ليلة هدم خيمة الموظفين المفصولين من نقابة المهندسين..حقائق وتفاصيل
تشير المعطيات الى أن مجلس نقابة المهندسين مارس ضغوطا كبيرة على مجلس النقباء لازالة خيمة الموظفين المفصولين من نقابة المهندسين، وذلك للاحراجات الكبيرة التي تعرض لها مجلس النقابة لوجود هذه الخيمة على مدخل المجمع النقابات المهنية، والشعارات المرفوعة التي تدين الفصل التعسفي في النقابة، القائم على اساس الاقصاء السياسي تجاه الموظفين، غير الموالين للاخوان المسلمين بالاضافة الى فقدان مصداقية مجلس النقابة في مطالبه بالدفاع عن حقوق ومكتسبات المهندسين العاملين في أمانة عمان الكبرى ووزارة البلديات، والمطالبة بتجديد عقودهم الذي يناقضه قرار مجلس النقابة بفصل 13 موظفا في النقابة، يقيمون خيمتهم امام المجمع مدة زادت عن شهرين ويرفض المجلس التحاور معهم.
وقد أثمرت ضغوطات مجلس نقابة المهندسين عن صدور قرار من مجلس النقباء بازالة خيمة المعتصمين بتاريخ 14-1-2013 ,غير أن رفض الموظفين لهذا القرار والتفاف قوى سياسية ونقابية ونشطاء جعل مجلس النقباء يتراجع عن قراره, الامر الذي شكل استفزازا لجماعة الاخوان المسلمين في النقابات، فبادرت الى تحييد مجلس نقابة المهندسين لفشله في اخراج قرار الفصل ومجلس النقباء لتردده في تنفيذ قرار ازالة الخيمة (بعض اعضاء المجلس من التيار القومي) ولكل هذا تم وضع خطة لتنفيذ القرار بعيدا عن المجلسين، فعمدت الجماعة الى شن حملة اعلامية على الخيمة عبر المواقع الالكترونية التابعة لها مطالبة بازالتها, بالاضافة الى افتعال حملة ضد الوفد الاردني الذي زار سوريا وقابل القيادات السورية، حيث نظمت اللجنة الشعبية لدعم الثورة السورية بقيادة الاخواني المهندس على ابو السكر(رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الاسلامي) اعتصاما امام مجمع النقابات المهنية يوم الخميس (قبل ازالة الخيمة بيوم) وأعربت عن نيتها اقامة خيمة للجنة اسوة بخيمة الموظفين المفصولين, كما رفع المتظاهرون من جماعة الاخوان يوم الجمعة يافطات ضد ما اسموه اليسار الملحد أمام مجمع النقابات المهنية مطلقين عبارات التهديد والوعيد لهم (وكان أوضحها مظاهرات مدينة اربد).
طوال يومي الخميس والجمعة مارس نشطاء جماعة الاخوان في النقابات ضغوطا على النقباء وأمين عام مجمع النقابات (قومي) للمبادرة بازلة الخيمة. وأمام تردد النقباء في الاستجابة بادر هؤلاء النشطاء بقيادة الاخواني المهندس الزراعي نهاد العليمي (نائب نقيب المهندسين الزراعيين ورئيس اللجنة العليا لإغاثة المهجرين السوريين) الى تنفيذ الاجراء في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة بعد مغادرة موظفي المجمع ورواده.
وأثار هذا الاجراء موجة واسعة من الادانة والاستنكار في أوساط الراي العام لما يشكله من اعتداء على حرية التعبير، حيث أدان نشطاء سياسيون ونقابيون في بيان صادر عنهم إزالة خيمة اعتصام الموظفين المفصولين من نقابة المهندسين، منوهين إلى أن 'هذه القضية لم تكن لتأخذ طابعا سياسيا لولا أن الجهة المسيطرة على مجلس نقابة المهندسين هي نفس الجهة السياسية التي تطالب بعدالة التمثيل النسبي في الوطن وترفضه في النقابة. كما أكدوا على رفض هذا العمل وإعتباره إعتداء على المواطن وعلى حقه في التعبير عن الرأي والإحتجاج ضد الظلم الواقع على المفصولين وتنكراً لتاريخ مجمع النقابات المشرف الذي كان وسيبقى منحازا للعدالة والحرية والديموقراطية.
كما صدر بيان عن الحزب الشوعي الاردني أدان فيه لجوء ادارة مجمع النقابات المهنية تحت ضغط وابتزاز رؤساء النقابات ذوي التوجهات الاسلامية لازالة الخيمة الاحتجاجية لموظفي نقابة المهندسين,وسجل الحزب رفضه من حيث المبدأ لاسلوب الابتزاز الذي سلكه النقباء المحسوبون على الحركة الاسلامية بمقايضة ازالة خيمة احتجاج الموظفين المفصولين من المهندسين بعدم نصب خيمة "احتجاجاً" على زيارة وفد شعبي أردني الى دمشق.
واعتبر الحزب ان "شعارات التكفير المتطرفة التي رفعها نفر مشبوه من المشاركين في مسيرة اربد يوم الجمعة الماضية، هو احدى ثمرات نهج التحريض على قوى اليسار والتقدم من جانب القوى الرجعية والمحافظة التي تظن واهمة انها قادرة على ثني المخالفين لها في الرأي والموقف السياسي عن مواقفهم بأساليب التكفير والارهاب والابتزاز والتخويف".
وأشار الحزب الى أنه كان أولى بمجلس النقباء ان يسارع لبذل مساعيه الحميدة لدى مجلس نقابة المهندسين لثنيه عن موقفه المتشدد بلا مبرر تجاه مطالب المفصولين بالعودة الى مواقعهم الوظيفية في النقابة التي فصلوا منها بشكل كيدي، وبسبب انحيازاتهم السياسية التي لا تروق لقطاع من الحركة الاسلامية يرفض التسليم بالتعددية السياسية، وتنوع الاراء، وحق الاختلاف.
الناطق الاعلامي باسم الموظفين المفصولين سليمان قبيلات في تصريح لـjo24 اعتبر أن ازالة الخيمة اجراء تصعيدي و'مزيد من الظلم, وقال: 'سأترك هذا الامر لابناء شعبنا لادراك ظلم هذا الخصم ومدى مصداقيته في طرح شعارات الاصلاح والتعددية والحوار اذا كان غير قادر على مواجهة تحرك او احتجاج سلمي.. ومن يريد التضامن مع الشعوب الاخرى الاولى ان يتلمس فئة تم ظلمها امام عينيه.
وتوالت ردود الفعل حيث أكدت التيارات السياسية والنقابية والفعاليات المهنية المستقلة في النقابات المهنية على إستمرار الفعاليات الإحتجاجية مع قضية المفصولين حتى يتم التراجع عن القرار وأعلنت عن إعتصام يوم الأحد الموافق 24 شباط في الساعة الخامسة مساء أمام مجمع النقابات المهنية في عمّان.