jo24_banner
jo24_banner

النسور والمهدي المنتظر!

د. وليد خالد ابو دلبوح
جو 24 :

لحكمة منه يعلمها هو وحده, لم يشأ المولى أن يهديني تعلم فن الصفير والتصفير في مقتبل شبابي, وكأنه تعالى يقول لنا يا أهل الصابرين .. أصبروا لانها ستخرج لوحدها تلقائية صافره مدوية شاملة وعامة من نافوخ كل الأردنيون بدون أي جهد أو دروس خصوصيه ... في زمن ما لاحق ... في زمن الشيخ النسور... دستور من خاطرك يا دولة النسور ... دستور من خاطرك يا مُحيّر القلوب والابصار و العقول... بكيت وابكيتنا معك ... وجزعت وجزعنا معك ... ونطقت فصفقنا لك ... وصفعت الصوت الواحد وصفعناه معك ... فتملّكت قلوبنا حتى نازعت حب الصحابة فينا وأصحاب الكهف والاولين ... وأول أول الأولين ! 

أين أنت يا دولة الرئيس من "عبدالله النسور" أول مبارح فقط... تبرق وترعد وتزلزل القبه وما فيها حتى ظنناك لا محالة المهدي المنتظر... لقد أوصلتنا بلسانك هذا منزلة فاقت الأحلام ... وهبطت منفردا وتركتنا في سماء خطاباتك معلقين حالمين... يا من أخرست ألسنة فولتير وجان جاك روسو ومارتن لوثر كنغ وجيفارا ... لما أبليت في فن الخطابة والنقاش والجدال ... أين هو اليوم من ذاك "الأسد الهزبر" يزمجر... ينطق بالعلم ويحدث بالحق ويتحدث باسم المغلوبين ... كم تمنيت أن أراك يا صاحب دولة تحت القبة نائبا الان ... مبشّراّ أن للأردن بقي رجالات على العهد ماضون ... لا تأخذهم في الحق لومة لائم... لا يتلونون مهما تلونت وتبدلت الناس والكراسي والأحوال!

سياسة النسور ... تصفية للمعارضة "المعتدلة"!

المحزن فيما جاء به النسور اليوم أمران: القضاء على المعارضة "المعتدلة" من جهة وقتل الثقة والتفاؤل برجالات الوطن للأجيال الشابة القادمة من جهة اخرى. لقد بتر النسور ساق "المعارضة المعتدلة", فقد كان هو نفسه "رمزا" للمعارضة تحت سقف القبه يخطب وينشد, حتى سال لُعاب الرابع له فاستدارت بأقبح اغراءاتها وقالت له "هيت لك" .. فترك كل شيء وراءه في مجلسه, من ثوابت وخطب وشعر ونثر, وذهب اليها وهو يلبي .. لبيك لبيك!

الادهى من ذلك, أنه لم يكتف بهذا فحسب, بل استنزف معه ما بقي من معارضه معتدلة, فالخسارة ما من شك, هي للأردن وللمعارضة المعتدلة في البلاد... من بقي من الاصوات المعتدلة للدفاع عن الاردن بعد اليوم؟!

وأي انموذج تركته للأجيال القادمة لرجل كان “من أكبر” المعارضين وفي لحظة ما أصبح سيف الدولة المسلّط, يتنصل عما كان يقاتل من أجله منذ أيام؟! كيف للناس أن تؤمن بك اليوم وكيف للأجيال أن تؤمن بأن للوطن كان رجال وأن طموحه وأمانيه ستؤتى بعلمه وفكره وكفاحه وانتماءه للوطن ... لا بالتمثيل والتسحيج وقرع أبواب السفارات والمنظمات الغير الحكومية..!

كيف لك أن تربي فينا تربية ثقافة السمسرة والمقايضة عالمكشوف فقط من أجل أن تحظى بالثقة وتبقى مكانك على رئاسة السلطة التنفيذيه... وماذا عن الوطن بأسره يا دولة الرئيس؟ ما ظنناك هكذا ... دمعة أخرى على الأردن تذرف وهو بأمس الحاجة الينا! الأسوا فيما حدث مؤخرا هو ادخال حالة الشك لدى كثير من المواطنين تجاه أي معارض معتدل بارز ... حيث سيقولون عنه حينها عنه "كان النسور أشطر منك .. بكثير"!


الخاتمة: لكل شيخ طريقة ... بس مثل طريقة هالشيخ ما شفت!

من بقي في ساحتك من رجال أيتها السوسنة؟ من بقي في عرينك من أسود يا مثل حجم بعض الورد؟ ماذا بقي من نخيلك يا دوحة الشرفاء؟ من بقي يدعو لك اليوم بعدما تبين أن "المؤمن" كان منافقا ... و"فولتير" الأمس هو مُسيلمة اليوم ... ظنناه رافعا يديه يدعو ... فوجدناه رافعا يديه يرجو .... وجدناه بقايا سراب من ظل الرجال... من بقي يدعو لك يا أردن ... "اني ابحث عن رجل"!

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير