jo24_banner
jo24_banner

الزعبي والذهبي جيران؟ هذا "قهر" ورب الكعبه !

د. وليد خالد ابو دلبوح
جو 24 :


"إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا" صدقت يا رسول الله

في "القضاء" والقدر: هل سنرى يا "ماغي فرح" ... الزعبي والذهبي معا في عتمة واحدة يوما ما؟!

لن أبدأ حديثي هذا قبل الترحم على رجال رجالنا, أسود القضاء وملوك المهنّد وأمراء القلم, وعظماء الفصل والحزم والجزم, ورجالاته الغرّ الميامين, صنّاع مجدنا وأمجادنا, رجال لم تعدوا عيناهم عن كرامة ابناء جلدتهم قيد انمله, رجال لم تأخذهم في الحق لومة لائم. كانوا رجال الرجال قبل أن يكونوا حملة شهادات من أوراق وكراتين, لكم منّا دوما وأبدا الدعاء بالرحمه.

يا اساتذتنا وعنوان فخرنا صباح مساء, كنتم في السماء دوما أحياء وأموات, لكم المجد تلو المجد والتحيه تلو التحية والاكبار والثناء, كيفما أبقيتم وجوهكم في قبوركم اليوم وانتم في سبات عميق. أهنؤوا في قبوركم مرفوعي الرأس, تيجان ممدده نقشتها بيض صنائعهم, في مقعد صدق عند مليك مقتدر, ان شاء الملك العدل.

الى من ضاقوا الأمرين وماتوا قهرا وفقرا وكبرياء, يا أصحاب العفة والرفعة والعلياء, الى مستودع مجدنا وملجأ غربتنا في أوطاننا, الى أساتذتنا موسى الساكت وعلي مسمار وعودة الله الشناق وعبدالرحيم الواكد, وصالح الصوراني وخليف السحيمات وعطالله المجالي, ونجيب الرشدان, وابراهيم سالم الطراونه, وحسين خريس, وغيرهم الكثير... الفاتحة على أرواحهم.

لكم منّا الدعاء بالرحمة ولنا منكم أيضا أن تدعوا لقضائنا بالرحمة وطول العمر, ان استطعتم, وأن لا يلحق بكم في دار الحق, فلا تأخذوا معكم ما صنعتوه وادخرتوه لنا ولاجيالكم. كم تمنينا ان تكونوا بيننا اليوم, لتروا ماذا فعل القضاء من بعدكم, ماذا فعل "بالشريف" منّا في زمن الرويبضه, يطأطئ الرأس, مكبّل اليدين, يمشي على الأرض وهو حزين, يكابر في ابتسامه والحسره تعتصر وتمزق قلبه ويعلل الامال على وطن جائع فقير!!

هل يعقل؟!

هل يعقل يا رجال القضاء أن ينادى رجل من رموزنا الصحفيه الوطنيه, الى القضاء لمجرد مذكرة ادعاء واحدة, وان تترك شلة, أركعت الاردن بأكمله برجالاته ومقدراته وكبرياءه ومرّغت أنفه التراب وجرّته أسيرا ظمئا مرغما يمد اليد السفلى الى البنوك والمؤسسات الدوليه, وليشمت فيه القاصي والداني, والشلة بين ظهرانينا تسرح وتمرح وتمشي بالاسواق وتدق الكؤوس وتقرع الطبول في زمن الهرج والمرج, ولم تكتفوا بملايين مذكرات الحناجر الاردنيين والتصريحات والصيحات, التي خرقت عنان السماء وردّت الى الارض من جديد؟! مذكرة جلب واحدة أثقلت ميزان ملايين الصيحات وكانت كافيه لجلب رجل من ابنائنا, مزج البسمة والدمعة معا على وجوه الاردنيين منذ سنين, وتكلم بألسننا, في الوقت أن ملايين الصيحات لم تهز شعرة واحدة ممن عبثوا بالبلاد, وتعرفونهم كما نعرفهم, عين اليقين!

