أرواح شهداء الكرامة تمنحنا دوما العزة والفخار
أ.د. أحمد أحمد العمري
جو 24 :
تمر علينا هذه الأيام وعلى أحرار الأمة العربية ذكرى معركة الكرامة الخالدة في ظروف صعبة تعيشها الأمة حقق جيشنا المصطفوي نصرا تاريخيا مؤزرا ،وقد وصف الإسرائيليون المعركة حينها مع جنود الجيش العربي الأردني الأوفياء لوطنهم وأمتهم وقيادتهم الهاشمية أنهم وقعوا في مواجهة لم يحسنوا حسابها صحيحا لغرورهم، ووصفوها بجهنم من شدة ما واجهوه من قوة وبسالة من قبل أبطال الجيش العربي الأردني، نعم كان يوم الحادي والعشرين من اذار من عام ألف وتسعمائة وثمان وستين يوما خالدا من تاريخ الأردن والأمة العربية، يوم عز وفخار على الأردنيين وأحرار الأمة العربية والإسلامية.
لم تقتصر هزيمة العدو الصهيوني على ما خسره من الأرواح والمعدات، ولكن الهزيمة المعنوية والنفسية كانت الأشد وقعا والأكثر أهمية, خاصة أنها جاءت بعد هزيمة حزيران وما عكسته من اثر نفسي سلبي ليس على الأردن فحسب، وإنما على الأمة العربية جميعا، فبالرغم من أن العدو كان قد أعد العدة بشكل كبير ومع ما يمتلكه من إمكانيات مادية ومعنوية بعد حرب حزيران، وما يقابله من ضعف الإمكانات للجيش العربي الأردني اّنذك ، إلا أنه لقنهم درساً في التضحية والدفاع عن ثرى الأردن الطهور لن ينسوه ،فقد أعادت "الكرامة "الثقة للجندي العربي، وعلمتنا أن الإرادة والإيمان بالله وبالحق وحسن القيادة تصنع المعجزات رغم قلة الإمكانات، وقد تحقق في هذه المعركة أول نصر عربي على الجيش الذي أصابه الغرور وأخذ يتشدق بأنه الجيش الذي لا يقهر.
لقد مضى على معركة الكرامة الخالدة خمسين عاماً ولا زالت أرواح الشهداء تحلق في فضاء الأردن تمنحنا الفرح بالنصر وتبث فينا روح العز والكبرياء والفخار. رحم الله قائد معركة الكرامة الخالدة جلالة المغفور له الملك الحسين وشهداء الكرامة وجميع شهداء الأمة العربية والإسلامية.
إن تضحية والدي (الذي لم أراه وأتشرف بحمل اسمه بكل فخر واعتزاز) ورفاقه من شهداء الكرامة وأرواحهم الطاهرة ستظل نبراساً لنا نهتدي بها لتضيء لنا الطريق ونستمر في العمل لرفعة الوطن، وسيبقى الأردن عصيا على اعدائه وكل من تسول له نفسه الاعتداء على أي شبر من ثراه ، وختاما أقول اللهم أحفظ هذا البلد آمناً مطمئناً في ظل الراية الهاشمية بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسيــن .
* الكاتب ابن الشهيد الرقيب (النائب كما كان يسمى سابقاً) أحمد شحاده العمري