الوقت الضائع
د. صلاح جرار
جو 24 : تضيع الأوقات في بلداننا هباءً، ويذهب الزمن هدْراً، تماماً كما يضيع المال والجهد والعرق والدم، والذي أراه أن إضاعة أي أمرٍ من هذه الأمور هباءً يسهّل إضاعة الأشياء الأخرى، فإضاعة المال تؤدي إلى ضياع الجهد والعرق والدم، وإهدار الدم يؤدي إلى إضاعة المال والجهد والعرق والوقت، كذلك فإنّ إضاعة الوقت تؤدي إلى إضاعة ما اكتسبناه من المال وما بذلناه من العرق والجهد والدم أحياناً.
إنّ للوقت قيمة لا تقدّر بثمن، فالعمر لكل إنسان محدود لا يملك صاحبه أن يضيف إليه ثانية واحدة أو جزءاً من الثانية، واللحظة التي تنقضي لا تعود أبداً، فإن قضاها في عمل يكسب منه خيراً وفائدة، كانت تلك اللحظة نافعة له في حياته، وإن أضاعها في ما لا يغنيه شيئاً ذهبت هي وفائدتها إلى الأبد.
واستثمار الوقت مسألةٌ مرتبطةٌ بالتحضّر والتنظيم، فالدول المتحضّرة كما هو الإنسان المتحضّر تنظّم أوقاتها وأوقات رعاياها تنظيماً دقيقاً بحيث يعود التنظيم بالفائدة على الجميع جماعات وأفراداً، ولتلك الدول وسائل كثيرة في توفير الوقت لأبنائها، فلا تضيع أوقاتهم وهم يطاردون من أجل الحصول على بعض الخدمات التي يجب أن توفّرها لهم دولهم، ولا يوجد عندهم ما يعرف بيوم الطحّان الذي يفرّغ فيه المرء نفسه عندنا يوماً كاملاً من أجل إجراء معاملة قد لا تستغرق خمس دقائق. ولا يوجد عندهم في شوارعهم ووسائل مواصلاتهم ما يعيق وصولهم إلى أعمالهم كما هو الحال عندنا.
إنّ تباطؤ دولنا في إنجاز مشاريعها وخططها مهما كانت هو صورةٌ من صور إضاعة الوقت، ولو استثمر الوقت استثماراً صحيحاً لكانت الإنجازات أعظم والخسائر أقل، ولكننا بإضاعة الوقت تتضاعف خساراتنا ويتفوّق علينا غيرنا، ونصبح عرضةً لأطماعه فينا، عندما نصبح عالةً عليه في ما ينتجه ونستهلكه.
وما دمنا نتحدث عن قيمة الوقت، وحجم الخسارة التي نتكبّدها من جرّاء إضاعته، فإنني أتساءل ما الذي تفعله مئات الآلاف من السيارات التي تجوب شوارع مدننا الرئيسية ليلاً ونهاراً مسبّبةً أزمات خانقة، ومعيقة للناس عن الوصول إلى أعمالهم أو مواعيدهم أو منازلهم؟! وما هو مقدار الوقت الذي يخسره مستخدمو هذه السيارات جميعاً لو أنّنا افترضنا أن كلّ واحد يخسر منهم في اليوم ساعة واحدة إضافية على ما كان يخطّطه؟ أعتقد أنّ مئات آلاف الساعات تهدر يوميّاً خلال السعي للوصول إلى الأماكن التي نذهب إليها، ولو أضفنا إلى ذلك ما يستهلك من وقود إضافي أثناء التورّط في أزمة السير، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن القيمة الماليّة للوقت الضائع والقيمة المالية للوقود المستهلك هباءً، قد تتجاوز ملايين الدنانير يوميّاً، فضلاً عمّا يسبّبه التوتّر لدى السائقين والركّاب من أعراض صحيّة متراكمة تظهر بمرور الزمن.
