ليس دفاعا عن الرئيس الملقي..ولكنه القلق من تفشي حمّى التصيد والغلو
جو 24 :
كتب المحرر السياسي - من ضروب الانصاف ،ان يقول الرجل ما يراه صوابا في خصمه قبل خليله، فليس من المروءة في شئ ان يجنح البعض لتصيد الاخطاء لضرب الخصوم السياسيين والامعان في ايذائهم بشكل غير موضوعي، لا سيما ان هذا التصيد في حالات كثيرة يضرب مصداقية صاحبه ويضعف حجته ،ويكسب الخصم تعاطف العامة والخاصة .
الاخطاء البائنة بينونة كبرى التي اقترفتها حكومة هاني الملقي كثيرة وكبيرة ، والقرارات والسياسات الجبائية التي تنتهجها هي مواد دسمة للنقد ، فلماذا اذن -وهذا قد نتفهمه من البعض في سياق الغضب والاستياء - تصيد الهفوات على النحو الذي نتابعه على شبكات التواصل الاجتماعي تعقيبا على كلمة هاني الملقي في المؤتمر الصحفي الذي جمعه برئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في انقرة قبل ايام ؟
ردود الفعل الصاخبة على تأتأة الرئيس مقلقة من جهة انها قد تؤسس لتفشي حالة التصيد والغلو والاستهداف غير الموضوعي بين الناس ،فيذهب الصالح بعرض الطالح ، ويصبح الجميع متأهبين للقصف بغض النظر عن وجاهة الموضوع والقضية ،وبذلك لن يسلم فيما بعد اي شخص من سهام الاستهداف الجارحة.
الرئيس الملقي تحدث في المؤتمر الصحفي في نقاط كثيرة ،وتلعثم في جزئية تداركها بسرعة،وهذا ليس معيبا او معبرا عن ضعف او قصور .نقول ذلك ليس دفاعا عن الرجل ولكن التزاما بالموضوعية و الانصاف .
الحملة التي اطلقها صحفيون كانت تربطهم علاقة وطيدة بالرئيس ليست بريئة،ووراءها الكثير من علامات الاستفهام ،والا لماذا اشعل هؤلاء فتيل الغلو وهم يعرفون ان عثرة الرئيس ليست ذات بال ولا يجوز ان تكون منطلقا للنيل منه ؟!
حكومة الملقي اصابها سعار او هستيريا الرفع، و تعاموا -عن قصد- عن الاحتجاجات والمعاناة التي تسببوا بها ،وهذا يعتبر مدخلا سليما للانتقاد وتسجيل الموقف ،وهناك مسائل متعلقة ايضا بالتعيينات وخيارات الحكومة ،ففي الوقت الذي اعلن فيه الملقي انه لن يعين من المترشحين الذين لم يحالفهم الحظ في الانتخابات النيابية الماضية ،عين مؤخرا اثنين على الاقل منهم في مواقع متقدمة ،وفي الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة انها لن تمدد للمسؤولين الذين تجاوزت اعمارهم ال ٦٠ عاما ، وتسبب ذلك بخسارة مسؤولين احدثوا ثورة في مؤسساتهم ،يستمر امين عمان في موقعه ويعين نائبا لرئيس مجلس ادارة الملكية الاردنية ،ناهيك عن التعيينات الاخرى التي جاءت كلها بعيدا عن اية معايير واسس قابلة للفهم . ثم ماذا عن تسعيرة المحروقات -الطوطم والتابو في آن معا - ، وغرابة التصريحات الرسمية التي رافقت تصريحات المحلل الاقتصادي المعروف الزميل خالد الزبيدي ،وكيف انه وبعد ١٤ يوما ،اضطر غير باغ للتراجع عن تصريحاته ونفيها ! كل هذه قضايا وغيرها يستطيع المحلل والمتابع ان يلجأ لها كذخيرة حية لانتقاد الحكومة ورئيسها ،فلماذا اذن نختار التصيد والايذاء غير المبرر على النحو المؤسف الذي شهدناه في شبكات التواصل الاجتماعي؟!