داعش ..القصة الكاملة
أسعد العزوني
جو 24 :
بدأت الهرطقة الجهادية التي تبنها الإسلام السياسي ،دعما لأمريكا في حربها غير المشروعة بأفغانستان ضد القوات السوفييتية آنذاك ،والتي جاءت بطلب من الرئيس الشرعي لأفغانستان السيد بابراك كارمل،علما أن منظمة المؤتمر الإسلامي "منظمة التعاون الإسلامي حاليا"،ألغت فريضة الجهاد رسميا في مؤتمر داكار الإسلامي منتصف ثمانينيات القرن المنصرم.
عندها تحركت الأطراف المعنية وبدأت بشحن الشباب العربي والمسلم إلى أفغانستان بتسهيل من الحكومات التي تسير في الفلك الأمريكي،وإستمرت الحرب هناك إلى أن حققت أمريكا النصر على السوفييت تبعه تفكيك الإتحاد السوفييتي ،وجرى شطب العدو الشيوعي من قائمة العداء الرأسمالي ،بمساعدة الإسلام السياسي ،الذي تعومل معه كما تعامل الملك الحميري مع المهندس الروماني" سنمّار" بقتله بعد إتمام بناء قصره المميز حتى لا يقوم ببناء شبيه له لملك آخر.
كانت القاعدة التي أسسها الثري السعودي أسامة بن لادن بالتنسيق مع أمريكا هي بداية الهرطقة الجهادية التي نفذها الإسلام السياسي الذي أصبح هدفا لأمريكا بعد سقوط الإتحاد السوفييتي ،وقد نجحت في الدور المرسوم لها وهو أن تكون حصان طروادة لأمريكا والموساد الذين كانوا يشرعنون وجودهم حيث تتواجد القاعدة وتمارس عبثها،ويجب الملاحظة أن القاعدة تبنت عمليات مسلحة في اماكن إستراتيجية ،وضد أهداف إستراتيجية مثل منطقة البحر الأحمر وضرب سفينة "كول"الأمريكية ،التي أعلن الموساد الصهيوني مؤخرا انه هو الذي نفذ العملية ،تماما كما هو الحال بالنسبة لداعش الذي يتبنى ضربات في الجهات الأربع.
بعد إستنفاذ الدور المطلوب من القاعدة وشرعنتها للوجود الأمريكي العسكري العلني في المواقع الإستراتيجية في منطقتنا ،جاء دور فرع الإستخبارات السرية الإسرائيلية" SISI" الملقب بداعش للعبث في الدول العربية السنية وتشويه صورة الإسلام بتصرفات عناصره وغالبيتهم من الأجانب، الذين فرزهم الموساد ليكونوا هم القادة المنفذون لكل العمليات المسيئة للإسلام ،كما ورد على لسان أبو عمر الشيشاني الذي قيل أنه إعترف مؤخرا للسلطات السورية التي إعتقلته ،بأنه يهودي مرتبط مع الموساد من يهود الخزر في جورجيا وإسمه طرخان ،واكد ان مهمة التنظيم هي تشويه سمعة الإسلام ،ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد أسدل الستار رسميا على داعش بعد إعلان رسمي من العصابة يؤكد "مقتل"الحاخام أبو بكر البغدادي"،بعد تشكيك أمريكي بموته.
كانت البداية في سجن بوكا الأمريكي في العراق حيث كان ابو بكر البغدادي وآخرين معتقلين فيه ،وقد أفرج عن البغدادي وأحد أصدقائه ،وتم قتل صديقه والإبقاء عليه ،وقام الموساد بإجراء عمليات تجميل بسيطة لأحد عملائه وإسمه الحاخام "سيمون إيليوت "ليشبه في تقاطيع وجهه البغدادي ومن ثم نصبوه أميرا لهذه العصابة، التي نشأت بتخطيط من السي آي إيه الأمريكية والموساد الصهيوني والمخابرات البريطانية، لتقسيم الشرق الأوسط إلى كانتونات إثنية بشهادة مرشحة الرئاسة الأمريكية وزير الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
بدأ داعش إستعراضاته ليس كعصابة إجرامية محظورة تتحرك في عتمة الليل ،بل تصرف كإمبراطورية عسكرية مساحتها العالم وكل زوايا الأرض موانئها ،لذلك كنا نراهم يتحركون في الصحاري والقفاري بسيارات مسلحة خرجت للتو من المصانع فكيف كان ذلك؟ناهيك عن تجارتهم بالنفط وتعاملهم بالمليارات فكيف لهم ذلك إذا لم يكونوا صنيعة أجهزة مخابرات الدول،ولا ننسى تحركهم الإليكتروني العلني ،وصمودهم ثلاث سنوات أمام تحالف دولي ضم اكثر من ستين دولة تتقدمهم امريكا وروسيا القوتين الأعظم.
