jo24_banner
jo24_banner

النائب الهواملة يكتب: رسالة إلى راعي المسيرة.. الملك عبدالله الثاني بن الحسين

النائب الهواملة يكتب: رسالة إلى راعي المسيرة.. الملك عبدالله الثاني بن الحسين
جو 24 :
كتب النائب غازي الهواملة - 

أما وقد قلت قولتك يا والي الأردن والأردنيين، ويا صاحب القول والقرار، من قلبك إلى قلب كل أردني، ووفق اطلاعك المباشر على أحوالنا ونداءاتنا وصرخاتنا دون فلترة، فنسأل الله ابتداءً أن يوفقك لما يحبه ويرضاه..

بدء الخطاب فإنني ابرأ إلى الله برسالتي وابرأ إلى كل أردني في هذا الوطن الغالي وأنت على رأسهم، أننا تجتهد كل ساعة وكل يوم وكل حين إلى حب الأردن وأهله، ولا نبتغي لك أيها الملك المفدى إلا أن تأتي الله خفيف الحمل بهيّ الطلعة وأن يجوزك الله فينا الصراط كالبرق، هذا ما نريد لك بأمر الله عزّ وجلّ.

الملك المفدى، إن اختلاط الحالة على أهلك وذويك من أبناء الاردن المفدى ما هو إلا نتاج سلوك فردي متراكم من الادارات والقيادات والمسؤولين، وتداخلا مع الممثلين المنتخبين في المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية -ومنها البرلمان- بكل جراحهم ومآسيهم بحق أبناء الأردن، وتلاشي قواعد العدالة والإنصاف والشعور الثابت لدى الكثير من أبنائك وبناتك بعدم وجود مرجعية إدارية ومالية واصلاحية ثابتة وموحدة في الأردن، وأن فروقات الرواتب والمعاش الصارخة ما بين إدارة وأخرى ومؤسسة وثانية والشعور بعدم وجود مسار واضح للتوظيف والتعيين والتشغيل والتجنيد والتنفيع، والشعور بأن الثابت أن هنالك شخوصا أتاحت لهم مواقعهم الإدارية والحكومية والعسكرية الاستيلاء على مقدرات الوطن وخيراته، والشعور الثابت كذلك بأن كثيرا من الأموال تهدر في عمل الشيطان دون رقيب مقتدر من مؤتمرات وعطاءات ومقاولات وتنفيعات وترفيعات "وتسليفات وتزريقات وتزبيطات" دون تنمية مجتمعية حقيقية، وابعاد الناس عن الأرض والزراعة، وعدم التفريق بين المجرم الحقيقي والشخص المبتلى وإتاحة الفرصة للواسطة والمحسوبية، وعدم وجود ذراع محاسبي وتحقيقي وقضائي موحد المرجعية، وتأخر ملفات المحاسبة والتغول على البسطاء وترك الأقوياء وتدوير السلطة والإدارات لمعدودين منذ نشأة الدولة الأردنية وحتى تاريخه واتخاذ العائلات وراثة لهذا الشأن، وابعاد الأساتذة والباحثين والمجددين في الجامعات الأردنية عن الأماكن القيادية، وبيع كثير من مقدرات الوطن.

كما أنه نتاج السير حديثا إلى الدولة البوليسية من ناحية العمل الشرطي والأمني وادارات الداخلية والتوقيف الإداري والكفالات والاقامات الجبرية المزعجة والتي لا تفرق بين مجرم متمرس ومجرم بالصدفة ولا تراعي لقول القضاء قولا، ونزع صلاحيات الإداريين المحليين والمحافظين ومديري الشرطة والأقاليم من التعامل المباشر مع المواطنين وربط الأمر بصورة مركزية صارخة مع الإدارة المركزية كوزير الداخلية ومدير الأمن العام، وكثرة التعديلات الحكومية، وعدم استقرار البرامج في التكليف والسير بالوطن، وعدم تقييم الأداء ومحاسبة المعتدين والمهملين والمقصرين، وعدم اتاحة الفرصة للصالحين من أبناء الأردن لتولي شؤون الادارة والادارات، وتهريب الاستثمار وتعقيده، وكثرة الضرائب وغلاء الأسعار، وعدم زيادة الرواتب وعدم الاهتمام بالعمال وتحسين ظروفهم ووجود استثناءات في التعيين والتوظيف، وعدم الانتباه لقطاع التربية والتعليم والصحة والأوقاف وخصختها وتمزيقها شر ممزق، وعدم الالتفافت إلى الشركات الأجنبية المبطنة التي تعيث في الأردن فسادا وتدار لحساب أردنيين مخفيين يعلمهم كثير من المواطنين ولا يرعون في مؤمن إلّا ولا ذمة ويأكلون مقدرات الوطن دون اهتمام بتشغيل ولا توظيف، وشركات أردنية حكومية كبرى يسرح ويمرح فيها مدراء متجذرون شاخوا وهلكوا وأهلكوا الكثير من العمال والموظفين وأفسدوا دون رقيب ولا حسيب، مؤاني أفسدت وأتلفت تشكل عصب حياة، ترفيعات وتنفيعات وسفرات ونفقات على غير الحق، سطو حكومي على جيوب المواطنين عبر فواتير الماء والكهرباء والطاقة، فرق أسعار وقود قاتل وظالم ولا سند له من الواقع أو القانون، طاقة متجددة في كل أرجاء الوطن دون أدنى فلس مردود تخفيف على الناس، طاقة تفرغ في التراب خوف الاستفادة منها، أصحاب شان خاص واعاقات ليس لهم مأوى أو معيل، كثرة متسولين، تهريب لأموال وودائع الأردن، مناطق بحاجة إلى تنمية، نقص في الخدمات، كثرة المطلوبين للديون وللصناديق الربوية ومنها الحكومية التي لا ترحم، نساء شريفات عفيفات ضربن على وجوههن ورؤوسهن في البيوت خوف الاعتقال والحبس من القروض والديون، أسواق مشلولة الحركة، تغول على قطاعات النقل دون هوادة، شركات ومحلات تقفل وتسافر إلى غير رجعة، ادارة مالية عمياء لا تقدم حافزا ولا اعفاء للتحصيل، أناس كثر يناشدون ليل نهار إلى عفو عام شامل يجدد المسيرة.

هناك الكثير الكثير أيها القائد الملهم، علمنا حقيقة واضحة للعيان لم يأتِ به فاسق ولم ينبئ بها كذاب..

هذا يا جلالة الملك غيض من فيض يودي إلى تركز الكراهية في نفوس أبنائك وبناتك الذين لا يجدون حيلة الا الدعاء، اسأل الله ان يوفقك إلى التدخل الفوري بحكومة إنقاذ وطني أو توحيد الإدارات والمرجعيات في شؤون البلاد كلها، ثقتنا بك أيها الراعي للمسيرة أن تصلك رسالتي هذه دون فلترة وأسأل الله أن لا يكرهك أبناء الاردن وان نلقاك حين نلقاك عند رب البرية عادلا تحمل كتابك بيمينك، وفقك الله ثانية لما يحبه ويرضاه.


* النائب المحامي غازي الهواملة بني حميدة / الطفيلة
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير