jo24_banner
jo24_banner

تعديل حكومي هزيل ..والرئيس يلقي بورقته الاخيرة على الطاولة

تعديل حكومي هزيل ..والرئيس يلقي بورقته الاخيرة على الطاولة
جو 24 :
كتب المحرر السياسي - لا نعرف ماذا بجعبة رئيس الوزراء هاني الملقي حتى يُكلف من جديد بتعديل حكومته للمرة الثانية في اقل من خمسة اشهر على التعديل الاول الذي اجراه وهو لم يكمل عاما واحدا في الدوار الرابع ؟

لا نعرف لماذا يتم منحه كل هذه الفرص رغم فشله الذريع ، في احداث اية ازاحة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي لا بل تسبب في مزيد من التراجع والتردي والتراخي والتفكك والتحلل من المسؤوليات والاعباء ؟

لماذا يُعدِّل والناس بكل اطيافها وتلاوينها ومستوياتها استشعرت عجزه وضعفه ودفعت ثمن قراراته وسياساته الجبائية التي لم يختلف بها عن سابقه بل زاد عليه واستزاد،لماذا يعدل والناس تنتظر الخلاص ؟

باي سياق ،يمكن ان نهضم الفكرة ،ولم يمض عام واحد على تكليفه بتشكيل حكومته الثانية (الحالية) ٢٠١٦/٩/٢٨ ،ولم تمر خمسة اشهر على التعديل الاول الذي اجراه على فريقه الوزاري ٢٠١٧/١/١٥ ؟ أما زال عاجزا عن التجانس مع اعضاء فريقه وهو من اختار اغلبيتهم المطلقة ؟

مراقبون اكدوا ان مركزية الرئيس وتفرده في اتخاذ القرارات - في الملفات التي تخضع لوصايته فقط - تسببت في اشكالات عميقة، وضعت الرئيس امام استحقاق التعديل ،وكان ذلك بطبيعة الحال يتطلب موافقة الملك ،وهو ما يبدو انه تمكن من الحصول عليها دون ان يكون للمرجعيات الاخرى اي دور في هذه العملية !

الملقي الذي بدا ضعيفا جدا وفاقدا للسيطرة في الايام الاخيرة ،وتحديدا بعد سلسلة الاخفاقات المدوية في قطاعات الصحة والتنمية وتطوير القطاع العام ، والاشغال ،البلديات،والجامعات، والامن العام ، حاز من جديد على ثقة الملك ، وها هو يمده بجرعة مقاومات ومضادات حيوية علّه ينجح في البراء من العلل المقيمة في الدوار الرابع ، فرصة اخرى ولو كان قد خيب آمال الجميع في المرتين السابقتين.

اما السؤال الذي يلح علينا ،لماذا نستمر في اجترار الفشل اذا كنا فعلا نسعى للنجاح ونتطلع للتغيير واحداث الفرق ؟

ها هو الرئيس يعدل دون ان يكون هناك اي سياق منطقي يفسر العملية ، فاذا ما استعرضنا اسماء المغادرين والوافدين الجدد، فاننا نلاحظ بان الرئيس لم يغير على سبيل المثال فريقه الاقتصادي لاعتقاده بان هناك حاجة لذلك ،ولم يغير فريقه السياسي لاعتقاده ان اداءهم غير مناسب ، ولم يغير في الوزارات السيادية لان المرحلة تتطلب ذلك ، فلماذا عدّل اذا ؟ وهل هناك اعتبارات علمية اخرى وراء التعديل بعيدا عن الشخصنة والنكاية والمزاجية ؟ هل يستطيع الملقي ان يكاشفنا بالاسباب ويضع الرأي العام في صورة ما جرى ؟

ثم الى متى سيستمر التكتم و "السكرتيه" على الاخبار المتعلقة بالتعديلات الوزراية والتغييرات الحكومية؟ هذا التشويق "السسبنس" الممجوج بات مزعجا لجميع الاطراف ؟ فينزل القرار كالصاعقة على صاحبه وعلى الرأي العام في آن معا ؟ تخيلوا معي المشهد التالي ،اعضاء الفريق الوزاري جميعهم يجلسون في مكاتبهم بعد تقديمهم للاستقالة ، بانتظار ان يحسم رئيس الحكومة موقفه ، الجميع في غرفهم يأكلهم الخوف والقلق وتتجاذبهم الهواجس والافكار ،وتأخذهم السيناريوهات ذات اليمين وذات الشمال ،و يستمر ذلك البؤس الى ان يحسم الرئيس امره ،فيبقي على من يشاء ويبعد من يشاء!
الى متى سنظل شهود زور على ما يحدث ،لا نؤثر في القرار ولا نملك غير ان نبارك للقادم ونأخذ بخاطر المغادر؟ لماذا تغيب الاسس والشفافية ومعايير التقييم الموضوعية ؟ كيف سنحاكم القرار ونعلق عليه ،ونحن لا نعرف لماذا غادر فلان الحكومة ،وكيف جاء خليفته ولماذا ، وما علاقته بالحقيبة التي اسندت اليه ؟ والذي يزيد الطين بله ان الرئيس الحالي الباقي - والبقاء لله وحده - هاني الملقي تتسرب من عنده الاخبار لوجهات معلومة ، وهؤلاء يحظون بالرعاية والاهتمام ،وذلك في الوقت الذي ترزح فيه بقية وسائل الاعلام تحت حصار معلوماتي مقيم ،وهذا الامر ينطبق ايضا على وسائل الاعلام الرسمية التي يفترض ان تنطق بلسان الحكومة وان تكون المصدر الاولي والوحيد لكل ما يتعلق بالحكومة وبقراراتها ونشاطاتها وكل ما يتصل بها !

هذه الحكومة تمنح فرصة اخرى ، واللي مش عاجبه يشرب مية البحر الميت ..ورمضان معنا احلى



* تواريخ:

تشكيل حكومة الملقي ١: 2016-06-01
تشكيل حكومة الملقي ٢: 2016-09-28
تعديل حكومة الملقي ١: 2017-01-15
تعديل حكومة الملقي ٢: 2017-06-14
 
تابعو الأردن 24 على google news