"احتجاجات الرابية " نقطة "قوة اردنية ".
فارس الحباشنة
جو 24 :
و مهما حاولوا ان يبدلوا من ثوب الاردن و يلبسوه " غته " من دون هويته الوطنية التاريخية .
و لا ، اعرف لماذا البعض غاضب من احتجاجات الرابية ، ولماذا يغضبون من مطالب شعبية لاغلاق السفارة والغاء الاتفاقية مع العدو ؟
و الاردن هو بداية صحوة عربية .
تعرفون هذا هو قدر تاريخي للاردن .
و انه قدر الحتمية الجغرافية .
و من الرابية صدحت اصواتا اصدائها دبت في ارجاء العالم العربي و الكرة الارضية ، و في القاهرة و الرباط و تونس ، و لندن و باريس و جاكرتا ، ومونتريال .
وعمت مسيرات في مدن اوروبيةو غربية وامرييكية و اسيوية بمناسبة يوم القدس العالمي ورفضا و تنديدا بالاحتلال ، و المطالبة في وقف عدوان غزة .
و في الرابية ، و احتجاجات سفارة العدو ، انا لا ارى المشهد اخوانيا .
قوى سياسية وطنية من اليسار و القوميين و الاخوان اتفقوا على عنوان واحد ،وهو نصرة فلسطين .
ومن ايام احييت مدنا عربية و اسلامية دعوات التضامن مع غزة و فلسطين .
اليوم ،و بفعل غزة والعدوان الغاشم الاسرائيلي .
القوى الوطنية الاردنيية تتوحد على عنوان فلسطين و غزة و المقاومة .
و بعدما اصابتها حرب سورية و موقف الحركة الاسلامية و اخوان الاردن منها ، ودخولها في حالة تبعثر و خربطة بالمواقف و الحسابات .
مصالحة حماس و سورية ردمت من الهوة و الشرخ بين القوى الوطنية الاردنية .
و اليوم طوفان الاقصى يرسم مستقبل اكثر وضوحا لتيارات وطنية سياسية عادت لتلتقي على قلب قضية عربية واحدة ، وهي فلسطين .
واجيال شبابية صاعدة وواعدة تتوحد على قضية واحدة ، وعدو واحد ، وهو امريكا و اسرائيل و اعوانهم .
هذا هو الاردن .
و من لا يريد خيرا للاردن هم اعداء و مناهضي المقاومة .
و من لا يرغبون للاردن استقرار و لا تقدما و لا تطورا .
و يحاصرون و يعزلون الاردن ، ويسعون الى تجريد الاردن من قوته و مناعته الوطنية .
محتجو الرابية لا يحملوا رايات الكراهية للاردن .. و ما يطالبون به الغاء اتفاقية السلام او تجميدها ، و هو مطلب مشروع .
ولو ان لديهم اي نوايا او مطالب غير مشروعة بحق الاردن و سيادته ، لكنت من اول المتتفضين و الناقمين و الساخطين عليهم .
ولكن ، في معادلة الصراع مع اسرائيل ، و في غمرة حرب غزة و التصعيد الاسرائيلي في الضفة الغربية والانزلاق الخشن لسيناريو التهجير القسري نحو الاردن ، بات من الواجب زراعة خدوش قوية و عميقة في العلاقة مع اسرائيل ، و اغلاق ابواب التطبيع .