ابو طير: هذا ما قلته للملك ونال اعجابه قبل تدخل رئيس وزراء!
جو 24 :
رصد - أحمد عكور - نشر الكاتب الصحفي في يومية الدستور، ماهر أبو طير، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تفاصيل حول لقائه بالملك عبدالله الثاني بن الحسين في واشنطن قبل فترة قال إنها قريبة.
وأضاف أبو طير: "قلت للملك بعد لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الدول ثلاث؛ دولة رفاه تركّز على رفاهية الانسان وتقدم نفسها للعالم باعتبارها دولة رفاه ورخاء مثل السويد ودول الخليج، ودولة تدّعي وجود عدوّ لها تستفيد منه بتوحيد صفها الداخلي وتوجد مشروعا وطنيا لها مثل كوبا وكوريا الشمالية وبعض الأنظمة العربية التي صنّفت نفسها باعتبارها في معركة مع اسرائيل وتسخّر كلّ امكاناتها للمعركة، والثالثة هي دولة لا تريد حربا ولا هي قادرة على الرفاه لكن لديها مشروع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي وطني".
وقال أبو طير: "زدت يومها والملك يستمع، إننا لسنا دولة حرب ولا دولة رفاه، ولم يتبقّ أمامنا إلا وجود مشروع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي لا يشعر فيه الناس أنهم مجرّد مجاميع بشرية يأكلون ويشربون ويتكاثرون وينامون.. الناس يدورون في الفراغ وبلا نهايات".
ولفت أبو طير إلى أن الملك أعجب بالكلام، غير أن رئيس الوزراء الذي كان حاضرا ومتحسسا لظنه أن المقصود هو نقد حكومته "قفز في وجهي متذاكيا وطالبا مني أن أتقدم فورا بمقترح لمشروع كبير أو مشروع وطني يتمّ عبره احياء الروح المعنوية واشعار الناس أن لديهم شيئا يفعلونه غير الروتين اليومي من أكل وشرب ونوم".
وأشار أبو طير في منشوره إلى أنه تذكّر القصة هذه الأيام وهو يقرأ أخبار البلد وما تفعله الحكومات بالناس، حيث يخرج المواطنون من بيوتهم ليعملوا ويغطّوا كلفة الوظيفة وليس كلفة حياتهم!
وتاليا نصّ ما نشره أبو طير على صفحته:
قبل فترة قريبة قلت للملك وكنا في فندق الفورسيزون في واشنطن بعد ان التقى الملك الرئيس الاميركي باراك اوباما وحضرنا يومها جزءا من اللقاء في البيت الابيض ان الدول ثلاث.
الاولى دولة رفاه وتركز فقط على رفاه الانسان وتقدم نفسها للعالم بأعتبارها دولة رفاه ورخاء وهذا النموذج ينطبق على دول عديدة عربية واجنبية، مثل السويد ودول الخليج العربي والدنمارك وغيرها.
الثانية دولة لديها عدو، حقيقي او مصطنع بحيث توحد صفوف الداخل وراء القرار السياسي من اجل محاربة هذا العدو وسواء كان الامر حقيقيا او وهما فأن اعلان الدولة انها تواجه عدوا يجعل هناك مشروعا في البلد وهو مشروع يخفي عيوب الداخل امام الحرب المفترضة، والامثلة على هذا كثيرة من كوبا التي واجهت الولايات المتحدة مرورا بكوريا الشمالية، وبعض الانظمة العربية التي صنفت نفسها بأعتبارها في معركة مواجهة مع اسرائيل وتسخر كل امكاناتها للمعركة.
