رواق البلقاء يصدر كتابا بعنوان العقبة وادي رم

يسعى الفنان خلدون الداوود في كتابه الذي صدر حديثا على هيئة مجلد ، عن رواق البلقاء بعنوان العقبة وادي رم ، تدوين الجمال ونشر الثقافة البصرية، والمساهمة في زيادة الوعي بأهمية السياحة الثقافية.

ويرى أن الثقافة السياحية لها حضورها الذي لا يتوقف عند الأماكن السياحية ، بل يتصل بالجوانب الحضارية والتاريخية والثقافية التي تحمل رسالة الأردن إلى العالم حيث تنبع أهمية الكتاب بالتعرف على المكان والمنجز القديم الذي تحقق في أركانه متشابكا مع الإبداع الحديث الذي يجسده فنانون أردنيون وعرب شعراً وموسيقى وفوتوغرافيا وتشكيلا.

يستهل المجلد الذي وقعت مقدمته باسم أسرة الرواق محتفياً ، بالجمال الباذخ لعناق الماء والصحراء ,عنواناً لموضوع اللوحات التي اشتمل عليها الكتاب، ولمعنى مجاورة العقبة ووادي القمر في الماء بزرقته والرمل بنقاء صفرته.

يقول المؤلف إنه على مدار أكثر من ربع قرن، أخذ رواق البلقاء على عاتقه الاحتفاء بالمكان الأردني بكل تفاصيله وجمالياته وعمق تاريخه وتنوع جغرافيته، لكنه يأخذ جانبا للتعريف ب (المثلث الذهبي ) -البترا والعقبة ووادي رم - .

تقول مديرة مشروع الكتاب سهى الداوود : إن الكتاب طبع في ست لغات , وبنص التشكيلي الشاعر محمد العامري ولوحات فنانين أردنيين وعرب، حيث يمثل محطة مهمة في مسيرة (الرواق) للتعريف بالمكان وجمالياته، ويقوم على قراءة لتجاورات المكان وتجليات الجمال وتنوعه في اللون بين الأزرق والماء في العقبة، وما يحيط بها من نخيل، والأصفر ودرجات الترابي وما يظللها من فضاء وقراءة للمحيط البشري والنباتي.

وعن الكتاب والمدينة والشعر، يقول العامري:إن المشروعات الثقافية والحضارية التي يشرف عليها رواق البلقاء وينفذها بحرفية عالية مشروعات متفردة وتغذي المكتبة الوطنية بمادة ثقافية عن الأمكنة الأردنية المتميزة .

وبين أن الكتاب يجمع بين الفعل الثقافي والميثولوجي والسياحي، مشفوعا برسومات عن العقبة لمجموعة من الفنانين الأردنيين والعرب والأجانب، وسبق للرواق أن نفذ مشروعات مشابهة منها كتاب البترا وحوار الأنهر وسكة الحديد الحجازية.

وتأتي أهمية هذا المشروع الذي كتب تمهيده العلامة ناصر الدين الأسد، ومقدمته التاريخية الدكتورة هند أبو الشعر، بانه يوثق المكان جماليا وتاريخيا ويعكس الأهمية التاريخية لحاضرة العقبة وجوارها ، ويعمل الرواق على انجاز مشروع آخر عن مدينة مادبا خلال هذه السنة .

ويشتمل الكتاب الذي شاركت بدعمه مؤسسات مختلفة على لوحات ولقطات فوتغرافية ونقوش وأعمال فسيفساء ومنحوتات وأعمال رمل وآثار وصور لوجوه ونباتات ولقطات من حياة الناس في العقبة ووادي رم ونقود قديمة وأعمال تركيبية وصور لمجوهرات استعارت بيئة المكان البحرية والصحراوية.

كما يشتمل على جزء من أعمال ورشة نظمها الرواق في العقبة شارك فيها الفنانون: محمد العامري، إبراهيم الخطيب، غاندي الجيباوي، حسين نشوان، فادي الداوود، لؤي الداوود، وشادي الداوود، وعدد من الفنانين العرب، منهم: فرغلي، بهجوري، هيثم عبد الحفيظ من مصر، عتاب حريب من سوريا، وهاني دلة من العراق .

المؤرخة والباحثة الأكاديمية هند أبو الشعر تحدثت في دراسة علمية تضمنها الكتاب بعنوان: (ايلة مملكة المرجان وشواطىء الشمس) عن الموقع والجغرافيا والمدينة عبر العصور وأهميتها الاستراتيجية والتجارية والسياحية والثقافية.

تقول أبو الشعر: تختصر ايلة سيرة العصور التاريخية التي تربط الجغرافيا بعبقرية الإنسان، فرأس الخليج المطل على ساحل البحر الأحمر يربط حضارات ( بلاد الشام ومصر وشبه الجزيرة العربية ) معاً، ويقبض على عنق البحر الأحمر الذي تختصر سيرته تاريخ التواصل البشري عبر العصور , فعبر هذه الحضارات مرت جذور المدنية والمعرفة ومنارات الأديان، وتواصلت الجماعات والدول والحضارات، ومن هنا تبدأ سيرة ايلة عبر العصور.

يشار الى ان المؤلف سيوقع الكتاب الذي يقع في 700 صفحة من القطع الكبير في حفل يقام بعد غد في العقبة. بترا