jo24_banner
jo24_banner

تصريحات فيصل الفايز للاناضول.. انقلاب على الثوابت الوطنية الاردنية والفلسطينية

باسل العكور
جو 24 :
عندما يقول رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز لوكالة الاناضول: "نحن معنيون بما يرضي الشعب الفلسطيني وهذا هو الأهم، إذا قبل الفلسطينيون بالحل نحن سنقبل بالحل وإذا لم يقبلوا فلن نقبل”، فإنه بلا شك يثير الكثير من المخاوف والهواجس و الاشكالات . فهذا الموقف الصادر عن رئيس مجلس الاعيان ان لم يكن السيناريو المتوافق عليه، فهو احد السيناريوهات التي طرحت، وفي الحالتين يكون الاردن الرسمي قد بدأ يتجاوب او للدقة يتصالح مع الاملاءات الامريكية والصهيونية، وهنا ندخل في مربع التفريط والانقلاب على ثوابتنا الوطنية والعروبية والتزاماتنا التاريخية المتعلقة بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني التوأم لشعبنا الاردني العظيم من شتى اوصوله ومنابته.

واذا كان الفايز يعبر عن نفسه في هذه التصريحات، فهو رأي نختلف معه جملة وتفصيلا، ولكننا بنفس الوقت نحترم حقه في التعبير عن رأيه، وهذا شأنه ، وهو بالمحصلة النهائية سيتحمل الكلفة الادبية والاخلاقية والتاريخية المترتبة على كل ما يقوله، اما اذا كان الفايز في هذه التصريحات يعبر عن دولتنا، فهذا يعني ان الاردن الرسمي ينوي ان يدخل في مواجهة مفتوحة مع الاردنيين كل الاردنيين والفلسطينيين ايضا على حد سواء.

إلى الآن لم يخرج اي مسؤول حكومي يقول ان ما صرح به الفايز لا يعبر عن موقف الاردن ، و يؤكد على ثوابتنا، ويعلن رفض الاردن صفقة القرن، بغض النظر عن مواقف دول المنطقة والدول الخليجية والسلطة الوطنية الفلسطينية، والسؤال الكبير هنا: هل بتنا نتوارى خلف الموقف الفلسطيني لنتهرب من تحمل تبعات التزامنا بثوابتنا الوطنية؟ هل بلغنا هذه الدرجة من الضعف والهوان؟ كيف نقبل ان نقرِن نحن موقفنا، بسلطة محاصرة غير مستقلة بقرارها السياسي والمالي والاداري والامني، ونحن الدولة الراسخة مكتملة الاركان؟ كان يفترض ان يختبئ الاشقاء في السلطة خلف موقفنا الصلب وليس العكس!

والمربك ان الحكومة صاحبة الولاية نظريا ، والتي ترسم السياسة الخارجية - ورغم التزامها الصمت بعد تصريحات الفايز - لم يصدر عنها الى الآن ما يشي بان الموقف من هذا الملف الاستراتيجي قد تغير قيد انملة ؟ فمن اين جاء الفايز اذا بهذا التأكيد ؟

اذا كان الفايز يريد بتصريحاته ان يقيس نبض الشارع، ويلقي بالونات اختبار، ويرى ما اذا كان الاردنيون على استعداد للتعاطي مع المشروع والتجاوب معه، فاننا نقول له: ان تصريحاته نشرت في اطار ضيق على وكالة الاناضول التركية، ولم يجرِ تداولها محليا كما يجب، وبذلك لم يكن هناك ردود فعل تكشف اتجاهات الرأي العام في هذه المسألة، ثم ان موقف الناس من هذه القضية ليس بحاجة الى قياس وبالونات اختبار وتمهيد وفرش، فلو بدا للناس اي تراخٍ حكومي في كل ما يتعلق بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني على ترابه الوطني وحقه بالعودة والتعويض واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف، فان قيامتهم ستقوم، وسيعلم عندها اصحاب القرار موقف الناس جيدا..

اليوم كان للملك تصريحات بدد بها الكثير من المخاوف، وكشف الالتباس الذي احدثته تصريحات الفايز، وذلك في الرسالة التي وجهها إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السفير شيخ نيانغ: أنه لا بديل عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أكد أن جميع النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية غير قانونية وغير شرعية، بما في ذلك عمليات مصادرة الأراضي وشق الطرق وهدم ممتلكات الفلسطينيين، وأن كل هذه الإجراءات الإسرائيلية المرفوضة والمدانة لا تُنشىء حقوقاً ولا ترتب التزامات، كما أنها تشكل عائقا حقيقيا أمام الوصول لتحقيق حل الدولتين.

موقف الاردنيين ثابت، تشبثهم بهويتهم مسألة حياة او موت، الفلسطينيون بدورهم لن يفرطوا بشبر واحد من ارضهم وحقوقهم الشرعية، و حلمهم باقامة دولة ناجزة قابلة للحياة، وامام هاتين الصخرتين تتهاوى كل صفقات الكون التفريطية، وتتكسر رؤوس اصحابها.. 
تابعو الأردن 24 على google news