مجزرة نيوزيلاندا الإرهابية.. لا نريدها حربًا دينية!
ارهابي نيوزيلاندا وثق جمعة سوداء، 48 شهيدا نساءا ورجالا في جريمتين ارتكبتا في مسجدين بمدينة «كرايست « في جزيرة «ساوث آيلاند».
بالتأكيد الحادثة على بشاعتها وشدة الإجرام فهي امتداد لحرب هوياتية متطرفة يتأجج نفوذها في العقل الغربي . فالاهاربي الابيض خارج من عباءة ترامب، واليمين المتطرف، موديل في الايدولوجيا السياسية الذي يريد أن يفرض على العالم وجها جديدا للصراعية بين الحضارات والامم والشعوب.
ولمن تابع الواقعة الإرهابية، فإن شاشات العالم : العربي والغربي تفاوتت في التعاطي مع الواقعة المروعة التي انتشرت صورها سريعا. من وصفها باعتداء ارهابي، وشاشات وصفتها بهجوم مسلح «الحرة الامريكية «، وكذلك الجزيرة والعربية وصفت الحادث بالهجوم المسلح. فيما وصفت ال بي بي سي البريطانية الحادث بالارهابي، و»روسيا اليوم» وصفت الحادث بالارهابي البشع والاجرامي، وهي نعتها للحادث الأليم قفزت على الاعلام العربي قبل الغربي غير المحايد.
تشتت في المصطلحات والعبارات والتوصيف وسط غياب اي إدانة رسمية وسياسية ودينية غربية للحادثة الأليمة إلا من البعض. وما هو لافت في تتبع ردود الفعل الغربية تسريب بيانات تعيد سرد أن القاتل ينتمي الى الطبقة العاملة، وأنه قرر اتخاذ موقف لأمان مستقبل مجتمعه وشعبه، وأتى بالانتقام من مئات القتلى الذين سقطوا على الاراضي الاوروبية على مدى التاريخ، «من سرديات الاستعمار الاوروبي، ولا وعي اليمين الاوروبي الحالم في عصور الاستعمار الغربي «.
الواقعة الارهابية عرض مسرحي لارهاب غربي لا ينقطع. رغبة يمينية غربية في تحويل العالم الى جحيم، حرب عالمية ثالثة على طريقة ترامب، «أنا والآخر هو الجحيم والعدم والموت «. هستيريا العالم الجديد، ونقف كجمهور متفرجين على ما ستسفر عنه حروب لعينة، والعالم يبرر القتل والاجرام والارهاب، جنون وانفصام لم يترك مساحة للحكمة والعقل والرشد في العقل الانساني.
فاشية سوداء تجعل من ترامب نجما أوحد في خيال الغرب. هتلر جديد، ألم تكن أفكاره تتربع على عقول الشباب قبل أن تتحول الى ماكينة للقتل والتدمير والحرب في أوروبا والعالم ؟ هي ذات الطرق التى أدت الى الوصول للكارثة. أسئلة لو تستبدل باجابات فان العالم لن ينقاد الى جحيم كارثي.
السياسة في النظام العالم الجديد «الترامبي» تحولت الى أيدولوجيا «لعبة أمم» تطل برأسها كل مئة عام، زمن دائري، يدور دورته لا حركة للأمام وتطورية، وإن تغيرت الوجوه والاشكال والاقنعة، فاكثر ما يبدو أن العالم ينقاد نحو حرب عالمية كونية ثالثة.
الدستور