الجراح طلب نقله قبل وفاته بيوم..
عبدالناصر الزعبي- اجتمعت عشائر المزار الشمالي في محافظة اربد بعد صلاة المغرب ليوم الاثنين في ديوانها بالمزار، حيث امتد الاجتماع الى ساعات متأخرة وضم اعدادا كبيرة من شيوخها ووجهائها وشبابها تباحثوا خلاله مستجدات وتداعيات حادثة مقتل ابنهم الشهيد الشرطي ابراهيم الجراح.
وقرر المجتمعون إمهال الحكومة حتى مساء الخميس لتشكيل لجنة قضائية محايدة ومستقلة للتحقيق بمقتل الشهيد الشرطي ابراهيم محمد يوسف الجراح. ومحاسبة كل المقصرين من تاريخ التبليغ عن فقدان الشهيد وحتى وصول جثمانه الى مستشفى بديعة للتشريح.
وبحضور المئات من اعضاء الاخوان المسلمين وعشائر الدقامسة والزعبية وحقوقين ونقابيين وحراكات شبابية وشعبية بالاضافة الى وجهاء ومواطني لواء المزار الشمالي بكافة اطيافة وعشائره.. وجه المجتمعين سؤالا للحكومة فيما انه لو ثبت ان الوفد الاسرائيلي هو من قتل الشهيد الشرطي الجراح فمن سيتولى جلب هذا الوفد المجرم ؟!
واستنكر الحضور الاهمال الشديد والتقصير بحق الشهيد الذي استمر من لحظات التبليغ حتى زيارة مدير الامن العام لمضافتهم، واستهجنوا ترك جثة ابنهم ليومين حتى تم تأمين الوفد الاسرائيلي.
ولوح الشباب المجتمعين بانهم سيقومون باجراءات تصعيدية اذا تأخرت الحكومة في الرد المناسب. وقالوا إن الدولة ستعجز عندها عن احتواء تصعيداتهم، وان الاعتصام القادم سيكون في المعبر الشمالي وليس في المزار.
واعتبر الحضور ان هذه القضية لا تقف على حدود واعتاب المزار بل هي قضية عروبية وقضية شرف وأمة. ودعوا المنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان الى دعم قضيتهم العادلة والوقوف الى جانبهم.
وتحدث النائب محمد سليم الشرمان عن توجهه لاستجواب الحكومة تحت القبة ومسائلة رئيس الوزراء . وبين ان الشهيد اتصل به قبل وفاته بيوم مطالبا اياه بنقله الى وحدة اخرى غير التي كان يعمل بها. واوضح النائب انه وصلت لهاتفه الشخصي رسالة نصية من هاتف الشرطي الشهيد تحمل اسمه ورقمه العسكري كي يبدأ بنقله.
وشدد الحضور على مطالبتهم في أقالة مدير الأمن العام واصروا على تقديم اعتذار من رئيس الوزراء للتقصير الذي جرى مع ابنهم الشهيد وللاساءة التي حصلت بحقهم وتوافقوا جميعا على تشكيل لجنة مستلقة للتحقيق بوفاة الشهيد الشرطي ابراهيم الجراح.
خال الشهيد الدكتور جهاد محمد الجراح وهو يعمل في الجامعه الاسلاميه اثار مفاجأة بإعلانه عن أن جهة تنفيذية - رفض تسميتها لكنه اكد انها تنفيذية وليست امنية- اتصلت به وطلبت منه نقل رغبتها بالتعاون معه لكشف الحقيقة واصلاح الامور شريطة اعطائهم مهلة حتى آخر الأسبوع الحالي لتقدم لهم كافة مطالبهم ومطالب ذوي الشهيد، مهما كانت، ومنها اعتبار الشرطي شهيد وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وتقديم اعتذار عما بدر من اساءة من قبل بعض المسؤولين مما أثار حفيظة عشائر المزار.
وفي نهاية الاجتماع اتفق الحضور على تشكيل لجنة من عشائر المزار للتواصل مع المسؤولين حول قضية الشهيد الجراح ومحاسبة المقصرين من الاجهزة الامنية. وطلبوا من القوات الامنية بفك حجز ابناء عشيرة الجراح وتم الاتفاق مع "احرار المزار الشمالي" ان يعطوا الحكومة مهله لأخر الاسبوع.