الثالثة دولة لاتريد حربا ولا هي قادرة على الرفاه لكن لديها مشروعا وطنيا، كأن تقول الدولة للناس ان هذا العام نريد زرع 5 ملايين شجرة، او توزيع مليون قطعة ارض على الناس او هذا عام لصيادي السمك، او لتغيير منهاج الجامعات، او مراجعة وضع القطاع الصحي، او عام جمع السحرة والمشعوذين وقتلهم او عام تسديد ديون النساء مثلا والهدف رص صفوف الداخل وراء مشروع محدد يرفع معنويات الناس، ويجعلهم يشعرون انهم يعيشون لهدف ما، والامثلة كثيرة على دول من هذا النوع.
زدت يومها والملك يستمع اننا لسنا دولة حرب ولسنا دولة رفاه ولم يتبق امامنا الا وجود مشروع سياسي او اقتصادي او اجتماعي، بحيث لايشعر الناس انهم مجرد مجاميع بشرية يأكلون ويشربون ويتكاثرون وينامون.
اضفت ان الناس يدورون في الفراغ وبلا نهايات.
يومها اعجب الكلام الملك وانا لااخفي محبتي له ولا انكر انني اراه بطريقة تختلف عمن ظلموه كثيرا...ربما لانني مطل على معلومات كثيرة ولااشكل موقفي على اساس الانطباعات او الاشاعات.
تلك الظهيرة قفز في وجهي رئيس الحكومة الذي كان معنا في الجلسة متحسسا لظنه انني اقصد اداء حكومته فيما انا اتحدث عن الدولة وليس عن حكومته " الحساسة" متذاكيا وطالبا مني ان اتقدم فورا بمقترح لمشروع كبير او مشروع وطني يتم عبره احياء الروح المعنوية واشعار الناس ان لديهم شيئا يفعلونه غير الروتين اليومي من اكل وشرب ونوم.
قلت للرئيس لافكرة حصرية حاضرة لدي والاجابة بحاجة الى تفكير....
هذه الايام، وقبلها، كلما اقرأ اخبار البلد، وماتفعله الحكومات اكتشف اننا لانفعل شيئا ولانعرف لماذا نعيش اصلا، فلا اي هدف جماعي، ولافردي.والروح الجمعية متشظية؟!.
مليون سيارة نصفها كوري يخرج سائقوها للعمل برواتب قليلة كل مهمتها تغطية نفقات ذات العمل فنحن شعب يعمل كي يغطي كلفة الوظيفة وليس كلفة حياته، من وقود وسجائروطعام واتصالات اضافة الى تأمين الخزينة بواردات الضريبة على النفط باعتبارنا شعبا من الشغيلة.
المفارقة ان الدولة تعتبر الامر عاديا، حين نصبح شعبا يأكل ويشرب ويتناسل ويسدد ديون الخزينة ولاشيء آخر في هذه الحياة وترون كيف ان كل القطاعات مهملة واليأس يدب في نفوس الناس والمؤسسات احتلها الصدأ ولاجديد في حياتنا سوى ترقب المجهول الغامض؟!.
ثم يسألونك...
لماذا تغرق البلد بمليون سيارة فيما اغلب السائقين لها يرسمون تكشيرة قاتلة ويحتسون قهوة صباحية في عبوات بلاستيكية مسرطنة وينفثون دخانا كريها في السابعة صباحا في طريقهم الى العمل ويشعرون بغضب بالغ ويأس وان كل الدنيا ضدهم؟!.
انهم ياسادة ياكرام ........لايعرفون لماذا يعيشون؟!!.
قولوا لي بربكم.
لماذا نعيش ولاي هدف غير الاكل والشرب والتأمل في الفراغ.؟
ماهو الهدف الخاص لكل فرد او الهدف العام للكل؟
مازال الوقت متاحا حتى نصحو من هذه الغيبوبة ولايكفي الدولة ان تقول لنا..احمدوا ربكم فمن حولكم وحواليكم يتم ذبحهم فهكذا تسكين لايستقيم مع رغبتنا بأن نعيش ونقارن انفسنا بمن هو احسن منا وليس اسوأ من حالنا.
من حقنا ان نسترد الاردن الذي نعرفه ويعرفنا.