الجانب الآخر لفاجعة البحر الميت
الدكتور محمود المسّاد
جو 24 :
شكرا دولة الرئيس : لقد كشفت أن للفاجعة جوانب متعددة ،فإلى جانب وجوهها التي ارتبطت بحجم المصيبة وشدة الكارثة ومرارة الألم التي حلّت بالمجتمع الأردني وسلطاته المختلفة وبالذات على عوائل الشهداء رحمهم الله جميعا والمصابين شافاهم الله، فقد أكدّت أن للفاجعة جانب آخر يبزغ منه الأمل وتستنبت منه العبر والدروس ،حيث لم تكتف بالتنظير وتعديته إلى المساءلة وبالأخص المساءلة الأدبية والأخلاقية .
شكرا دولة الرئيس : لقد أسست لعهد جديد في الدولة الأردنية ،حيث اشتققت من المصيبة والكارثة ما يتمناه كل مواطن ،وألزمت به كل مسؤول بعد اليوم . فقد ربطت بين المسؤلية وما يحيط بها من تفكير قبل وفي أثناء تقلده لها والإلنزام الكامل الجاد بمهامها وتأكده من قدراته على أدائها على الوجه الأفضل، وبين المساءلة ليس فقط جانبها القانوني بل جوانبها الأخرى السياسية والأدبية والأخلاقية .وبهذا وضعتنا على خط الدول التي تحترم مواطنيها وتحافظ على حقوقهم جميعها.
لقد خسرنا فلذات الأكباد الذين نعزهم ولن ننساهم ، ولكن عوضتنا بالتأسيس لنهج جديد أتمنى أن لا ننساه نحن المواطنين مع مرور الوقت ، فقد أفهمت كل مسؤول بالدولة مهما كانت رتبة موقعه الوظيفي بأنه مسؤول عن قراراته وكل ماهو مطلوب منه ،وأنه يتحمل تبعات هذه القرارات بأشكالها جميعا القانونية وغيرها ما دام قبل هذه المسؤلية ، فضلا عن مساءلته من المسؤلين عنه ومن المواطنين ومن يمثلهم بعيون الرقيب اليقض .
نعم لقد خسرت وزارة التربية والتعليم وزيرا يحمل رؤية ولديه برنامج ويفعل أكثر مما يتحدث ،لكن ربح الوطن نهجا جديدا في معنى المسؤلية ومن يتحملها ولديه ما يؤهله للقيام بمهامها ويرعى تنفيذها وفقا لمتطلباتها ومؤشرات أدائها ومستعدا لتحمل تبعاتها الناجمة عن مضامين المساءلة في أثناء تأديتها وبعد ذلك.