ومن جهة أخرى طالبت اللجنة "العليا لحماية الوطن" بفتح تحقيق نزيه بوفاة الجراح وجاءت مطالبتها في تصريح صحفي اعلنته مساء الاحد أول من أمس.. حيث عقدت اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع اجتماعها الدوري، وبعد التداول في القضايا المدرجة على جدول الأعمال، خلص المجتمعون إلى اعلان عدد من القرارات خصت فيها موضوع حادثة مقتل الشهيد الشرطي الجراح بالبند السادس من بيانها الصحفي الذي جاء حسب النص التالي: ((نظراً لتضارب المعلومات حول طبيعة وفاة الرقيب في الأمن العام المرحوم ابراهيم الجراح، واحتمالية وجود شبهة جنائية من صهاينة زاروا المنطقة، والحديث عن ملابسات لهذه الوفاة، فان المجتمعين يطالبون بتحقيق نزيه في هذه الواقعة، يهدئ الخواطر، ويكشف السبب الحقيقي في وفاته. وفي الوقت ذاته يطالب المجتمعون وزارة الداخلية بعدم تعريض حياة رجال الأمن العام من خلال حملهم على مرافقة السياح الصهاينة، الذين يحرصون على التجول في مناطق ليست سياحية، وربما تخفي وراءها أهدافاً وتخدم مصالح العدو.))
الشيخ محمد الدقامسة الثمانيني الذي ترأس وفدا من ابناء عشيرة الدقامسة وفي خطبة مطولة ذكر ان ما حدث مع ابنهم الجندي الدقامسة فيه من المفارقات والمقاربات مع حادثة مقتل الشهيد الجراح ما يفضي الى ان الوفود الاسرائلية لا تأتي للسياحة فقط ،مستفهما عن امر خطير يخبئة اليهود من الزيارات المبهمة والمعتم عليها للاردن..
وقد جاء هذا الاجتماع على خلفية احداث احتجاجية قام بها شباب المزار الايام الماضية حيث توجه كبار وشيوخ عشائر المزار لبحث قضية الشهيد والوقوف على مجريات الامور لاتخاذ قرار جماعي توافقي، بعيدا عن حماسة الشباب التي قد لاتحتاج إليها المزار -بحسب تعبيرهم- الا اذا استعصى الامر عليهم وتعنتت الحكومة.
ويذكر انه سبق هذا الاجتماع بايام اجتماع اخر تبنى نفس المطالب. وكانت مجموعة من الشباب قد كونت حراك الشهيد الجراح.
ومازالت ملابسات حادثة مقتل الشهيد الشرطي ابراهيم الجراح في تفاعل يتمخض عنه تأكيدات الغدر بالجراح، حيث بين خبير من متقاعدي الدفاع المدني ان حكاية وجود جثة الشهيد الجراح واقفة في الماء كما شاهدها المنقذون واخوته وابناء المزار الذين وصلوا، تفسيرها العلمي ان رئيتيه مليئتين بالهواء، وهذا يعني ان موته كان خارج الماء وليس غريقا، بحيث انه لو مات غريقا لامتلأت رئتاه بالهواء ولغرق منبطحا او مقلوبا، الا انه بقي واقفا لان رئتيه مليئتين بالهواء فاعتلت بجسمه وقوفا.
واشار الخبير الى معنى امتلاء رئتيه بالهواء انه قتل خارج الماء وبقي الهواء حبيسا برئتيه.. وهذا التفسير العلمي لوقوف جثة الشهيد بالماء يؤكد ان الشهيد الجراح قتل خارج الماء ثم القي فيها.
وجرى اثناء الاجتماع اغلاق مدخل المزار الشرقي المؤدي الى بلدة صمد باشعال الاطارات ورمي الحجارة والصخور في حرم الطريق. وتوجهت قوة امنية للمكان رافقتها تشكيلة من الدفاع المدني التي اطفأت الاطارات المشتعلة وازالت الحجارة عن الطريق.