jo24_banner
jo24_banner

البلد في انکماش؟!

صالح عبدالكريم عربيات
جو 24 :
لا أدري ما سر موضة الانكماش التي سرت ھذه الأیام في بلدنا.. فعندما كنت تذھب الى محل
حلویات لشراء جوز الھند وتاكل منھ حبة او حبتین لمدة ثلاثة ایام لا تتغذى من حجمھا ودسامتھا..
الیوم تبلع قبل ان تخرج من المحل عشرین حبة دون ان تشعر فقد أصبح حجم الحبة بحجم حبة
دواء الاسبرین!
حتى المولود حین كان یأتي الى ھذه الدنیا كان رأسھ اكبر من رأس المحافظ، موالید الیوم لیس لھم
ھذه الصفات فأكبر راس مولود لا یتجاوز حجم حبة البرتقال!
وایضاً كانت البطیخة قدیما تعشي قبیلة، بینما الیوم اذا طلعلك حز بطیخ واحد على العشاء فقد
تصنف على أنك من اسعد عشرة أشخاص في العالم.
برنامج یسعد صباحك استضاف سیدة یوم الجمعة الماضیة ولأنني كنت على عجل ما فھمتھ انا انھا
حولت رز المنسف الى كبة او ما شابھ وكان موضوعا في الصحن وربما یحمل ذلك إشارات الى
المستقبل الاقتصادي الآمن الذي ننتظر فمن دحبر وشرب قد ینتھي فینا المطاف الى ازرط!
اعرف منسفا واحدا من كمیة اللحوم التي كانت علیھ.. جاء برئیس وزراء، وعین أربعة وزراء وأمین عام ومفوضان ومستشار وسفیر!
معقول المنسف الذي لم یتأثر بالحروب العالمیة إطلاقا، ولا بسنوات المحل وحتى الجراد، وصمد
كل تلك العقود محافظا على ھیبتھ ووقاره ان یتأثر ھو الآخر بالانكماش الاقتصادي!
ھل من الممكن ان نشاھد منسفا على لحمة مفرومة مثلا ام قطع راس عصفور او شعیریة.. بعد ان
كنّا نفتح القصدیر وكان راس الخاروف وحده یحتل نصف مساحة السدر مرحبا بك كما لو انك
مبعوث دولي!
ھل سیكون بمرافقة كفكیر الشراب مجھر حتى نستطیع مشاھدة اللحمة ونأكلھا وإذا ما أردت أن

أكرم اللي بجانبي بقطعة لحم ھل ابعث لھ صور ذرات اللحم على الواتس اب كونھ من الصعب
الحصول علیھا في المنسف كنوع من التكریم!
أسمع عن الانكماش الاقتصادي والتجاري والصناعي ولكن، لم أتوقع یوما ان ینكمش المنسف
ویصبح كبة.. وبدل ان كان یعین المنسف حكومات باعتقادي لن یعین في المستقبل مأمور مقسم!
نعم الكل منكمش.. حتى جماعة من ھالشوارب وعلي بالطلاق وجیرة الله غداكو غیر عندي منذ
سنتین وأكثر قد اختفوا عن الساحة!
اذا كان المنسف الذي صمد بوجھ كل المؤامرات والظروف والتحدیات الاقتصادیة الصعبة لم
ینكمش في حیاتھ قد یتحول بفكر خبراء الطبیخ الى حبة كبة.. ان كان ھذا حال الزعیم فلربما
المقلوبة والفاصولیاء والبامیاء فعلیا قد تصبح معرضة للانقراض!
الاقتصاد من الضرائب منكمش، والمسؤول خوفا من البوستات منكمش، والاستثمار خوفا من تكلفة
الطاقة وتبدل القوانین باستمرار منكمش، والتصدیر منكمش، والحراك منكمش، وحتى السائح الذي
یأتي الى الاردن منكمش وعادة ما یقول: راعینا فیھا!
الحكومة التي لم تستطع المحافظة على مجرد حبة جوز الھند من الانكماش.. فھل تستطیع ولو
بالاحلام ان تخرج اقتصاد دولة من الانكماش وكل ما نعرفھ ھو القروض والمنح؟
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير