ريم بنا .. الفراشة التي لن يزول أثرها
جو 24 :
لميس أبو رمان - رحلت الفنانة الفلسطينية ريم بنّا فجر السبت عن 52 عاما قضتها في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وتسع سنوات أمضتها في صراعها مع ورم سرطاني آخر أصاب جسدها.. رحلت "الفراشة" التي لن يزول أثرها لتبقى روحها خالدة في نفوس أحبّتها والوطن والقضيّة..
لقد شكّلت ريم بنا خلال السنوات الماضية حالة فريدة من نوعها؛ فهي التي بثّت القوة والسلام في نفوس محبّيها من خلال أغانيها وكلماتها العميقة التي كانت تطلقها في اطلالاتها الاعلامية وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه كانت الأنموذج للفنان الملتزم وصاحب الرسالة الهادفة، فقد صدحت حنجرتها بالعديد من الأغنيات الوطنية الفلسطينية التي تشجّع على النضال ضد الاحتلال الصهيوني، وتعزز الانتماء للأرض، إلى جانب الأغاني العاطفية والشعبية التي تمثّل قِيم الانسان العربي والفلسطيني على وجه التحديد.
كما قدمت ريم بنّا انموذجا اخر بتعاملها مع مرضها، حيث أكدت على ضرورة أن يقاوم المرء المرض كما لو كان يقاوم احتلالا.
وأما اخر منشور للفنانة الفلسطينية في حسابها الرسمي على الفيسبوك، فقد تحدثت فيه عن الموت وقالت فيه: "بالأمس كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي، فكان عليّ أن أخترع سيناريو، فقلت: "لا تخافوا هذا الجسد كقميص رث.. لا يدوم".
وتابعت: "حين أخلعه، سأهرب خلسة من بين الورد المسجى في الصندوق، وأترك الجنازة "وخراريف العزاء" عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام، مراقبة الأخريات الداخلات، والروائح المحتقنة، وسأجري كغزالة إلى بيتي، سأطهو وجبة عشاء طيبة، سأرتب البيت وأشعل الشموع، وانتظر عودتكم في الشرفة كالعادة".
وذكرت بنا في منشورها: "أجلس مع فنجان الميرمية، أرقب مرج ابن عامر، وأقول هذه الحياة جميلة.. والموت كالتاريخ فصل مزيف".