لويش جايين ؟!
صالح عبدالكريم عربيات
جو 24 :
بكم (العتق) لو لف دابوق.. هل من الممكن أن يطل عليه رجل أعمال ليبيعه خزان ماء مخزوق، أو هل من الممكن أن تنادي عليه سيدة في الصويفية لتبيعه مروحة لا تعمل، في كل ديرغبار هل من الممكن أن يجد من يبيعه ولو تنكة زيت فارغة، بينما في عبدون هل من الممكن أن يختلف أحدهم مع صاحب البكم على سعر جنط حديد حيث لم يعجبه السعر المتدني له؟!
جولة الوزراء في المحافظات تشبه جولة البكم في تلك المناطق، حيث أنهم من رغد العيش لا يمكن أن يحتفظوا بخزان ماء لبيعه لبكم العتق، ونحن من الطفر لا يمكن أن تجد بيننا من يملك ثمن بكيت دخان وليس من يدفع ضريبة حتى تقنعه بدفعها.
حين كان الوزراء يتباكون أمام المواطنين بضرورة إقرار قانون الضريبة حتى ننقذ الموازنة، تم الكشف أن أحد السائقين الذي يتبع إحدى المؤسسات المستقلة يتقاضى 1800 دينار عدا ونقدا، علما بأن شوفيرية وكالة ناسا الفضائية ممن يعملون على خط القمر - المريخ - الأرض.. لا يتقاضون مثل هذا الراتب، وأعرف شوفير غواصة نووية يقطع يوميا المحيط الهادي بعد العلاوات والإضافي وبدل الغطس لا يصل لنصف هذا الراتب، فهل تبحثون في المحافظات عن تغطية راتب هذا السائق وغيره؟!
أبناء أحد المسؤولين الحكوميين تم تفريغ إحدى السيارات الحكومية الفاخرة لإيصالهم يوميا إلى مدارسهم، وفي طريق العودة تحضر السيارة الباميا والكوسا والكزبرة لمنزل المسؤول، وفي ساعات الظهيرة قد يذهب السائق لإحضار اللبن المخيض.. بينما شاهدنا رؤساء دول ووزارات في الدول الغربية يذهبون الى أعمالهم بالقطار أو على الدراجة الهوائية!
قبل أن تقنعونا بضرورة فرض الضريبة لإنقاذ الموازنة أقنعوا المسؤولين الحكوميين بوقف ترفهم على حساب الشعب، فهل يعقل أن تنقل الكزبرة بسيارة حكومية مكيفة وعجزنا مئات الملايين، بينما الرئيس الفرنسي حيث لا يوجد فلس واحد عجز في موازنته ومع ذلك يتنقل هو وزوجته على دراجة هوائية!
في الأردن قبل أن يتقاعد أي شخص يتم ترفيعه إما درجة أو إلى مستشار أو إلى وظيفة أعلى وذلك حتى يستفيد، فيرتفع راتبه التقاعدي بين يوم وليلة ربما إلى الضعف.. فهل تريدون فرض الضريبة حتى تستفيد الموازنة أم يستفيد هؤلاء؟!
حين يتقاعد المسؤول في الأردن وبعد أن يصبح عدد الأمراض التي يعاني منها أكثر من عدد كريات الدم الحمراء في الجسم، ومع ذلك يتفاجأ ذلك المسؤول أنه تم تعيينه إما عضو مجلس إدارة أو مجلس أمناء بحجة الاستفادة من خبراته مقابل مكافأة شهرية، اذا كان هذا المسؤول بقرار من الأطباء ممنوع من الأكل والشرب وبجانبه صيدلية من الأدوية ولا يستطيع حتى أن يستخدم ريموت التلفزيون فكيف نقرر أننا سنستفيد من خبراته وهو أصبح لايتذكر حتى أسماء أبنائه، كم من أموال الضريبة التي سنجنيها ستذهب لأمراض هؤلاء آسف خبراتهم!
راتب أحد المسؤولين الحكوميين ربما تجاوز عشرات الآلاف، ومع ذلك في مؤتمر صحفي له وصف المعادين له بالغربان الناعقة، والجرذان، والطحالب، والناموس، والقارص، والذباب، والكراكع، تخيل أننا من أموال الضريبة سندفع عشرات الآلاف فقط بدل طحالب وجرذان بدل الحديث عن إنجازات حقيقية!
لا تتسع مساحة المقال لمزيد من الترف والترهل ولكن، كل ذلك لنقول لكم حين تأتون بقانون للضريبة: لويش جايين؟!
الغد