لا أريد هنا أن أفهم القضاء واجراءاته وسياساته وتعقيداته, ولا المبررات مهما تجمّلت وتزيّنت وتكحّلت, لكني, وقد يشاركني الكثير, أملك ان شاء الله من الرجاحة في العقل, ما يجعلني اتسائل وأتعجب بأن هنالك شئ ما "غير سوي" يحدث اليوم! بغض النظر عن المبررات, كيف لي أن أقتنع أن حسني مبارك أدين وأدخل السجن وشارف على الخروج, والقضاء عندنا لم يثبت ادانته الا على الذهبي؟! أين الاخرون؟؟!! وفي الوقت الذي ننتظر فيه "الفرج" القضائي, لمتّهم اخر يملئ فراغ الذهبي ويعزيه في وحدته, اذ بالقضاء, ينادى بالزعبي الى التحقيق!!

الخاتمة:

لا أعرف الزعبي ولا يعرفني, ولم ألتقيه ولم يلتقيني, وقد نلتقي وقد لا نلتقي. الاّ هذا لا يعني تترك الأمور على عواهنها, وان يستفرد برجالات البلد واحدا تلو الاخر, ونصبح أضحوكة لمقولة, أكلت يوم أكل الثور الأبيض, وللفاسدين والعابثين! يعتصر قلبي ودمي الما وحزنا ليس على الزعبي كشخص, ولكن على الجهاز القضائي بأسره, وعلى مستقبلنا وعلى مستقبل ابنائنا واجيالنا. نعرف انه مجرد اتهام, ولكن أين عظمة القضاء, في تفعيل العدالة والمسائلة على الجميع, ولو باستجواب "شلة لا مساس", لتطفئ غضب المواطنين وتهدئ من روعهم!!

رجل القضاء هو في المحصّلة, مواطن وموظف حكومي, يبتاع الخبز عند المغادرة ويشرب القهوة كل صباح, يواجه من التحديات ما يواجهه كل موظف حكومي, ويحرص على استمرارية عملة ولقمة عيشة ويجاهد نفسه لنيل طموحة وامنياته. امل ان لا تكون للضغوطات الظاهر منها والباطن دور في التأثير على ملكته في الابداع وعلى فرض شخصيته وهيبته ووقاره في اتخاذ القرارات.

كل أردني, نظيف اليد, يعمل لوطنه ومحسوب عليها فقط لا غير, ليس له اتصالات لا من قريب ولا من بعيد, وليس له أجندات خارجيه مهما تبدلت الوانها, ويخاف الله في وطنه, هو ابن لهذا البلد, لا يحق لأي قوة في الأرض مهما علت, ان تمس شيء من كرامته لا من قريب ولا من بعيد... ولو كنت قاضيا لفضلت عمل فن التطريز والحياكة على أن أستجوب أو أزج أحدا من رجالنا, أو أضعه حتى في موقف الاتهام!!

ونعود لنقول, لقد أسبغ الله علينا نعمة الطقس, والأمن والقضاء. أما الطقس فخرق واخترق واستبيح من الاوزون من ساسه الى راسه وطالنا شيء منه ما طال, واما الامن فقد نجح في فن المراوحة والثبات, بالناعم وزجاجات المياة المقدمة في ماراثون الحراكات, لكنه الحق يقال ثبّت اركان الوطن بغض النظر عن انتقاداتنا له من فتره واخرى, وامّا القضاء.. وما أدراك ما القضاء... فاما يكون او لا يكون.. الامر بأيديكم يا أهل القضاء.. وفقكم الله واعانكم ونصركم.. ونحن نعلم بأنه ليس بالهيّن.. ولكن ندرك أيضا أن صناعة الرجال وصناعة ممن ترحمنا عليهم قبل قليل... ليس بالهيّن أيضا.. فكونوا على قدر المسؤوليه, حتى يذكركم الذاكرون, من أجيالنا القادمة ويترحموا عليكم, ونعم الرجال أنتم.. دمتم ودام الأردن!!

Dr_waleedd@yahoo.com

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير