الملك والدولة وقفة عز وشموخ
أن تعقد قمة عربية فهذا حدث قد يكون دورياً في أجندة الجامعة العربية، لكن أن يُعد له ويحضر ويستقبل القادة بسلاسة ودقة بالغة وحفاوة كريمة، تعكس تقاليد الدولة والحكم المديد، وفي بلد ذو إمكانيات محدودة وبظروف حرجة اقتصادياً، فهذا هو الاستثناء الذي صنعه الأردن، والذي تعود عليه، وفي كل مرة يقدم الأردن أفضل ما لديه وأحسن ما عنده، ويجود جود الكرام للكرام.
كمواطن أردني قد لا تمسنا قرارات القمة المتفق عليها بين وزراء الخارجية والمصادق عليها من القادة، لكن يهمنا ونحن نتابع الشاشات العربية، ما يعكس استقرار الأردن وما يعطيه فرصة الظهور بأبهى حلة وبأفضل صورة ممكنة، يمكن أن تظهر بها البلد، وقد بدت الدولة الأردنية في القمة العربية في الصورة التي نحب والتي نفخر بها.
الملك في قمة عمان، لم يكل ولم يغادر المطار مستقبلاً للأشقاء القادة العرب، وأركان حكمه معه، وأخوته من الأمراء في حالة الحضور الدائم، بما يعكس الصورة الأردنية التي يتعاضد بها الاخوة وأهل الدار كي يظهر عرسهم بأفضل صورة وكي لا يكون هناك تقصير من أحد، والحكومة للإنصاف كانت حاضرة ومستعدة في التحضير والتجهيز، فبدا المشهد مكتملاً يفيض بالقوة والمنعة، فمن يقنع العالم أن هذا البلد يقدم على ما أقدم عليه من تحمل الأعباء وهو في حالة اقتصادية هشة وصعبة؟.
لكنه الأردن، الذي ما تعود إلا أن يحضر بكامل ألقه، وأن يقف موقف العز، وأن يكرم بما يجود، وأن يصنع الإنجاز الذي يليق به وبشعبه وسعيه الدائم للتميز برغم امكانياته المحدودة. ولنا في ذلك سفرٌ من الانجازات والتجاوب مع التحديات وتجاوزها.
نعم جاءت القمة بالقادة العرب وبتمثيل لائق، لكنها جاءت بالأردن واستعادت حضوره المشرف في إقليم لا يهدأ ولا تغيب عنه الصراعات، وتوسطت عمان الحواضر العربية وبدت عاصمة الشرق العربي كما كانت منذ تأسيس الدولة قبل تسع عقود ونيف، نعم عمان عاصمة الشرق العربي والملك عبد الله زعيم الهلال الخصيب الذي أنفذ بلاده من هول التحديات العاصفة، وهو المُقدم من العرب والمكلف منهم للحديث مع الغرب، وله في ذلك إرث الزعامة والشرافة وطلاقة اللسان.
شكرا لكل فرد عمل في قمة عمان، للأمن بكل اجهزته، وللجيش العربي وللمؤسسات ولقطاع الفنادق ولأمانة عمان وللإعلام الأردني المحترم وشكرا للإعلام العربي الذي أظهر الأردن بما يستحقه.