الاساءة للعلّامة زغلول النجار في مجمع النقابات.. بين المدنية والبلطجة الفكرية
جو 24 :
أحمد سليمان عبيدات - لم تجرِ الأمور في مجمع النقابات المهنية غربي العاصمة عمان، مساء الأربعاء، كما كان يُفترض ويليق بهذا الصرح العريق، فالندوة التي نظمتها نقابة المهندسين الأردنيين للعلّامة وأستاذ علوم الأرض والجيولوجيا الدكتور زغلول النجار شهدت خروجا عن الأعراف الأردنية والديمقراطية والمدنية بشكل فجّ وغير مقبول؛ اساءات واستفزازات وشتائم لا يمكن القبول بها أو السكوت عليها وجهها بعض الحضور للعلّامة الاسلامي "الضيف" من قِبل بعض مدّعي العلمانية، وبشكل وُصف بأنه "بلطجة فكرية".
وفي تفاصيل الخلاف الذي اختلقه الساعون لإحداث فوضى والاساءة للعلّامة الاسلامي، فإن مدير الندوة اختار أن يوجّه الحاضرون اسئلتهم للضيف عبر كتابتها على ورقة ومن ثمّ طرحها على الدكتور النجار -وهو أحد الأساليب المعروفة في إدارة الندوات والمحاضرات- الأمر الذي لم يُعجب بعض الساعين لاحداث فوضى خلال المحاضرة لعدم قدرتهم على الحديث، لتبدأ بعدها محاولات الاستفزاز وتوجيه الشتائم والاساءات للمضيفين ونعت الضيف بأبشع الأوصاف.
أمين عام حزب "زمزم"، الدكتور رحيّل الغرايبة اختصر الأمر بوصف ما جرى من اساءات للدكتور النجار بأنه "زعرنة وبلطجة لا تليق بالانسان المتحضر بالحدود الدنيا"، مؤكدا على أن أي شخص يملك حقّ الاختلاف مع الاخر ولكن دون الاساءة إليه أو السخرية منه.
وقال الغرايبة في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "لك ان تستمع الى الدكتور زغلول النجار ولك ان لا تستمع، ومن حقك ان تعجب بكلامه ومن حقك ايضا ان لا تعجب ومن حقك ان ترد عليه من الناحية العلمية وان تفند ما يطرح بمنطق علمي، لكن ليس من حقك الاساءة الى الرجل وليس من حقك ممارسة السخرية فهذا نوع من الزعرنة والبلطجة التي لا تليق بالانسان المتحضر بالحدود الدنيا".
استاذ الشريعة في الجامعة الأردنية، الدكتور سليمان الدقور، استهجن "ما جرى لعالم جليل أفنى عمره في خدمة الاسلام من قبل فئة تريد علمنة الأردن ونزع المملكة من هويتها الاسلامية وعاداته الطيبة حتى في أبسط مظاهرها".
وقال الدكتور الدقور إن ما جرى "لا يمثّل أخلاق الأردنيين ولا أخلاق المهندسين، ولا يمثّل أخلاق من يحضرون (اختيارا) للمحاضرات".
الواقع أن ما حدث في ندوة النجار كان صادما، لكنّه لم يكن مفاجئا "بعد أسبوع كامل من التحشيد والاساءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لم تُناقش في معظمها فكر الدكتور النجار، تحت سمع وبصر الأجهزة المعنية التي سمحت لذلك التحشيد بالاستمرار بكلّ ما يتخلله من زيادة في الانقسام المجتمعي ونشر لخطاب الكراهية بين أبناء المجتمع الأردني، ودون محاولة متابعتها أو السيطرة عليها، في وقت فيه الناشطون السياسيون على كلمة"، تقول الدكتورة طهبوب.
وتضيف طهبوب: "ان ما حصل البارحة في المحاضرة خارج عن اداب النقاش و حرية الفكر و الحوار، والذي يرى التسجيل يستنتج ان اثارة الشغب مبيتة من قبل بعض الحضور مسبقا، ما جرى خارج عن اداب اللياقة واحترام الكبير وتوقير العالم التي تربى عليها المجتمع الاردني حتى مع وجود الاختلاف في الرأي".
وتابعت النائب طهبوب: "الواجهة لما حصل البارحة هي محاضرة الدكتور زغلول النجار، ولكنه في الحقيقة تيار علماني يتستر بالمدنية و "التنوير" يحاول التربص بكل خطاب اسلامي مهما كانت صفته وميدانه، وهو موجه من قبل بعض المؤسسات والتيارات، والبارحة تطور من محاولة النقاش والانتقاد الى البلطجة الفكرية والاساءة، خاصة وأن المحاضرة كانت تجربة محصورة في ميدان النقاش العلمي لهذا التيار فما بالك لو تطور الأمر وأمسك هذا التيار بزمام السلطة بهذه السياسة الاقصائية التي ينتهجها في رفض كل من لا يوافقه؟!".
وأشارت طهبوب إلى أنه "من الطبيعي ان يقوم مدير الندوة بادارة النقاش بالطريقة التي يراها مناسبة، اما المستهجن ان يحاول البعض اختطاف النقاش لجانبه و اثارة البلبلة و التشويش، وقد كنت اتمنى على النقابة ان تعقد الندوة لجمهور مختص فالعالم وان اختلف معك يظل على احترامه ومصداقيته بينما اشباه من يدعون الثقافة متمترسون خلف اهواءهم بصوت عال و حجة ضعيفة".
واختتمت طهبوب حديثها بالتأكيد على أن "الحجة تقارع بالحجة و ليس بالتحشيد و بالاستقواء، فمجال البحث العلمي مفتوح للمراجعات والخطأ والتصويب بشرط ان يكون من متخصصين وليس من هواة حفظوا شيئا وغابت عنهم اشياء اخرى علما بأن النقد يجب ان يكون للمادة و المنهجية العلمية لا لشخص العالم والباحث".