لماذا يلام المواطن؟
لا أعرف لماذا لا تزال الحكومات تلوم المواطن عندما يُعبّر عن فقدان أمله بما تعلنه من خطط وبرامج مستقبلية، فالحالة التي يشعر بها المواطن ليست من صنع يديه وانما من السياسات الحكومية المتلاحقة.
لا يمكن تعميم تجربة حكومة على أخرى، الا أنه وللأسف فان التجارب السابقة للمواطن تدفعه الى عدم الإيمان بكثير من الخطط المستقبلية.
لوم المواطن أو حتى قادة الرأي في المجتمع، على عدم قناعتهم بجدوى كثير من الخطط الحكومية وجديتها في التنفيذ، أمر غير طبيعي بصراحة، ويدخل في باب التشكيك بالمواطن الذي صبر وتعب مع الحكومات السابقة، وفي النهاية وعندما يعبر عن عدم قناعته يتهم بأنه من «المتخلفين» ومن «واضعي العصي بالدواليب».
الأمر أبسط من ذلك، المواطن بحاجة الى أن يرى تقدما في وضعه المعيشي وفق مؤشرات على الأرض، وليست ضمن أوراق وأحلام، كما أنه لا يستطيع أن يصبر أكثر من ذلك، فهو الآن فعل كل ما عليه، ضريبة المحروقات في حدها الأعلى، أسعار الكهرباء في حدها الأعلى، أسعار الخبز تم رفعها، 63 % من دخل المواطن يذهب للبنوك.
هل هذا المواطن يمكن لومه، أم أنه يجب أن يشكر؟، وأمر محزن عندما يصل الأمر بمن يقول أن هناك من يضعون العصي بالدواليب، وكان من الأفضل لأي مسؤول حكومي أن يبدأ حديثه دوما بتوجيه الشكر للمواطن الأردني.
لا تطلبوا من المواطن الأردني، أكثر من ذلك، فلقد فعل كل ما عليه، والآن يأتي دور الحكومات لترد له جزء من الجميل، وهو أن يشعر حقيقية بتحسن في مستوى معيشته وتعليمه ومواصلاته وعلاجه، ويجب أن لا يضير أي حكومة تريد أن تعمل وتحقق وتنجز ما يقال عنها أو حتى أن يضيرها مستوى الثقة فيها، فهي المسؤولة على ترسيخ الثقة لدى المواطن وهي المسؤولة عن افقادها له.
المسميات ليست ضرورية «برنامج اصلاح» أو «النهضة» أو «خطة عشرية» أو برنامج وطني، لتسمه الحكومات بما شاءت، لكن ما يريده المواطن أن تكون هذه البنود حقيقية وقابلة للتنفيذ وتنعكس على حياته ايجابا، عندها سيتحقق الأمر الأهم في هذه المعادلة، وهو اعادة ثقة المواطن بحكوماته، وستتوقف «الملامة» بين الطرفين.