jo24_banner
jo24_banner

الخطابات الحكومية من على منابر المساجد.. لمواجهة التطرف أم تطفيش الناس؟

الخطابات الحكومية من على منابر المساجد.. لمواجهة التطرف أم تطفيش الناس؟
جو 24 :
أحمد الحراسيس - يبدو أن مساعي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، وائل عربيات، بدأت تُثمر بامتناع العديد من الناس عن الذهاب إلى المساجد في يوم الجمعة، وذلك نتيجة قناعاتهم أنه سيستمعون إلى "خطاب حكومي" وليس لـ"خطبة جمعة"، ولكننا نعتقد أن الوزير الشاب قد وقع في خطأ كبير خلال انفاذه تعليمات "الخطة الوطنية لمواجهة التطرف".

لا اعتراض على أن يتناول خطيب ما موضوع "حوادث السير، برّ الوالدين، أو معركة الكرامة"، لكن المشكلة إن ذلك الخطيب قد اختار موضوعه وربما خطبته كاملة كما أرسلتها له وزارة الأوقاف تحت عنوان "الخطبة المقترحة".. والناس في الحقيقة لا تحبّ الاستماع لخطابات حكومية رسمية لا يتجرأ فيها الملقي على انتقاد الحكومات.

مثلا، عندما تناول الخطباء ملفّ حوادث السير والسلامة المرورية، لم يجرؤ كثير منهم على انتقاد واقع الطرقات في المملكة، ولم يتحدثوا عن تهالك الطريق الصحراوي الواصل بين جنوب المملكة ووسطها، كما لم يلتفتوا إلى الطريق الدولي من الزرقاء وحتى الحدود العراقية، ولم يقل أحدهم أن الطريق الدولي من المفرق إلى العراق محطّم "باستثناء بعض الكيلو مترات القريبة من مخيم الزعتري".

لا نعلم إذا ما كان أحد الخطباء تجرأ اليوم وفي خضمّ حديثه عن معركة الكرامة على تناول توقيع اتفاقية لاستيراد الأردن الغاز من العدوّ الصهيوني، وإذا كان الأمر قد حدث فعلا فهل ستتركه الوزارة دون عقوبة؟!

صحيح أن خطة مواجهة التطرف الممولة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أوصت بخفض أعداد المساجد التي تقام فيها خطبة الجمعة، وأن تختار مديرية الوعظ عنوان الخطبة المناسبة، لكنها أوصت كذلك بمعالجة نقص الائمة والخطباء المؤهلين والقادرين على نقل قيم الاسلام الحنيف للناس وأن لا يتركوهم لمواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ونعتقد أن ابعاد الناس عن المساجد و"تطفيشهم" سيعود بآثار عكسية على "مكافحة التطرف" خاصة في ظلّ استمرار الظلم وارتفاع نسب الفقر والبطالة بين الشباب.
تابعو الأردن 24 على google news