الشعب يريد (شده من اذانه)؟!
صالح عبدالكريم عربيات
جو 24 : في كل يوم تزداد القناعة لدي ان الامريكان شعب لا يأخذ (كرامة) لأي بني ادم.. فمن يتخيل منكم ان كريستوفر كولومبس اكتشف القارة الامريكية الشمالية عام 1492 ولولاه لما كانت هناك امريكا ولا بطيخ (مسمسر).. ومع ذلك لم نسمع طوال حياتنا عن تولي احد من الـ (كولومبس) الكرام منصبا حكوميا رفيعا في امريكا كرامة لهذا المكتشف.. مع ان كولومبس لو اكتشف (زقة) في الاردن لما غاب احد منهم عن التشكيلة الحكومية منذ تشكيل اول حكومة وحتى الان، وبكل تأكيد ستكون رئاسة مجلس الاعيان من نصيبهم لاربع دورات متتالية..
اما في اسكتلندا فقد اخترع (جراهام بيل) جهاز الهاتف وهو اعظم اختراع مر على البشرية.. ومع ذلك لم نسمع ايضا عن وجود موظف درجة عليا من الـ (بيل) الكرام في وزارة الاتصالات الاسكتلندية تكريما لهذا المخترع.. مع ان جراهام لو اكتشف فقط
( ك?ر تلفون) في الاردن لكانت وزارة الاتصالات ووزارة الصناعة وغرفة الصناعة التجارة وثلاثة اعيان من نصيب الـ (بيل) تكريما لاكتشافهم (الك?ر) ..
تخيل ان مكتشف الذرة هو البريطاني (جون دالتون) ومع ان الذرة هي اعظم اكتشاف علمي استفادت منه الدول والشعوب الا ان الـ (دالتون) انطمسوا بعد هذا الاكتشاف فلم نسمع عن تعيين احد من ابنائهم لا في مختبرات مؤسسة المواصفات والمقاييس، ولا في مختبرات وزارة الصحة تكريما لهذا المكتشف.. مع ان جون لو اكتشف (سمونة) في الاردن لكان لديهم الان على الاقل عشرة امناء عامين وثلاثة سفراء ونائب رئيس وزراء وعين وثلاثة بشاوات في الاجهزة الامنية المختلفة تكريما له..
(ناوتو كان) هو رئيس الوزراء الياباني.. يستطيع هذا الرئيس وبكل سهولة ان يزرع ابناء(كان) الكرام في كل مفاصل الدولة اليابانية دون ان يتم تمييزهم او اكتشافهم نظرا للتشابه الشديد بين اليابانيين.. لكن، ومع ذلك لا يمكن ان تجد مأمور مقسم من الـ (كان) قد جاء بتوصية شخصية منه.. بينما في الاردن حصة رئيس الوزراء الاردني في التعيينات تكاد تكون متساوية مع حصة ديوان الخدمة المدنية..
مرورا بالقارات الست، وعلى مدى عقود من الزمان من النادر جدا ان تجد مسؤولا حكوميا تصادف وجوده مع وجود احد من ابناء عمومته في موقع مسؤولية اخر..
بينما في الاردن بات لا يخفى على احد مهزلة (التعيينات) في المناصب العليا في اجهزة الدولة المختلفة ..
من يتابع وسائل الاعلام هذه الايام يكتشف ان اغلب مسؤولي الدولة هم من عشيرتين او ثلاثة على الاكثر، ولا بأس في ذلك طالما هم من اهل الكفاءة ..
لكن، ان تشعر الدولة بالحرج من وجود اثنين او ثلاثة او اربعة من كبار مسؤولي الوزارة ومن ثم تريد نقل بعضهم منعا لهذا الاحراج ..
هنا نكتشف ان وجود هؤلاء كان مبنيا على روابط الدم، وليس مبنيا على معايير الكفاءة..
المسؤول الحكومي الذي يأتي (ليزرع) ابناء عمومته ومعارفه واصدقائه وانسبائه وابناء الجيران في مناصب الدولة العليا دون ادنى اعتبار لمعيار الكفاءة والتنافس وحقوق الغير، وكأننا في مزرعة اللي (خلفه) ولسنا في دولة..
الشعب يريد (شده من اذانه) على مكافحة الفساد؟!
s.arabeyat@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)
اما في اسكتلندا فقد اخترع (جراهام بيل) جهاز الهاتف وهو اعظم اختراع مر على البشرية.. ومع ذلك لم نسمع ايضا عن وجود موظف درجة عليا من الـ (بيل) الكرام في وزارة الاتصالات الاسكتلندية تكريما لهذا المخترع.. مع ان جراهام لو اكتشف فقط
( ك?ر تلفون) في الاردن لكانت وزارة الاتصالات ووزارة الصناعة وغرفة الصناعة التجارة وثلاثة اعيان من نصيب الـ (بيل) تكريما لاكتشافهم (الك?ر) ..
تخيل ان مكتشف الذرة هو البريطاني (جون دالتون) ومع ان الذرة هي اعظم اكتشاف علمي استفادت منه الدول والشعوب الا ان الـ (دالتون) انطمسوا بعد هذا الاكتشاف فلم نسمع عن تعيين احد من ابنائهم لا في مختبرات مؤسسة المواصفات والمقاييس، ولا في مختبرات وزارة الصحة تكريما لهذا المكتشف.. مع ان جون لو اكتشف (سمونة) في الاردن لكان لديهم الان على الاقل عشرة امناء عامين وثلاثة سفراء ونائب رئيس وزراء وعين وثلاثة بشاوات في الاجهزة الامنية المختلفة تكريما له..
(ناوتو كان) هو رئيس الوزراء الياباني.. يستطيع هذا الرئيس وبكل سهولة ان يزرع ابناء(كان) الكرام في كل مفاصل الدولة اليابانية دون ان يتم تمييزهم او اكتشافهم نظرا للتشابه الشديد بين اليابانيين.. لكن، ومع ذلك لا يمكن ان تجد مأمور مقسم من الـ (كان) قد جاء بتوصية شخصية منه.. بينما في الاردن حصة رئيس الوزراء الاردني في التعيينات تكاد تكون متساوية مع حصة ديوان الخدمة المدنية..
مرورا بالقارات الست، وعلى مدى عقود من الزمان من النادر جدا ان تجد مسؤولا حكوميا تصادف وجوده مع وجود احد من ابناء عمومته في موقع مسؤولية اخر..
بينما في الاردن بات لا يخفى على احد مهزلة (التعيينات) في المناصب العليا في اجهزة الدولة المختلفة ..
من يتابع وسائل الاعلام هذه الايام يكتشف ان اغلب مسؤولي الدولة هم من عشيرتين او ثلاثة على الاكثر، ولا بأس في ذلك طالما هم من اهل الكفاءة ..
لكن، ان تشعر الدولة بالحرج من وجود اثنين او ثلاثة او اربعة من كبار مسؤولي الوزارة ومن ثم تريد نقل بعضهم منعا لهذا الاحراج ..
هنا نكتشف ان وجود هؤلاء كان مبنيا على روابط الدم، وليس مبنيا على معايير الكفاءة..
المسؤول الحكومي الذي يأتي (ليزرع) ابناء عمومته ومعارفه واصدقائه وانسبائه وابناء الجيران في مناصب الدولة العليا دون ادنى اعتبار لمعيار الكفاءة والتنافس وحقوق الغير، وكأننا في مزرعة اللي (خلفه) ولسنا في دولة..
الشعب يريد (شده من اذانه) على مكافحة الفساد؟!
s.arabeyat@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)
تابعو الأردن 24 على 