ولذلك فإنني أؤكد مسؤولية الدولة في تسهيل حياة المواطنين سواءً في مساعيهم للحصول على الخدمات والحقوق الأساسيّة أو في وصولهم إلى أعمالهم ومنازلهم بأمان وطمأنينة أو في توفير أوقاتهم التي تعود بالنفع عليهم وعلى بلدهم.
إنّ للوقت قيمة لا تقدّر بثمن، فالعمر لكل إنسان محدود لا يملك صاحبه أن يضيف إليه ثانية واحدة أو جزءاً من الثانية، واللحظة التي تنقضي لا تعود أبداً، فإن قضاها في عمل يكسب منه خيراً وفائدة، كانت تلك اللحظة نافعة له في حياته، وإن أضاعها في ما لا يغنيه شيئاً ذهبت هي وفائدتها إلى الأبد.
واستثمار الوقت مسألةٌ مرتبطةٌ بالتحضّر والتنظيم، فالدول المتحضّرة كما هو الإنسان المتحضّر تنظّم أوقاتها وأوقات رعاياها تنظيماً دقيقاً بحيث يعود التنظيم بالفائدة على الجميع جماعات وأفراداً، ولتلك الدول وسائل كثيرة في توفير الوقت لأبنائها، فلا تضيع أوقاتهم وهم يطاردون من أجل الحصول على بعض الخدمات التي يجب أن توفّرها لهم دولهم، ولا يوجد عندهم ما يعرف بيوم الطحّان الذي يفرّغ فيه المرء نفسه عندنا يوماً كاملاً من أجل إجراء معاملة قد لا تستغرق خمس دقائق. ولا يوجد عندهم في شوارعهم ووسائل مواصلاتهم ما يعيق وصولهم إلى أعمالهم كما هو الحال عندنا.
إنّ تباطؤ دولنا في إنجاز مشاريعها وخططها مهما كانت هو صورةٌ من صور إضاعة الوقت، ولو استثمر الوقت استثماراً صحيحاً لكانت الإنجازات أعظم والخسائر أقل، ولكننا بإضاعة الوقت تتضاعف خساراتنا ويتفوّق علينا غيرنا، ونصبح عرضةً لأطماعه فينا، عندما نصبح عالةً عليه في ما ينتجه ونستهلكه.
وما دمنا نتحدث عن قيمة الوقت، وحجم الخسارة التي نتكبّدها من جرّاء إضاعته، فإنني أتساءل ما الذي تفعله مئات الآلاف من السيارات التي تجوب شوارع مدننا الرئيسية ليلاً ونهاراً مسبّبةً أزمات خانقة، ومعيقة للناس عن الوصول إلى أعمالهم أو مواعيدهم أو منازلهم؟! وما هو مقدار الوقت الذي يخسره مستخدمو هذه السيارات جميعاً لو أنّنا افترضنا أن كلّ واحد يخسر منهم في اليوم ساعة واحدة إضافية على ما كان يخطّطه؟ أعتقد أنّ مئات آلاف الساعات تهدر يوميّاً خلال السعي للوصول إلى الأماكن التي نذهب إليها، ولو أضفنا إلى ذلك ما يستهلك من وقود إضافي أثناء التورّط في أزمة السير، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن القيمة الماليّة للوقت الضائع والقيمة المالية للوقود المستهلك هباءً، قد تتجاوز ملايين الدنانير يوميّاً، فضلاً عمّا يسبّبه التوتّر لدى السائقين والركّاب من أعراض صحيّة متراكمة تظهر بمرور الزمن.
ولذلك فإنني أؤكد مسؤولية الدولة في تسهيل حياة المواطنين سواءً في مساعيهم للحصول على الخدمات والحقوق الأساسيّة أو في وصولهم إلى أعمالهم ومنازلهم بأمان وطمأنينة أو في توفير أوقاتهم التي تعود بالنفع عليهم وعلى بلدهم.