عندما يستهدف الدوار الرابع حياة الناس!
جو 24 :
كتب تامر خرمه -
تقنين ميزانية وزارة الصحه لا يمكن وصفه إلا بالطعنة المتعمدة في قلب مفهوم العدالة الاجتماعية. المواطن الذي بات العمود الفقري لميزانية الدولة، والرافد الأساسي لترف ورفاهية المسؤولين، يحرم من حقه في تلقي خدمات طبية لائقة، نتيجة هذا القرار.. ترى هل يمكن التعبير عن هذا بمفردة أخرى غير الجريمة؟!
إجراءات حكومة د. هاني الملقي، التي استهدفت خبز الناس، تتمادى في اعتداءاتها على أبسط حقوق الإنسان، الذي يفترض أنه أغلى ما يمتلكه الأردن. الحق بالحياة مسألة لا تجوز مناهضتها مهما كانت الظروف، فبأي حق يمنح الدوار الرابع ذاته مصادرة هذا الحق؟
بصراحة، ما يحدث اليوم يخضع حتما لنواميس نظرية المؤامرة.. الملقي الذي يعد الامتداد الاقتصادي الطبيعي لحكومة علي أبو الراغب، يستهدف القطاع الصحي العام، وهذا تجاوز خطير على كافة الخطوط الحمراء.
يا دولة الرئيس.. هل تعلم أن بسطاء الأردنيين لا يحتملون كلفة العلاج في الولايات المتحدة، أو حتى في مستشفى الامير حمزة؟ رفعت سعر خبزهم، واليوم تصادر حقهم بالعلاج في مشافي الدولة، من أجل تلبية مصالح القطاع الخاص، وتمكينه من الاستيلاء على آخر ما تبقى! من هو الذي سلطك على حياة الناس ومستقبلهم؟!
وزارة الصحه باتت عاجزة حتى عن توفير "منامات" للأطباء المقيمين، الذين اضطر بعضهم إلى المبيت في مركباتهم.. أية إهانة تلك يا حكومة التجويع؟!
كان الأجدى ضبط نفقات الترف والمواكب الاستعراضية، عوضا عن استهداف حق الناس بالعلاج، والبقاء على قيد الحياه.. وزارة الصحه تتعاقد اليوم مع أطباء ناهزوا السبعين، من أجل "التوفير".. وفي المقابل يستمر مسلسل الإنفاق العشوائي على مؤسسات غير مجدية، كالمؤسسات الحكومية المستقلة مثلا، فأين العدل في هذه المعادلة يا جلاوزة الدوار الحرام؟!