jo24_banner
jo24_banner

"لوبي الكردي".. بين علامات الاستفهام ونظريّة الصدفة

لوبي الكردي.. بين علامات الاستفهام ونظريّة الصدفة
جو 24 :

كتب تامر خرمه

 

- إدارة الفوسفات نفت وجود "لوبي وليد الكردي” داخل الشركة، وتحاول إقناع الرأي العام عبر تصريحاتها للزميلة "عمون" بأن الحملة المضادّة التي تقودها ضد الشهود في قضية الكردي "ﻻ تمت إلى الحقيقة بصلة".

الصدفة اذن هي من يجدر إلقاء اللوم عليها -وفقا لمنطق الشركة- فمن غرائب وفدائح الصدف أن تتعثر أوضاع من شهد ضد الكردي دون غيره من العاملين، ومن غرائب الأمور أيضاً أن "إعادة هيكلة أعمال الشركة" التي تبرّر بها الإدارة ما تجريه من تنقلات، جاءت -بمحض الصدفة- لتساعد فقط من كان ومازال من المحظيّين !!

أما "الأنظمة الحديثة"التي تحاول إدارة الفوسفات تطبيقها "لتسيير العمل على أسس واضحة"، وفقا لتصريحات الإدارة، فهي أهم مما اعتبرته "قضايا جانبيّة" يحاول بعض الموظفين إثارتها بما يعيق برامج الشركة وخططها المستقبليّة ! وﻻ نعلم متى وكيف أصبحت قضية الكردي قضية جانبيّة، وﻻ كيف يكون المشهد الغريب لما يدور في الشركة -بمحض الصدفة ربما- هو الضامن الوحيد لمستقبل الفوسفات..

المخيّلة الخصبة لدى البعض دفعتهم لتصوّر إمكانيّة إقناع الرأي العام بهذه القدرة العجيبة للصدفة، التي حدّدت مسار ما تجريه إدارة الفوسفات من تنقّلات وفقا لما ينسجم تماما مع مصالح "المحظيّين"، وبما يعكس أيضاً غياب الإرادة الحقيقيّة لطيّ هذا الملفّ.. فالإصرار على التعيينات المؤقتة والغريبة والتنقّلات الغامضة التي تثير العديد من علامات الاستفهام يمكن -وفقا لمنطق المخيّلة الخصبة- تجاوزها عبر تصريحات تلوذ إلى النفي لتبرير ما يعانيه من شهد ضد الكردي من "حظ عاثر" !!

كما تجدر الإشارة إلى أن محاوﻻت نفي وجود "لوبي الكردي" تأتي في ظلّ استعار حملة الدفاع الموجّه الذي يقودها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتواصل نشر أخبار مغلوطة ومعلومات مضلّلة للدفاع عن الكردي الفار من وجه العدالة.. فهل كانت الصدفة أيضاً هي ما روّج لهذه الدفوعات عبر عدّة صحف ومواقع الكترونيّة ؟!

ربّما ﻻ يكون مجرّد النفي كافيا لتفسير ما تشهده "الفوسفات" باستخدام نظريّة "الصدفة"، لذا يمكن إضافة بعض المصطلحات الرائجة، كمصطلح "نظريّة المؤامرة" على سبيل المثال، فقد يكون من المفيد استخدام مثل هذه المصطلحات في التصريحات اللاحقة لتفنيد ما يثار حول "عودة المحظيّين" أو "تعثّر حظّ الشهود".. ففي غياب الإرادة الحقيقيّة لإنهاء ملف "الفوسفات" يمكن للتبرير دائما أن يكرّر ذاته !!

تابعو الأردن 24 على google news