قصة حدثت في الاردن يندى لها جبين البشرية..و لعنة الجباية تلاحق المواطن حيا و ميتا
جو 24 :
كتب مالك عبيدات - لم يقتصر نهج الحكومات المتعاقبة في فرض الرسوم والضرائب على الاحياء فقط ، بل طالت عمليات الجباية الاموات في قبورهم وكأن لعنتها لن تترك الشعب الاردني حيا او ميتا ، قدر لا انفكاك منه لا فوق الارض و لا تحتها .
القصة يا سادة يا كرام وحسب ما ورد الاردن 24 ان احد المواطنين وهو من عمال الوطن الغلابى ، ادخلت زوجته الى مستشفى عين الباشا وهي تعاني من الم المخاض ، وعند ادخالها الى غرفة الولادة تبين ان نمو الجنين لم يكتمل بعد ،ويتوجب ادخال الطفل الى الخداج فور ولادته ، وفعلا وبعد ولادة الطفلة وضعت في الخداج ، الا ان الزوجة اصيبت بنزيف حاد .
والد الطفلة تاه تماما بين الاثنتين ،طفلته غير مكتملة النمو وزوجته التي تعاني من نزيف حاد كاد ان يودي بحياتها ، المهم انه وبعد ان استقرت حالة زوجته نسبيا ذهب لرؤية طفلته ، فكانت الطامة الكبرى ، حيث شاهدها مع ثلاثة اطفال اخرين في نفس الحاضنة دون مراعاة اذا كان احدهم مصاب بمرض ما ونقل العدوى للبقية المتكدسة في ذات الحاضنة , وبعد ذلك نقلت الطفلة الى مستشفى البشير لعدم توفر حاضنات الخداج .
وفي هذه الاثناء انشغل الاب تماما بزوجته بعد ان تأكد -نظريا- بان طفلته باتت بامان تحت الرعاية الطبية في مستشفى البشير ، ورغم سؤال الام الدائم عن طفلتها ، الا ان الاب كان مطمئنا وظل يتابع حالة زوجته الحرجة ليل نهار ، وبعد ستة ايام وعندما تعافت الزوجة قرر الاب ان يصطحبها الى مستشفى البشير لرؤية طفلتهم ، وهناك كانت الصدمة الكبرى ، لم تكن الطفلة في قسم الخداج ،ولم تكن في جناح الاطفال ايضا ، ليبلغ فيما بعد ان ابنته توفيت بعد وصولها مستشفى البشير بساعات ، وان الكوادر الطبية لم تتمكن من الاتصال باحد افراد الاسرة لابلاغهم بالامر ..
لا نريد ان نتوقف عند بشاعة هذا المشهد ، وكم هو مؤلم ان تعرف اخي المواطن ان حياة الناس رخيصة الى هذه الدرجة ، وان التقصير الحكومي وصل الى هذا المستوى المخجل! فكيف يكون في مستشفى يخدم مئآت الالاف من البشر حاضنة خداج واحدة ؟ وكيف ينقل الاطفال غير مكتملي النمو بهذه الطريقة الى مستشفيات اخرى؟ كيف يموت الطفل ويترك في ثلاجة الموتى ستة ايام دون ابلاغ والديه باي طريقة كانت ؟
وبين الم الصدمة والحزن على طفلته وانهيار زوجته ، ذهب الاب الى غرفة الموتى لاستلام جثة طفلته ودفنها كما يقتضي الشرع ليفاجأ بفرض غرامات علية بمبلغ 30 دينارا في ظل وضع مادي صعب يعيشه وزوجته .
وهنا لا بد ان نتوقف عند هذه الجزئية ، من اقترح هذه الرسوم ، وكيف كيف للحكومة ان تضع رسوما على الاموات ؟ وما ذنب الاسرة التي لم تبلغ بوفاة ابنتها طوال فترة بقائها في ثلاجة الموتى ؟
وحول ذلك قال مدير المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور محمود بني هاني ان فرض الغرامات على تاخير جثة المتوفى صادر بقرار من قبل مجلس الوزراء وجرى تطبيقه من قبل المركز .
وبين بني هاني ل الاردن 24 ان فترة السماح هي ليوم واحد فقط وفي حال التاخير يتم فرض غرامة عن كل يوم قيمتها 5 دنانير بموجب النظام .
ولفت الى ان القانون استثنى الحالات القضائية من الغرامات لحين الكشف عليها او الامر بدفنها من قبل الجهات المختصة .
وفيما يتعلق بهذه الحالة قال بني هاني ان مسؤولية ابلاغ ذوي الطفلة تعود الى مستشفى البشير لانها ادخلت للعلاج والمراقبة .
بدوره اكد مدير مستشفى البشير الدكتور عمار الشرفا ان المستشفى حاول الاتصال مع ذوي الطفلة عدة مرات على الارقام التي اعطيت من قبل الاهل ولم يتم الرد عليها .
واضاف الشرفا ل الاردن 24 ان الطفلة ادخلت الى قسم الخداج ووزنها 900 غرام وكان لديها تشوهات عديده وعدم اكتمال نمو ووضعها الصحي غير مستقر.
وقال ان الطفلة المتوفاة تم نقلها الى مركز الطب الشرعي بعد وفاتها فجر اليوم الذي وصلت به المستشفى ، وهذا الاجراء المتبع من قبل ادارة المستشفى .