«الواتس أب» القبيلة الأردنية الجديدة
إذا كان المسطح الازرق (الفيبسبوك) أردنياً ميدان من لا ميدان له، وإذا كان الأزرق التركوازي «التويتر» ميدان النخب، فإن الدائرة الخضراء» الواتس أب»، في الأردن وعبر نظام المجموعات هي حلبة القبيلة التي تتشكل في نظام مجموعات، ولهذه المجموعة التي هي أشبه بقبيلة، قيّم وشيخ يُضيف من يشاء ويخرج من يشاء من مجموعته، فتأتي الرسالة للجميع، فلان «غادر» أو أنت «غادرت» ولن تتلقى الرسائل من هذه المجموعة.
المجموعات الواتسية، في الأردن تتشكل في ازدياد، ومؤخراً تتجه المؤسسات الصحفية والتعليمية لتكوين مجموعات خاصة بافرداها تتواصل معهم عبرها، في ظلِّ تراجع الوسائل التقليدية، من مواقع الكترونية ورسائل اعلامية تنشر بصيغة مجلات بالية تحفل بصور الرؤساء أكثر مما تحتفل بانجاز المؤسسة، أو من خلال الرسائل الإعلامية التي ترسلها المؤسسات الأخرى بشكل تقليدي وأكثر بؤساً.
مع ذلك، لا غنى عن الموقع الالكتروني الذي يوظف كل التكنولوجيا الرقمية، فهو يبقى المزود الأساسي للروابط الخبرية والمقالات، ولكن الورقي الإعلامي للمؤسسات يجب أن ينتهى.
المهم اليوم أن «الواتس أب» في الأردن، يشهد تدفق العديد من البيانات والمقالات والبيانات والأخبار بصدقها وكذبها، والتي ترسل بشكل منظم عبر مجموعات أو أفراد، وهو يبرز النقد السياسي وأخبار الحراك الشعبي وينقل الفيديوهات والصور مع خاصية سحب الخبر قبل قراءته عند المرسل إليه.
البيانات المنقولة والتي هي سهلة التداول، تعزز فاعلية الحراك الشعبي، والمقالات الممنوعة وغير المنشورة أو المنشورة تجد طريقها بسرعة ودقة للقراء المختارين بعناية، أو المنضوين خجلاً أو بمحض إرداتهم، تحت إطار الجماعة «الواتسية». لكننا اليوم نستعين مؤسسياً عبر الواتس في وصول البلاغات والقرارات والتخلص من البريد الورقي.
الحكومات تتجه للخدمات الالكترونية بتسارع أيضاً وعبر تطبيقات عديدىة، لكن للأسف فإن ما يجري من استخدام للتواصل الاجتماعي لا يقع دوماً ضمن الفاعلية المؤسسية، بقدر ما يعني أحياناً المزيد من هدر الوقت، خاصة في المؤسسات والدوائر التي يحظى كل موظف فيها بجهاز حاسوب على سطح مكتبه.
بالعودة إلى استخدام «الواتس أب» بكثافة وعبر مجموعاـت خاصة، ومغلقة، فإنه بات يتحول إلى شبه جريدة خاصة، لكنه أحياناً ما يخرج عن الهدف المخصص له، فتبدأ التحذيرات بعدم نشر الشخصي عبر القروب وتبدأ الخلافات في ضرورة عدم المس أو التعرض للذوات، أو فرض الرأي الشخصي على المجموعة، فيحدث أن تقرأ رسالة من أيقونة القبيلة فلان «غادر». وقد يجري اتصال خارجي وخاص بين رئيس المجموعة، وينجح في ثني المغادر عن مغادرته، فيعود الترحيب بفلان من جديد بعد جاهة واتسية الكترونية كبيرها عقيد المجموعة، وفي حال النجاح باستقطاب رجل من صنف معالي أو باشا سابق أو أسبق، تنهال الترحيبات بالاضافة النوعية، ويكثر النفاق والاندلاق.
إنها المعاني الاجتماعية التقليدية، التي تنتقل من الفضاء الواقعي إلى الفضاء الافتراضي، وتبدو أحيانا أشبه بحزب او جماعة منظمة!