سيناريوهات السجال حول بقاء الحكومة في دوائر صنع القرار.. ما الذي تقتضيه المصلحة الوطنية؟!
جو 24 :
كتب المحرر السياسي- هناك اجماع لدى المراقبين ان حكومة الدكتور هاني الملقي تلفظ انفاسها الاخيرة ، وان بقاءها في السلطة متصل بعوامل لا علاقة لها بأي معيار موضوعي ، فهناك توافق بين النخب على انها ضعيفة للغاية ،وبان اداءها السياسي والاقتصادي سيقودنا بتسارع كبير الى ما لا يحمد عقباه ..
و نظن ان الملك مدرك تماما لحقيقة ما يجري ، وما ظهوره شبه اليومي بعد عودته من الخارج للتأكيد على الموقف الاردني والثوابت الاردنية ، واشرافه المباشر على الكثير من الملفات الداخلية الا مؤشر واضح على عدم قناعته بقدرة الحكومة على الفعل واقناع الناس بسياساتها وقراراتها ونهجها الاقتصادي .
المعضلة اذا بالحاشية المتمسكة بثبات منقطع النظير بفكرة الابقاء على الحكومة التي تتحرك بقوة دفعها الذاتية وتوجيهاتها ، ويبدو انها في الجلسات المغلقة التي تجمعهم بالملك يقولون : "صحيح ان الحكومة ضعيفة، ولكن هناك بعض الانجازات التي نجحت في تحقيقها ، ولذلك علينا ان نعظم هذه الانجازات ونتغاضى عن الضعف !" .
وحتى يعزز الملحقون بالحاشية هذا التوجه ، يلجأ بعضهم الى التأكيد على ضعف اداء الحكومة ولكنهم - وبمستوى سطحي من التذاكي- يستحضرون حقيقة اننا بحاجة اليوم الى اتخاذ قرارات اقتصادية صعبة متصلة برفع الاسعار والرسوم والضرائب التي يفترض ان تتخذها هذه الحكومة قبل ان تغادر الدوار الرابع ،بمعنى -ويبدو ان هذه اللغة التي يستخدمون- " لماذا لا نحرق هذه الحكومة حتى الرمق الاخير ، ويأتي الرئيس الجديد على النظيف "، وهؤلاء يتجاهلون تماما ما قد يترتب على هذه القرارات من ردود فعل شعبية قد تقلب ظهر المجن على جميع الاطراف دون استثناء ، ويتجاهل هؤلاء ايضا ان حرق الحكومات -مع تحفظنا على المصطلح- يأكل من رصيد الدولة ولا يظل في حدود الاضرار بشخص الرئيس وفريقه الوزاري ، فهم في النهاية خيارات الملك و من الحائزين على ثقة مجلس النواب ..
اما الرأي الاخر الذي يؤكد عليه بعض المقربين من الملك باستحياء، وذلك لقلقهم من سطوة هذه الحاشية وتغلغلها وقربها وارتباطاتها ، والمتمثل بالدعوة الى التغيير الفوري للحكومة بعد ان استنفذت كل فرصها وفشلت في ادارة الكثير من الملفات الكبيرة ، فما زال هذا الرأي رهين محبسين ،الاول :انشغال الملك بملفات اقليمية حساسة،والثاني :اختيار البدلاء الذين يفترض هذه المرة ان يكون لاختيارهم وقع شعبي ايجابي ،ولديهم مقومات وحضور ورؤية قادرة على اخراجنا من عنق الزجاجة ..
الايام القليلة القادمة ستكشف الى اين سيؤول هذا السجال، الذي نظن ان حسمه لن يتحقق دون ان ينتهي مفعول هذا الحاشية التي لا تقرأ المشهد الا في حدود الابقاء على نفوذها وتفردها بالقرار ..