اربعة سيناريوهات اردنية لمصير الاسد
في المعلومات أن الاردن يشعر بقلق شديد جدا من الاتصالات الاسرائيلية مع دول عديدة لاقناعها بسيناريو القصف الاسرائيلي لمخازن السلاح الكيماوي السوري،وقد ابلغ الاردن عواصم نافذة في العالم ان هذا السيناريو خطير جدا على السوريين وعلى الاردن ايضا،وان هذا السيناريو مغامر ومجنون.
ذات المعلومات تقول ان اسرائيل مصرة على قصف المخازن الكيماوية السورية ولاتريد انتظار مآلات الوضع في سورية،وهذا السيناريو يراه الاردن خطيرا لان تفجير المخازن قد يؤدي الى انتشار السموم الكيماوية في الاجواء وانتقالها ايضا الى الاردن بسبب الرياح مما سيؤدي الى اضرار فادحة ستنال من حياة الاف الاردنيين.
رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو يتبنى هذا السيناريو،والاردن ابلغ الاسرائيليين ان هذا السيناريو خطير ولايمكن السماح به،ونتنياهو الذي زار الاردن قبل شهور،وقامت جهات اسرائيلية بتسريب خبر زيارته باعتباره تم قبل اسبوعين،يريد ادخال دول الجوار مع سورية كشريكة في هذا السيناريو.
الاردن رفض التدخل كليا،والاردن هنا،يحمي السوريين ايضا،من نتائج هكذا فعلة قد تؤدي الى مقتل الاف السوريين جراء السموم الكيماوية،وهو ايضا يعتقد ان لاتدخل عسكريا دوليا سيجري مالم يقم الاسد باستعمال الكيماوي ضد شعبه.
الاردن امام مخاطر كبيرة بسبب الملف السوري،ومركز صنع القرار في الاردن شعر بخيبة امل من خطاب الاسد الاخير،والذي كان يتوقع ان يحمل حلا جذريا يؤدي الى انهاء الازمة السورية بغير الطريقة التي اعلنها الاسد ،فالاردن يريد ان تتوقف الازمة السورية حتى لاتبقى نيرانها مفتوحة باتجاهه.
عمان ترى اليوم،ان لاحل للازمة السورية الا من الداخل السوري،فلا الحل العسكري وارد،ولا التسوية السياسية مؤهلة للتطبيق،والازمة السورية مؤهلة للبقاء حتى الصيف المقبل .
حل الازمة السورية من الداخل يقوم على عدة احتمالات اولها انتصار الجيش الحر ،وهذا لن يكون الا بزيادة الامدادات العسكرية القطرية والتركية عبر شمال سورية الى الثوار،فيما الاردن يرفض حتى الان توسعة مداخلاته العسكرية عبر حدوده الى مناطق حوران ومنها الى دمشق،مما تسبب له بضغوطات عربية ودولية،لكون عمان البوابة الاقرب الى دمشق.
ثانيها الانقلاب من الداخل وتحديدا من الحلقة المحيطة بالاسد،وهذه الحلقة قد تميل الى سيناريو تغيير رأس النظام مع بقاء ذات النظام ضمن صفقة غير معلنة.
ثالثها تدهور الاوضاع على كل الاصعدة وتحديدا تعثر وصول النفط والوقود الى سورية مما سيؤدي الى نتائج صعبة جدا على حياة الناس والنقل والكهرباء وغير ذلك.رابعها حدوث توافق دولي على سيناريو يقول ان الاسد انتصر في المواجهة وبالتالي رفع الدعم عن المعارضة،وهذا سيناريو سيلغي القرار الدولي بإنهاء الاسد والذي تم اتخاذه منتصف الصيف الماضي،والاردن من هذه الزاوية يحتاط ايضا حتى لايخسر مستقبلا امام هذا الاحتمال.
عمان تعتقد ان التدخل العسكري من الخارج،او التسوية السياسية،خياران باتا غير واردين حاليا،ولاحل سوى من الداخل عبر تواصل التفاعلات الداخلية حتى النهاية،وهذا يقول ان الاردن يجهز نفسه في الاغلب لسنة ثالثة صعبة مع الملف السوري.
هكذا تقرأ عمان المشهد السوري،وكل ماتخشاه السياسة الاردنية حدوث خرق لهذه الصورة يعيد بعثرة كل الاوراق،وهذا الخرق يتمثل بعدوان اسرائيلي مفاجئ،غير محسوب النتائج،يؤدي الى وضع الاردن والمنطقة امام كل الاحتمالات.
(الدستور )