#قفص_الامة ... نواب الشعب قلقون من كشف قصاصات اندلاقهم!
باسل العكور
جو 24 :
* عن اي ضوضاء يتحدث نواب الامة ؟
* لماذا يقيدون حركة المصورين الصحفيين و هم هناك لنقل مجريات جلسات النواب العلنية؟
* بدل السعي لبث جلساتهم مباشرة على الهواء ووضع جمهور الشعب (قواعدهم الانتخابية) بصورة ما يجري من مداولات ونقاشات وتشريع ورقابة يذهبون نحو الانغلاق والتعتيم والاختباء ؟
* ما الذي تخشونه من الحضور الاعلامي ؟ متى كانت كاميرات المصورين تحدث ضوضاء تحت القبة ؟
* ان مجلس الامة بهذه الاجراءات يكرس الانطباعات الدارجة، وينقلب على الاعراف النيابية ومبدأ علنية الجلسات ..
كيف يتم تجنب الضوضاء بوضع زجاج على شرفات مجلس الامة لا يزيد ارتفاعه عن ٥٠ سم ؟
هذا المسوغ الباهت يكشف بوضوح تام الهدف من عملية التقييد،انها عدسات الكاميرات التي اخذت مؤخرا تكشف قصاصات اندلاقهم للحكومة وانسلاخهم الكامل عن قواعدهم الانتخابية التي جرى سحقها بقرارات الرفع التي اقرتها الحكومة وصادق عليها المجلس الذي يُطلق عليه جزافا بانه مجلس يمثل الشعب ،كيف لمجلس شعب ان ينقلب على قواعده بهذه الفجاجة؟
ثم ،الى هذه الدرجة ازعجتهم صور الزميل فارس خليفة ،ليتم ابعاده تحت ذريعة انه ليس عضوا في نقابة الصحفيين ؟!!!
هذا النهج النيابي ،لا يمكن استساغته ابدا ، نحن نعرف دوافعهم جيدا ،ولو توافقوا مع مجلس نقابة الصحفيين ،فان الغاية واضحة وضوح الشمس ،فبدل السعي لبث جلساتهم مباشرة على الهواء ووضع جمهور الشعب (قواعدهم الانتخابية ) بصورة ما يجري من مداولات ونقاشات وتشريع ورقابة يذهبون نحو الانغلاق والتعمية والاختباء خلف جدار زجاجي عازل لن يحول دون معرفة انحيازاتهم لنهج الجباية الجائر ولمصالحهم الشخصية الضيقة ؟
ما الذي يريد مجلس النواب ان يخفيه، غير تلك المراسلات المعيبة التي تتم بالخفية بين اعضاء المجلس ورئيس حكومتنا الجهبذ ؟!ما الذي يخشاه النواب من الحضور الاعلامي ؟ متى كانت كاميرات المصورين تحدث ضوضاءً تحت القبة او على الشرفات؟
هل يظن اعضاء المجلس انهم قادرون على اخفاء انحيازهم المطلق وغير المشروط لحكومة الجباية؟الناس تقول وهنا انقل من تعليقات تداولت على شبكات التواصل، انه لا فرق ابدا بين ان تكون جلساتكم مغلقة ام مفتوحة ،فلقد ذاب الثلج وبانت الغايات والاهداف ..
الصحفيون لن تعوزهم الوسيلة للوصول الى الخفايا، ولو اغلقتم الشرفات تماما وعزلتم الصوت والصورة والماء والهواء،فهذه صنعتهم التي يتقنون.انكم بهذه الاجراءات تكرسون الانطباعات التي ترسخت في اذهان الناس عن ادائكم البائس، وتنقلبون على الاعراف النيابية ومبدأ علنية الجلسات ..
اجراءات المجلس غير مبررة، وغير مقبولة ،ولا توجد اسباب موجبة لها على الاطلاق ،فلم نشهد حالة واحدة على الاقل تسبب فيها وجود الصحفيين بإعاقة اعمال جلسات مجلس النواب ، ولكننا شهدنا رصدا مهنيا لمراسلات معيبة ، قام زملاء مهنيون بنقلها للرأي العام ..
وهنا لا بد ان نذكر مجلس النواب الحالي بان مجالس سابقة كانت تفسح المجال لحركة الصحفيين بكل مرافق مجلس الامة دون قيد او شرط ،لانهم كانوا يعتقدون فعلا ، بان دور الاعلام مكمل لدورهم الرقابي وبان اداءهم الذي كانوا يعتدّون به ،بكل تفاصيله ، يريدون ان يصل لقواعدهم الانتخابية، ولا سبيل لذلك غير تواجد الصحفيين في كل زاوية من زواية مجلس الامة ..
كنا نتوقع ان ينشغل السادة النواب بردود الفعل على قرارات الرفع التي انهكت المواطنين ،ان يتابعوا الاحتجاجات والاثر الكارثي الذي سيترتب على الرفع الذي طال كل شئ ، كنا نتوقع ان تتعالى الصيحات وتعقد المؤتمرات الصحفية التي تستدعي وجود المزيد من الصحفيين والكاميرات لتغطية الحراك النيابي في ظروف صعبة كالتي نعيش ،لا ان يفردوا اجتماعات ولقاءات للبحث في امور هامشية ،تقيد حركة الصحفيين وتحشرهم في شرفات يفصلها عازل زجاجي طال ام قصر ..
ولان مجلس الامة هو مصدر التشريعات ،فلا بد ان نذكرهم بنص المادة ٨ من قانون المطبوعات والنشر رقم ٨ لسنة ١٩٩٨ وتعديلاته ،التي نصت صراحة وفي نص آمر انه للصحفي الحق الكامل في حضور جلسات مجلسي الاعيان والنواب ، وما يستتبع ذلك من اتاحة الفرصة الكاملة والكافية لكي يقوم بتغطية كل ما يدور تحت قبة البرلمان من اقوال وافعال دونت في محاضر جلساتهم ام لم تدون ،ويترسخ هذا الحق عندما اشار المشرع في القانون نفسه الى حظر التدخل باي عمل يمارسه الصحفي في اطار مهنته بما في ذلك حرمانه من اداء عمله كتابة وتصويرا ونشرا ،ولا سلطة عليه في ذلك سوى لرئيس التحرير من الناحية المهنية .
ان مبدأ علانية الجلسات المتفق عليه دستوريا وقانونيا وما نص عليه النظام الداخلي لمجلس النواب والنظام الداخلي لمجلس الاعيان ، يقتضي توفير جميع السبل والتسهيلات لقيام الاعلام بدوره في فرض الرقابة على اداء البرلمان ، وعليه فان مثل هذه الاجراءات تخالف احكام الدستور والقانون ..