أزمة التطوّر الحضاري في الوطن العربي
د. صلاح جرار
جو 24 : هذا هو عنوان الندوة التي عقدت في الكويت بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في المدة بين الرابع عشر والسادس عشر من شهر كانون الثاني الحالي لمراجعة نتائج الندوة التي عقدت في الكويت قبل أربعين عاماً لبحث الموضوع ذاته. وقد سلّطت هذه الندوة الأخيرة الأضواء على ما شهده الوطن العربي خلال الأربعين سنة الماضية من تطوّرات أو تغيّرات في مجالات الحياة المختلفة. وشارك في هذه الندوة عددٌ من كبار المفكّرين من بلدان الوطن العربي: لبنان ومصر والمغرب وتونس والسودان والعراق وعُمان وقطر والبحرين والسعودية والإمارات العربية والكويت والأردن، وكان من بين المشاركين محمد الرميحي وعبد الوهاب بدر خان وعبد الله بشارة وعبد العزيز الدخيل وخليفة الوقيان وعبد الحسين شعبان ومعجب الزهراني وصديق المجتبى ورضوان السيّد ومحمد بن فاطمة وشريف الشوباشي وغيرهم، وحضر جزءاً من الندوة غلام أحمد حدّاد رئيس مجلس الشورى الإيراني السابق. وقد أتيحت لي المشاركة في هذه الندوة إلى جانب الدكتور الصادق الفقيه أمين عام منتدى الفكر العربي في عمّان والدكتور صالح أبو إصبع من جامعة فيلادلفيا والدكتورة ميسون العتوم من مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية والإعلامي أسامة الرنتيسي.
وعلى الرغم من أن انتماء المشاركين لخلفيات فكرية وثقافية وسياسية مختلفة ألقى بظلاله على الحوار في جلسات الندوة إلا أنهم لم يختلفوا على وصف ما أصاب الأمّة خلال الأربعين سنة الماضية بأنه تراجع، مستندين في ذلك إلى العديد من الإحصائيات والتقارير والوقائع والأدلّة. وحاولوا ردّ أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي إلى أسبابها المختلفة من سياسية واجتماعية وثقافية. وأجمعوا على أنّ ما تشهده بلدان الوطن العربي من مظاهر عمرانية وإنشائية وغيرها إنّما هو تقدّم وليس تطوّراً.
لقد أكدت هذه الندوة المهمّة أنّ الوطن العربي يعاني من أزمة حقيقية وعميقة في التطوّر الحضاري لها أسبابها الكثيرة التي لا تخفى على أحد، وقد بقي على قادة الفكر في الوطن العربي أن يتدارسوا معاً خطّة دقيقة ومفصّلة للأمّة لتجاوز أزمتها بل محنتها الحضاريّة، وقد يستغرق ذلك زمناً طويلاً ويتطلب طاقاتٍ عظيمة جداً وجهوداً كثيفة، ولكن لا يصحُّ أن يقف علماء الأمّة ومفكّروها مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون تراجعها الحضاري بينما تمضي أمم غيرنا وبخطى سريعة في تطوّرها وبنائها الحضاري من خلال إنجازات حضارية تنسب لكل أمّة من تلك الأمم.
وقد يكون من المجدي إنشاء صندوق عربي ينفق بسخاء على تنفيذ المشاريع التي تصبُّ في خدمة البناء والتطوير الحضاري، كالمشاريع التكنولوجيّة والهندسية والزراعيّة والصناعية والفكرية والقانونية والطبيّة والتعليمية النوعية التي تخدم الإنسان في مختلف مجالات حياته.
ولا شكّ في أنّ القرار السياسي - كما أجمع عليه المشاركون في الندوة - سيكون له أثره الفاعل في عودة إدارة عجلة التطوّر الحضاري في الوطن العربي، فمثلما أنّ للقرار السياسي دوره الكبير في تفاقم أزمة التطوّر الحضاري، فإنه سيكون له بالتأكيد دوره الفاعل في تجاوز تلك الأزمة.الراي
وعلى الرغم من أن انتماء المشاركين لخلفيات فكرية وثقافية وسياسية مختلفة ألقى بظلاله على الحوار في جلسات الندوة إلا أنهم لم يختلفوا على وصف ما أصاب الأمّة خلال الأربعين سنة الماضية بأنه تراجع، مستندين في ذلك إلى العديد من الإحصائيات والتقارير والوقائع والأدلّة. وحاولوا ردّ أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي إلى أسبابها المختلفة من سياسية واجتماعية وثقافية. وأجمعوا على أنّ ما تشهده بلدان الوطن العربي من مظاهر عمرانية وإنشائية وغيرها إنّما هو تقدّم وليس تطوّراً.
لقد أكدت هذه الندوة المهمّة أنّ الوطن العربي يعاني من أزمة حقيقية وعميقة في التطوّر الحضاري لها أسبابها الكثيرة التي لا تخفى على أحد، وقد بقي على قادة الفكر في الوطن العربي أن يتدارسوا معاً خطّة دقيقة ومفصّلة للأمّة لتجاوز أزمتها بل محنتها الحضاريّة، وقد يستغرق ذلك زمناً طويلاً ويتطلب طاقاتٍ عظيمة جداً وجهوداً كثيفة، ولكن لا يصحُّ أن يقف علماء الأمّة ومفكّروها مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون تراجعها الحضاري بينما تمضي أمم غيرنا وبخطى سريعة في تطوّرها وبنائها الحضاري من خلال إنجازات حضارية تنسب لكل أمّة من تلك الأمم.
وقد يكون من المجدي إنشاء صندوق عربي ينفق بسخاء على تنفيذ المشاريع التي تصبُّ في خدمة البناء والتطوير الحضاري، كالمشاريع التكنولوجيّة والهندسية والزراعيّة والصناعية والفكرية والقانونية والطبيّة والتعليمية النوعية التي تخدم الإنسان في مختلف مجالات حياته.
ولا شكّ في أنّ القرار السياسي - كما أجمع عليه المشاركون في الندوة - سيكون له أثره الفاعل في عودة إدارة عجلة التطوّر الحضاري في الوطن العربي، فمثلما أنّ للقرار السياسي دوره الكبير في تفاقم أزمة التطوّر الحضاري، فإنه سيكون له بالتأكيد دوره الفاعل في تجاوز تلك الأزمة.الراي