمية بمعنى أن تكون نظرة الأباء نظرة واقعية تراعي أمكاناتهم وقدراتهم وميولهم، وفق سرحان.
ويلفت سرحان إلى ضرورة مراعاة الفروق الذهنية والفردية بين الأبناء، وعدم المقارنة مع الآخرين، ولا بد من تهيئة الأجواء المناسبة للأبناء للدراسة في المنزل، وأيضا يجب تنظيم عملية الزيارات في هذه الأثناء، ولكن يجب ألا نبالغ كثيرا بحيث يشعر الطالب بأنه مراقب من الجميع، وهذه الرقابة تتطلب منه الحصول على معدل مرتفع.
ويصف الطالب جمال حامد في الفرع الأدبي امتحان التوجيهي بأنه "كابوس يتمنى الطالب الصحو والتخلص منه"، رائيا أن الأهل والمعلمين يسهمون في قلق وزيادة مخاوف الطلبة، خصوصا بحثهم المتكرر والمتواصل لكلمة "ادرس أنت توجيهي".
وترى التربوية ومديرة إحدى المدارس الحكومية د. أمل بورشك بأن الطالب في المرحلة الثانوية، يجب أن يكون وصل إلى مرحلة من النضج والاستقلالية في تنظيم الوقت ومتابعة المنهاج، فالتوجيهي هي بوابة الطالب إلى الحياة وما نلمسه اليوم أن الأهل يوجد بينهم وبين الطالب فارق زمني ناتج عن الفرق بين عمر الأهل والطالب.
وتوجه بورشك رسالة مفادها أن الثانوية العامة هي "ليست نتائج لسنة التخرج بل هي حصيلة خبرات ومعارف وأفكار تشكلت لدى الطالب منذ نعومة أظافره"، منوهة إلى أنه "لا بد من حياة منظمة بطريقة منطقية تساعد الطالب في إعداده للثانوية العامة مبكرا".
وتلفت إلى ضرورة اعتماد نظام غذائي ينشط ذاكرة الطالب ويغذيه فعليا، ولا يخزن الدهون في جسمه ويمكن الإستفادة من ذوي الاختصاص، وكذلك الابتعاد عن الأحاديث المزعجة والخاصة بالعائلة، وتحديد فترة زمنية مناسبة للترفيه.
وتبين بورشك أهمية الامتحانات التجريبية في المدرسة فهي تعرض الطالب لخبرات سابقة ولا بد من التدرب على هذه الامتحانات فهي تسمح للطالب بعيش التجربة فعليا، وحل الأسئلة في وقت محدد وتسهم في التواصل مع المعلمين في المدرسة وقد تركز على جوانب في المادة عنها الطالب. الغد

تابعو الأردن 24 على google news