مؤتمر الوهم الاسرائيلي.. وتفاصيل الحصار والمؤامرة على الاردن!
سامي المعايطة
جو 24 :
شكل صمود الاردن على مدار عقود طويلة وسنين خلت معادلة معقدة تقوم على الروح الوطنية للشعب الأردني وحكمة القيادة ومتانة المؤسسة العسكرية والأمنية،هذا الصمود الاستثنائي وقف حائلا دون المس بسيادة الدولة وهويتها، وشكل سدا منيعا في وجه المخططات الاسرائيلية التوسعية في المنطقة على حساب حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وحقه بالعودة والتعويض ،لا سيما حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في الاراضي الفلسطينية المحتلة …
الاردن وطوال العقود التي مضت ظل متماسكا صلبا ، ومتمسكا بثوابته ،وذلك رغم ما خاضه من حروب ومواجهات و لاقاه من صعوبات ومؤمرات ومضايقات . واليوم يبدو ان ذات الجهات الاقليمية والدولية -التي تضمر في وعيها الانتقائي والرغائبي الازمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الاردن بفعل حصار الاشقاء والحلفاء لنا - تظن بانها قادرة الان على تمرير مخططاتها التوسعية على حساب الاردن ارضا وشعبا وهوية ،وهو ذات العبث اليميني المتطرف. وهذا بالمناسبة استنتاج خارج كل السياقات التاريخية والموضوعية والمتعلقة بعوامل الشخصية الوطنية الاردنية ..
الاردنيون بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وفسيفسائهم ، لم ينسوا بالاساس فلسطين وحقهم الشرعي باستعادتها من البحر الى النهر، فكيف يتوقع هؤلاء المتفذلكون ان يتصالحوا مع سيناريو حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن !
-هناك إنقلاب إسرائيلي على العلاقة مع الأردن منذ تحريض المستوطنين على إقتحام الأقصى وضرب الوصاية الهاشمية على المقدسات ومحاولة دول أخرى عربية وغير عربية لسحب الوصاية بأشكال وصور مختلفة والطعن بشرعية الهاشميين من خلال ضخ الاموال وإظهار العجز الإردني ومحاولة خطف انجاز فتح الأبواب أمام المصلين واعتقال موظفي الاوقاف وإهانتهم وتحريض بعض العلماء بشتم الاردن وقيادته امام المقدسات .
- وتوجد مؤشرات على ولادة تحالفات إسرائيلية عربية وخليجية بعيدا عن الدور الأردني وتهميش دور الأردن.
- وهناك معارضة إسرائيل للتحالف الامريكي والروسي والاردني في سوريا وهناك سعي لتعظيم أزمة اللاجئين السوريين في الأردن ، والاخطر هي محاولات زعزعة امن الاردن من خلال حادثة إستعادة القاتل الإسرائيلي للمواطنين الأردنيين والحركات الاستعراضية الممجوجة التي رافقت استقباله من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ..
- ونعاني اليوم من تقليص المساعدات ،وهذا امر غير مسبوق على الاطلاق ..
هذه التطورات وغيرها اعتبرها اليمين الاسرائيلي ارضية مناسبة ليذهب بعيدا في مناقشة الخيار الاردني على مختلف المستويات ،وكان من بين برامجه عقد مؤتمر من العيار الخفيف والهزيل لمناقشة خيار حل القضية الفلسطينية على حساب الاردن ،هذا المؤتمر الذي نظمه معهد بيغن الاستخباري ضم اردنيان (مضر زهران و سامر مصطفى ابو لبدة) ،الى جانب حفنة من اشباه المفكرين الاسرائيليين لبحث فرص فرض الخيار الاردني على الارض ،ويتطرق المؤتمر لمفاهيم انقلابية على الدستور الاردني والهوية الوطنية ، وهو بالمحصلة رسالة استفزازية من الحكومة الاسرائيلية ،لن تجد لها اي صدى في الواقع ،ولن تحرك في سنديانة الوطن الراسخة التي تمتد جذورها في هذه الارض وارض فلسطين منذ الالاف السنين .
على الدولة الاردنية إتخاذ كافة الإجراءآت الرادعة وعلى الاردن الرسمي أن يكون حازما في الرد على هذه المواقف الانقلابية ومحاسبة من يشارك، وعليه سحب السفير الاردني واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والدبلوماسية للوقوف في وجه التحولات الكبرى والتي تستهدف الأمن القومي والوطني ….
وهنا يأتي الرهان الاكبر على وعي المواطن الأردني الذي لن يقبل لأي كان المس بالأمن الوطني ودمه وروحه دون ذلك ، ولعلنا بحاجة الى الترفع عن القضايا الخلافية الداخلية وتمتين الجبهة الأردنية وتجديد أدوات العمل العام بمن نتوسم بهم أن يكونوا عونا لجلالة الملك والمؤسسة العسكرية والامنية لنكون يدا واحدة في وجه المؤامرات..
وحتى يعرف الناس الى اي درجة يسكن الوهم مراكز صنع القرار الاسرائيلي ، نضع برنامج المؤتمر المنوي عقده في السابع عشر من شهر اكتوبر القادم بين يدي القراء :
مشرف - ييشاي فليشر، الناطق الرسمي باسم الخليل
8:00 حتي 09:00 المرطبات والتسجيل
9:00 حتي 10:00 التصفيات والأساسات
مايكل روس - مؤتمر "ترحيب"تيد بلمان - تقديم المؤتمر مضر زهران - ما هو الحل الأردني الخيار؟مك يهودا غليك الأردن فلسطين، الحل الوحيد مردخاي نيسان- الأردن هو فلسطين؛ حل من خارج الصندوق أو الحل الوحيد
10:00 حتي 11:30 حقائق:
مارتن شيرمان: هل تحتاج إسرائيل إلى أن تكون يهوديا للبقاء على قيد الحياة؟ إسرائيل كدولة - دولة يهودية: ضرورات أساسية للبقاءإيدي كوهين - ملك الأردن: عدو إسرائيل نظام الأردن: مصدر المشكلةراشيل أفراهام ما الذي يحافظ على حدود إسرائيل الأردنية؟ من يسيطر على الجيش والذكاء في الأردن؟
11:30 حتي 13:00 الحل:
مضر زهران: كيفية جعل خيار الأردن يحدث، دون أن يسبب الأردن كارثةديفيد هيفري: هل سيترك العرب إسرائيل في العيش في الأردن؟ رؤية واقعية للسلام الطوباويةرافي إسرائيلي هل ستسمح الدول العربية العربية للأردن بأن يصبح فلسطين؟ هل ستسهل الولايات المتحدة ذلك؟أرييه إلداد: هل خيار الأردن حتى ممكن؟ دولتان لشخصين على جانبي نهر الأردن
13:00 حتي 14:00 غداء مجاني
14:00 إلى 16:00 الطريق إلى الأمام
(مايكل روس) كيف يمكننا أن نجعل الأردن فلسطين؟
(سامر مصطفى ابو لبدة) التغيير في دعم الدولة الخليجية في الأردن؟
رؤية للأردن لبناء السلام الإقليمي (عبد المعلا )
ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية وحماس لعرقلة الحل؟
هل ستتمرد القبائل الأردنية ضد الحكومة الجديدة؟
** الكاتب مدير مركز العمق للدراسات الاستراتيجية