jo24_banner
jo24_banner

رئيس وزراء اليابان للمرة الثانية في الاردن دلالات وعبر

الاستاذ الدكتور محمد ابودية معتوق
جو 24 :
وصل رئيس وزراء اليابان شينزو ابي الى الاردن امس في الثلاثين من نيسان في زيارة ثانية للاردن اذ كانت الزيارة الاولى في 17 من كانون ثاني 2015 والتي اعرب بها السيد ابي عن دعم اليابان شعبا وحكومة للاردن لمحاربته كل مظاهر الارهاب وما يمت له باي صلة ، واليوم يعود الرئيس ابي الى الشرق الاوسط في فترة ما يعرف في اليابان بالجولدن ويك او الاسبوع الذهبي ( الذي يبدأ من 29 نيسان الى 5 ايار ولان معظم العطل الرسمية كانت في هذه الفترة فسمي الاسبوع الذهبي ) واليابانيون غالبا ما يستغلوا هذه العطلة في الرحلات الداخلية او الخارجية للترفيه عن انفسهم واعطاء انفسهم فسحة من الراحة في سنة كلها عمل ونشاط ، اما رئيس الوزراء السيد ابي فقد استغل هذه الفرصة لزيارة الشرق الاوسط اي زيارة عمل وليس راحة واستجمام .
وياتي توقيت الزيارة في مرحلة مهمة جدا للشرق الاوسط وتحديدا قبل اعلان نقل السفارة الامريكية الى القدس الشريف في 15 ايار التي قد تلهب المنطقة في اضطربات ونزاعات على مستوى الاقليم وما يتبعه من توتر ، فكانت هذه الزيارة في رايي الشخصي كنوع من ترطيب الاجواء وتخفيف الضغوط على كل من مناطق الجوار التي قد تعاني من هذه الخطوة التي اقدمت عليها الولايات المتحدة ، فرئيس وزراء اليابان التقط الفكرة وجاء بفريق اقتصادي كبير بدأها بزيارة الى الامارات العربية – من اكبر الممولين الاقتصاديين-تبعها الى الاردن ثم يتبعها الى اسرائيل والدولة الفلسطينية ، وكما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية السيد اندو توشيهيديه ان السيد ابي سوف يعقد قمة رباعية الاطراف تضم الاردن-اليابان- فلسطين- اسرائيل دعما لمبادرة يابانية تم طرحها بعد توقيع الاردن لاتفاقية السلام (ممر السلام والازدهار) والتي تهدف الى إلى تطوير البنية التحتية وإقامة مشروعات اقتصادية تساهم في تعزيز جهود دفع عملية السلام و قيام دولة فلسطينية ، فلا عجب ان نرى رئيس الوزراء الياباني يقرر زيارة المنطقة في هذه الفترة بالذات فهي ترمي الى التهدئة والوعود بانشاء مشاريع ضخمة من قبل شركات يابانية عملاقة وتقديم مساعدات مالية ايضا الى الاردن وفلسطين اذا عرفنا ان مبادرة ممر السلام ترمي الى تنفيذ مشاريع تمتد من مدينة العقبة جنوبا، إلى بيسان شمالاً على طول غور الأردن، وترتبط أساسا بمشروع قناة البحرين، وإقامة مجمع صناعي زراعي في مدينة أريحا في الضفة الغربية، بما يعرف مدينة أريحا الزراعية الصناعية (JAIP) واليابان ممول رئيسي له، ومطار تجاري لشحن المنتجات الصناعية والزراعية الفلسطينية إلى الخارج عبر الجو بعيدا عن تعقيدات الحدود وإجراءاتها.

لقد صرح السيد ابي قبل وصوله الى الاردن "بإن عملية السلام في الشرق الأوسط تمر بحالة صعبة، ولكننا سنواصل بثبات دعم مبادرة ممر السلام والازدهار"، وتاتي هذه التصريحات في هذه اللحظة لان المنطقة لا تزال تعاني من شبح الحروب والدمار و لا تزال الازمة السورية تلقي بظلالها السوداء على الاردن من لاجئين سوريين في الاراضي الاردنية مما يرهق الوضع الاقتصادي للاردن ، لكن الاردن منذ البداية والذي اصر على الحل السياسي للازمة السورية دون اللجوء الى العنف او الحروب في منطقة ارهقها كاهل الحروب لخمس عقود مضت واليابان تشيد بهذا الموقف للاردن وما لقيه من تبعيات لتحمل عبأ اللاجئين فقد صرح السيد ابي بان "لأردن من الأطراف المعنية الرئيسية في عملية السلام في الشرق الأوسط، و يلعب دوراً حاسماً في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والاردن ملتزم بالأزمة السورية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. والأردن يعتبرفي لدى القادة اليابانيين انه شريكا أساسيا لليابان من أجل تعميق دبلوماسيتها في الشرق الأوسط"
ان الرئيس ابي وكما هو معروف بحنكته وذكاءه السياسي فقد استطاع امتصاص الهجمات الكورية الشمالية للصواريخ التي كان يطلقها الزعيم الكوري الشمالي وكذلك التهدئة مع كوريا الجنوبية بخصوص النزاع على جزر تاكيشيما كذلك مع الصين بخصوص النزاع على جزر سنكاكو مع كورياالجنوبية ، دون اللجوء الى اي تصعيد وبهدوء تمت السيطرة على هذه النزاعات دون تكبيد اليابان اي تهورات سياسية او عسكرية قد تجر المنطقة بنزاعات لا يعرف منتهاها فهذا موقف يسجل للسيد ابي ، ومن هنا نرى ان الحنكة اليابانية الان تستهدف الشرق الاوسط بكل ما يعنيه من مصطلحات فهو اولا واخيرا موقع مهمّ للغاية بالنسبة لليابان، خاصة في مجال موارد الطاقة، وأن استقرار المنطقة مهمّ ليس لليابان وحده بل للعالم فمنطقة الشرق الاوسط أساس الازدهار للعالم، فترى الحكومة اليابانية ان اي استقرار سواء كان اقتصادي او سياسي فهو مهم للتبادل والتعاون ما بين المنطقة والشرق الاقصى باكمله، وان ما سوف تقبل عليه المنطقة ما بعد 15 ايار من هذا العام لا بد من اتخاذ خطوات استباقية للشروع في تهدئة المنطقة خاصة اذا عرفنا ان الوضع الاقتصادي التي تعاني منه الدولة الفلسطينية والاردن يحتاج الى جهات دولية داعمة كبرى بمشاريع اقتصادية لتوفير فرص عمل وتحسين الوضع الاقتصادي المتدهور بشكل اضطرادي الذي لا يعرف مداه ، الى مستوى افضل ليساهم في رفع سوية المستوى المعيشي للافراد ، في جو غابت به كل فرص التعاون والدعم المالي من دول مانحة لتاتي اليابان اليوم بهذا البصيص من الامل لدعم مسيرة السلام في الاردن لما يكنه اليابان من احترام للقيادة الاردنية ولما يبذله ملك الاردن من جهذ كبير في سبيل استقرار بلده والمنطقة والنأي به عن وجه العواصف التي تهب عليه بدون سابق انذار والصمود في اعتى العواصف والمواقف التي بذلها الاردن في سبيل الحفاظ على السلام والاستقرار في هذه المنطقة يشهد لها من قبل اليابان ، فكان هذا الدعم الياباني السخي للاردن في هذا الوقت العصيب ولعل هذا ما يمكن ان نستلهمه من دلالات للزيارة اليابانية للمنطفة وفي هذا التوقيت بالتحديد ويا حبذا ان تكون من هذه الخطوة اليابانية عبرة لدول اخرى تحب السلام للشعوب لتساهم في دعم مسيرة الاصلاح والتعاون الاقتصادي في سبيل رفعة ورخاء الشعوب المحبة للسلام في المنطقة التي ارهقت من كثرة الصراعات التي لا تساهم الا بتدمير ما بنته الشعوب

رئيس الجمعية الاكاديمية الاردنية اليابانية
تابعو الأردن 24 على google news