jo24_banner
jo24_banner

المصري يحن لمبارك والأردني لفاسده؟!

د. وليد خالد ابو دلبوح
جو 24 : "إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا وَهَوىً مُـتَّـبَـعًا وَدُنْـيَا مُؤْثَـرَةً وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ وَدَعْ عَنكَ أَمْرَ الْعَامَّـةٍ" صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلّم)

وزير الداخلية المصري العدلي في حكم مبارك يظهر مؤخرا أكثر شبابا ورونقا, وهيئته أجمل من أيام مبارك, وصبغة شعرة التي لازالت تهرب اليه في السجن لم تتغير, بل وفيها لمعة تبرق وتقدح, ناقمه وحاقدة, وكأنها عائدة عن قريب, وملابسه مكويه بأحلى كسره, ولون زرقة ملابسه, أزرق عالموضه!! مبارك هو الاخر بعدو عايش وبنفس صبغة شعر العدلي, ونظاراته الشمسية اخر لمعة واخر عظمة على عظمة, شارف أطباءه على الموت وهو ما زال ممدد ويطعّج, ومحاكمته اعيدت لتفتح من جديد, والمصريون الذين خرجوا بالأمس القريب بالملايين لطرده, يعودوا اليوم يدعون الله لعودته!!

الأردنيون من جهة أخرى نافسوا المصرين في تلونهم, فالذين كانوا في الشوارع, من "نشامى" و"نخوجية" ضد الفساد والفاسدين, الاّن في خيمهم يأكلون من "خيرهم" الكنافة ويهتفون "للفاسد" الذي خرجوا عليه في الماضي الاقرب من قريب, ويتنقلون من خيمة الى الأخرى؟!! من الشارع الى الخيمة؟! ليش طيّب؟ خير يا ناس؟!


أدرّس السياسة ... ولا "أعرفها"؟!!: من لا يعيش في الأردن وبين "رجالاته"... لا يعرف وجه السياسة!

أحمد الله الذي, خصّني الله من العلم المكتوب في بلاد شكسبير قدراّ ... ما خصّ اللصوص "المنتمون" في المال المنهوب "ارثا" وحظا... وأحاط بي من نوره المقروء وفرة... ما أحاط الليبراليون الجدد في هذا الوطن من مؤامرات وديون "ولسه"... وأسبغ لي من فضله في العلوم... فاق ما نافق فيه برلمان 111 والبرلمان القادم والسحيجه ويزيدون... وأكرمني من “كتب الجاحظ” وزيارة المكتبات, جاوز ما خُطّ في القوانين المؤقته من توقيعات وقرارات وتبعات... ولكن هيهات هيهات...على أن أفسّر وأفهم "السياسة" و"رجالاتها" في ربيعها العربي والاردني الحاضر... فلا ... ولاءات!

الكتب والمجلدات شيء, والشارع والفضاء السياسي ... شيء اخر!

أعترف, لم تشفع لي شهادات أميركا ولا صقيع قاعات بريطانيا في فهم ما يحدث اليوم, فسرعة الاحداث والمتغيرات وتقلباتها من جهه, وتبدّل المعاني والمواقف والمبادئ من جهة أخرى, قهرت علوم السياسه وحمّلتها وزرا فوق طاقاتها, وأثقلت همّها فوق همّنا. الكل يتظاهر الفهم, ولكن هيهات الفهم منّا هيهات. كل مرّة أحبط فيها أتذكّر الدرس الذي أعلّمه ولم أتعلّمه, الذي أعرفه ولكني أجهله... قهرني تبدّل المواقف والرجال والتناقضات في سويعات, فكان للكذب والمروغة والنفاق, أن حيّر العقل, وأذهل القلب, وأعجز القلم.

بخلاف كثير من العلوم, السياسه لها رونقها وتفردها وقباحتها. ليس لها صديق, وجاهل من يقول أنه يعرفها حق المعرفه. فمدرسو الطب هم أطبّاء في القاعات وفي المستشفيات, ويقومون على العمليات صباح ومساء, ومعلمو الهندسه, لهم في الهندسه داخل أسوار الجامعه ما لهم خارجها, وكذلك في التربية والزراعة والقانون...وغيرهم الكثير. اما السياسه, فهي "غير". فلها من القبح بقدر ما لها من الجمال, فهي هوائيه متمرده وخادعه, ولها من التناقضات يفوق تذبذب بوصلة نخوتنا ومزاج برج الجوزاء. فأن تكون سياسي شيء, وأن تعلّمها شيء اخر. لم يحظى السياسون القدامى, والعرب منهم بالأخص, معاوية بن سفيان وعمرو بن العاص من العلوم حتى أصبحوا "سياسيون". وفوق هذا وذلك, جلّ السياسون المهرة وقعوا في حبائل السياسة وكيدها في حياتهم العمليه ... ولو لمرة واحدة!

الخاتمة: ما يحدث اليوم هو, ما بعد العلوم الموضوعة, وما بعد السياسة, وما بعد الاخلاق, وما بعد كل شيء تعلمناه!

نحن لسنا بحاجة الى اصلاح, ولا ملايين, ولا سياسات, ولا خطط, ولا صفقات, ولا انتخابات... بقدر ما نحن بحاجة الى رجال, رجال فقط لا غير, لانو البقيه تأتي اذا توفر الرجال, مهما اختلفت وتباينت ارائهم اذا كانوا اصحاب مبادئ لا غير!!

Dr_waleedd@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير