عرب فلسطين 1948 بين الصديق الجاهل والعدو القاتل (17)
عبدالله حموده
جو 24 :
كتب سالم أبومديغم في شباط 2002 تقريراً طويلاً عن سابقة قامت بها دولة الكيان الصهيوني حيث قصفت بالسمّ الأرض المزروعة وطلاب المدارس. وقال هذا الكاتب عن هذا العمل البشع أنه مكمل للتحريض الدموي الذي أعلنه الوزير العنصري "ليبرمان" ضد عرب النقب. وقال: "بعد أن استعملت جميع الوسائل اللاإنسانية تجاه أهل القرى الغير معترف بها، قامت (إسرائيل) بدوائرها الممثلة بدائرة أراضي إسرائيل الدوريات الخضراء، ومديرية البدو صباح يوم الخميس 14/2/2002 بإبادة أكثر من (12000) دونم من المحاصيل الزراعية التابعة لعرب النقب في القرى غير المعترف بها والبلدات المعترف بها مستخدمة الطائرات التي قامت برشّ المواد الكيماوية السامة بحجة أن عرب النقب قاموا بالاستيلاء على أراضي الدولة !!!!"
عمليات الإبادة بدأت من أراضي العراقيب والفخار جنوبيّ مدينة رهط حتى قرية عوجان غير المعترف بها، لتطال قرى المكيمن، أم بطين، خريبة الوطن، القرين، سعوه، عبده غير المعترف بها دون الأخذ بعين الاعتبار سلامة المواطنين خاصة الأطفال والنساء الحوامل والشيوخ وطلاب المدارس الذين تعرضوا لعمليات الرش كما حصل لطلاب مدرسة الأمل الواقعة في قرية خريبة الوطن.
هذا العمل البشع يأتي في إطار محاولة السلطات الإسرائيلية المتكررة لنزع ملكية عرب النقب عن أراضيهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم قبل قيام (إسرائيل) نفسها والتي استعملت جميع وسائل الهدم والقلع، والحرمان لأبسط الحقوق الإنسانية في مجال الخدمات لأهل القرى غير المعترف بها في النقب، الذين بقوا شوكة في حلق كل من ظن النيل من صمودهم وبقائهم في قراهم وعلى أراضيهم.
مديرية البدو التي أعدت العدة مسبقاً لهذه الجريمة النكراء لم تستجب لمطلب المجلس الإقليمي ومؤسسة عدالة ومؤسسات حقوق إنسان أخرى، إلى عدم تنفيذ هذا المخطط البشع، مدعية أنه لا علاقة لها بهذا الموضوع على عكس ما تم الكشف عنه في الصحف والذي أكد أن المديرية، دائرة أراضي (إسرائيل)، ووزارة الزراعة تعملان على بناء خطة لإبادة المحاصيل الزراعية لعرب النقب.
مديرية البدو الصهيونية معروفة بعدائها المستميت لأهلنا في القرى الغير معترف بها وأصحاب الأراضي من البلدات السبع الذين رفضوا جميعاً أي مساومة على أراضيهم أو الرحيل من قراهم والانتقال إلى بلدات الفقر السبع، الأمر خيّب مهام هذه المديرية التي وُجدت لسرقة أراضي البدو العرب عن طريق المراوغات والهدم والترحيل.
نهدي هذا الكلام لكل الذين عملوا اتفاقيات مع العدو الصهيوني (كامب ديفيد، أوسلو، ووادي عربة).
هذه هي طبيعة العدو التي لن تتغير.