كانت الخطة تقضي بتسليمه الموصل ،في يوم يقال أن فلول البعث العراقي كانت ستسيطر على تلك المنطقة ،وقد أمر رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي قواته المجحفلة بالإنسحاب أمام داعش دون قتال وترك كل ما لديها من أسلحة ومعدات ،كما أن البنوك أبقت على أرصدتها دون مساس ،واعلن داعش إمارته في الموصل ،وجرى أيضا في الغرب العراقي حيث تسلك داعش المنطقة بعد أن تسلمها جيش المالكي وترك فيها كل عتاده ومعداته، وسمعنا اوكازيون الحرب على داعش وقال الرئيس الأمريكي السابق أن الحرب على داعش تتطلب ثلاثين عاما.
بعد ذلك أتيحت الفرصة حسب المخطط لداعش أن يستولي على منطقة إستراتيجية في سوريا وهي الرقة التي أعلن فيها إمارته الثانية، ودخل طرفا في الحرب الأهلية السورية لصالح النظام بطبيعة الحال ،وقبل أيام اعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي النصر على داعش في الموصل ،بعد معارك طويلة خاضها الجيش العراقي ،تسببت في دمار المدينة وتهجير من تبقى من اهلها حيا ،ولم نرى جثثا للدواعش أو أسرى لهم بيد القوات العراقية وكل ما سمعنا عنه أن القوات العراقية إكتشفت اكواما من الشعر قيل أنها تعود للدواعش الذين تخلصوا من لحاهم للهرب مع المواطنين.
عموما نحن بإنتظار النسخة الإرهابية الثالثة من القاعدة بعد داعش ،ألا وهو ما يطلق عليه "تنظيم دولة الإسلام خراسان"ومهمته العبث في إيران الشيعية والإنطلاق من الأهواز،ذلك أن الإنطباع السائد هو أن الإيرانيين لا يقبلون بالغزو الخارجي ،ولذلك إتفق على إطلاق خراسان من الداخل وهاهم خصوم إيران في الخليج يوفرون السبل ويسهلونها لإدخال الإرهابيين من القاعدة ومرتزقة بلاك ووترز الأمريكية إلى إيران لتفتيتها من الداخل.
وبذلك تكون إسرائيل قد ضمنت لنفسها تنفيذ مشروعها "إسرائيل الكبرى "من المتوسط غربا حتى بحر قزوين شرقا،بضمانة وتسهيل عربي إسلامي ،نكاية بإيران .
وأختم بشهادة ضابط المخابرات البريطانية في جهاز مكافحة الإرهاب "تشارلز شوبيردج" لفضائية روسيا اليوم ، قال فيها أن وكالة المخابرات الأمريكية "السي آي إيه" والمخابرات البريطانية صنعتا داعش وحركات جهادية أخرى وأجبرتا دول الخليج العربية على تمويلها ،كما أكد أن بريطانيا وامريكا تقفان وراء أحداث العنف المستمرة في المنطقة .
ما يضحك إلى حد البكاء أن البعض أيقن أن بإستطاعته هزيمة داعش ،وأن هجوم قواته عليه هو الذي أخرجه من هنا أو هناك، علما أننا لم نر جثة داعشي واحد رغم التصريحات الرسمية بقتل آلاف الدواعش،كما أن هناك ظاهرة مرئية للجميع وهي أن الطائرات الأمريكية تقوم بترحيل عناصر داعش وخاصة الكوادر المتقدمة المفروزة طبعا من أجهزة المخابرات العالمية وفي مقدمتها الموساد إلى مناطق أخرى ،وترك الرعاع الذين جاؤوا بحثا عن الحور العين.
أسوق هذه الشهادة لمن نصبتهم السي آي إيه خبراء في الحركات الإسلامية، ويرفضون رفضا قاطعا أن داعش هو صنيعة أمريكية بريطانية إسرائيلية.