2024-11-25 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الحراك الشعبي دروس في الوطنية

فارس الحباشنة
جو 24 :

كتب فارس الحباشنة - ثمة أسئلة تطاردنا في فوضى الدولة ، وتعيدنا إلى نقطة الصفر و أول السطر ، لماذا لا يثق الأردنيون بالحكومة و مسؤولي الدولة الكبار ؟ السؤال بما ينتج من قلق وطني ليس بالجديد ، بل يعود إلى فصول من مسرحيات استعراضية مل و قرف و سقم الأردنيون من متابعتها على مسارح واقع مهتريء بائس ومعدوم .

ضغط الأسئلة يعود اليوم وسط ما تشهده البلاد من حراك عارم ينتفض في جسد دولة عاجزة و آذانها صامة و غير قادرة على التقاط رسائل الأردنيين الصاخبة بالخوف و القلق والغضب من إدارة الحكم ، و أمور اقتصادية معيشية تلامس أوجاع غير منقطعة للأردنيين المحرومين من ابسط حقوقهم بعيش كريم وأمن .

الشرح طويل ، ولا ينفع في هذه اللحظة ، بل يجب اختصار المسألة بملاحظات سريعة :

- كيف تمنح الثقة لمن سرق ونهب المال العام ؟ الشك في مكانه ، ولا يجوز لأي مواطن أن يمنح الثقة لمن يتعامل مع الوطن على أنه "كعكة " ، ولمن سيَرُهم حافلة بالشبهات و الاتهامات بالفساد بالطول والعرض ، حتى أن أسماءهم لا تغيب عن أي قضية فساد .

- الكعكة إياها ، و إدارة الدولة على مقاساتها و أبعادها ، تقودنا في كل وقت،السلطة و الأجهزة والمؤسسات لتعمل وفقا لأجندات عقلية الكعكة ، ولا تتصل حكماً بالمصلحة الوطنية .

-الحراك حرك حالة ساكنة وراكدة في المجال العام الأردني ، و فجر أسئلة، إخضاعها للقياس السياسي العام يخرج عن البروميتير التقليدي و العادي ،وببساطة نحن في مواجهة أسئلة فاضحة و كاشفة لا ينفع معها سياسة الطبطبة و التمايل و الاسترخاء .

- من المعقول سياسيا الاصغاء لكل ما يدب في الشارع الاردني من صراخ وندب و صخب وضجيج . و لمن لا يعلمون من فقهاء الطبطبة على أخطاء السلطة ، فان الاردنيين لا يذهبون في حراكهم السلمي الى الفوضى و العدمية السياسية .

فالغاضبون و المعدومون و المحرومون و الفقراء هم الصادقون ، ولا يستقيم ظل تفكيرنا الوطني أذا ما خرجنا من عقدة خندقة واتهام الاخر و شيطنته . وهذا الكلام ربما لن يعجب كثيرين من المتنفعين والمستفدين ومصاصي الدماء ، و متسلقي سلالم وحيطان السلطة الرخوة .

طرح الاسئلة لا يبعث على الخوف الا في الدول الفاشلة والرخوة ، بينما الاوطان تزداد نموا وتحضرا وتطورا وتقدما كلما بات البلد قادرا على انتاج اسئلة سياسية مختلفة ومغايرة تقوّم الحكم و تُنهض البلاد و تصوب المسار و تدخله عن حالة الاعوجاج .

وهذا هو مربع اساسي في معركة الوطنية و السيادة و الاستقلال و بناء الدولة المدنية ، وما يعادلها من معاني يناضل الاردنيون الاحرار لبنائها وتدشينها في الدولة والمجتمع معا , ويبقى الحراك في تقليب المشهد السياسي العام هو العنوان العريض الوحيد الذي له معنى ، في غابة كثيفة بالتصحر و الفساد و التفريق الاقليمي والطبقي و الاجتماعي .

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير