jo24_banner
jo24_banner

مقالة الرأي ..من يتحمل مسؤولية النشر ؟

باسل العكور
جو 24 :
يبدو ان صحيفة الرأي وهي الصحيفة اليومية الاوسع انتشارا والتي تعود ملكية ٦٢٪ من اسهمها لمؤسسة الضمان الاجتماعي، استحالت مؤخرا لارضية -وهذه ثقافة كانت مستشرية لدى فريق من العاملين بها- يستخدمها كل طامع وطامح للعودة للاضواء، او لاعادة انتاج اناه التي لُفظت منذ سنوات طوال من المشهد السياسي والاعلامي الاردني ..

ما كتبه احمد سلامه قبل ايام في الرأي لم يعبر عن وجهة نظره فقط ،كما هي طبيعة مقالات الرأي التي يكتبها اصحابها وتنشر في صفحة المقالات او في زوايا واضحة على الصفحتين الاولى والاخيرة ، فلقد تبنت ادارة التحرير المقال وفردت له صدر صفحتها الاولى ، على اربعة اعمدة ، ووضعت له عناوين فرعية ، على نحو يكشف ان مضمون هذه المادة يعبر عن موقف الصحيفة وسياستها التحريرية !

نستبعد تماما ان يكون نشر المادة الصحيفية قد تم بالتنسيق، ولو كان كذلك فعلى الجميع ان يتحمل وزر المضمون الذي تم فيه الاساءة للمهنة اولا و للمواطنين الذين يدفعون الفاتورة كاملة (الطباعة ،الرواتب ، الورق ، وكل اشكال الانفاق المبرر وغير المبرر ، ويتحملون الخسائر وعبئ القرارات الادارية والتحريرية الكارثية التي أُخذت وما زالت تُتخذ على قاعدة معيارية لا تحترم المواطن ولا تراعي وعيه وذكاءه ،ادارات تستمد شرعيتها وقوتها فقط من شبكة العلاقات التي تبنيها مع السلطات لا اكثر ولا اقل).

الملك ليس بحاجة لفزيعه ،والاجهزة الامنية لا تحتاج لشهادة من احد ،كان الاحرى باعلام الديوان المنهمك بالكلام الفارغ و السفر من عاصمة الى اخرى ، ان يتنبه لما يقوله الناس ،للاسئلة والاستفسارات التي ملأت الفضاء الافتراضي ، فبيان من ثلاثة اسطر حول مدة اجازة الملك ومكانها كان سينهي كل هذا اللغط، سيغنينا عن استخدام هذا النوع البائد من الخطاب الذي لا ينتمي الى هذه الحقبة، كان سيغنينا عن نص متكلف لم يحاول فيه كاتبه الاجابة عن اي سؤال غير سؤاله الشخصي.

يؤكد بعض الحاذقين ان كاتب المقال وناشره سعيدان جدا بردود الافعال ،فكلما زاد الحنق والانتقاد ،زاد مخزونهما الاستراتيجي من الرضا الذي ستنزل بركاته عليهما بعد مرور الزوبعة. معقول؟ هل ما زال هناك من يدير الامور في بلادنا بهذه الطريقة؟ ثم ما الفائدة التي تحققت من نشر سفسطه منتهية الصلاحية ،وخارج التاريخ ؟!

هناك من ذهب بعيدا في تحليل المضمون والدلالة، وقال ان المقالة اياها تعكس حالة الصراع المحتدم بين قوى التغيير نحو الامام وقوى الوضع القائم، وهذا باعتقادنا غير دقيق البتة، فقوى التغيير نحو الامام تلك ،والتي تسلم بعض رموزها زمام السلطة لسنوات طوال وتعاقبوا على المواقع والمناصب الحساسة، تسببوا بسقوطنا المدوي في غياهب الخلف ،تسببوا في تفكيك الدولة مؤسساتها عقيدتها ومنظومتها القيمية. ثم من قال ان ما نشر يعبر عن موقف قوى الوضع القائم التي تحاول عبثا وقف التدهور والسقوط في فراغات الهوية والرسالة.

على ادارة صحيفة الرأي الاعتذار و تحمل المسؤولية ..


تابعو الأردن 24 على google news