jo24_banner
jo24_banner

حتى لا ننسى الطفلة نيبال!

فارس الحباشنة
جو 24 :

الشتاء في فصوله الأخيرة، والحرب مع برده القارص تنشط في الذاكرة الايام ، وتحشد مشاعر ثقيلة. حادثة مقتل الطفلة نيبال في الزرقاء، نوع جديد من القتلة، مجرم مراهق، أقدم على قتل طفلة عمرها 3 سنوات بطريقة بشعة، واختفت الجريمة لنحو 3 ايام، ولولا تيسير القدر ما جرى العثور على القاتل ولا اكتشاف الجريمة، وفك لغز اختفاء الطفلة.
القاتل، مسجل بحقه 12 قضية جرمية، ومن اصحاب الاسبقيات، وكان موقوفا قبل أيام من الجريمة على ذمة قضية سرقة. نوع غريب من المجرمين، القاتل لم يبلغ سن الرشد وسجله الشخصي يفيض بالجرائم والاسبقيات، فما بالكم لو أنه زاد في العمر عامين أو ثلاثة ؟ فماذا كان قد قضى من جريمة أشد بشاعة ولعنة وسوداوية؟
في جريمة نيبال المجتمع هو الضحية. جريمة لربما هزت مشاعر ووجدان الأردنيين، وتصدرت الاهتمام العام، لبشاعتها وغرابتها على الأردنيين، ولكنها لربما مسبوقة إذا ما عدنا الى السجلات الجرمية. والاهم أن الجريمة على طريقة الافلام» الاكشن « والتي لم تعد تحتاج الى الذهاب الى السينما. تصل الى البيوت دون حماية وتتسرب الى لا وعي مراهق مذعور وخائف ومفصوم من الحياة، ومرعوب من المستقبل.
الجريمة في الأردن بلا عواطف ومشاعر، ولربما أن المجرمين يتفننون في الإجرام، ما عاد الاجرام الأردني على النمط القديم قليل من العنف والاميل الى هوجات موسمية، وقلما يكون الدم رفيقا للجريمة ، ولكن اليوم نحن أمام جرائم بنهايات مختلفة عنيفة وقاسية على مشاعرالأردنيين، جرائم تراكم ضحايا وقتلى ومصابين ومشوهين ومشردين وغيرهم.
المزاج العام يتفنن في العنف والاجرام على اشكال مختلفة من جريمة الزرقاء الى جبل النصر وما سبقها من جرائم بشعة خارجة عن صندوق الجريمة الأردني. الانتحار ما عاد مثيرا بصريا ونفسيا، وليس مجرد احتجاج على فشل وعجز ونقص في الحاجة، قصص كثيرة نطالعها يوميا في الاعلام، وفي الاونة الاخيرة يتصدرها عاطلون عن العمل يختصرون طرق التعبير عن مظلمتهم المعيشية باللجواء الى الانتحار دون مواربة ولا خوف.
في العقبة ومعان عرات اعتلوا ابراج الفوسفات مهددين بالانتحار، واردوا أن يرسموا مشهدا قاسيا على ذاكرة المجتمع والحكومة غير القادرة على توفير فرصة عمل لشاب، الانتحار قوة في مواجهة جبروت الاقوياء.
عودة لقضية طفلة الزرقاء فيبدو أن خزان الجرائم لا ينفد في المجتمع . وأنه يحمل صورا وأشكالا لجرائم غير مسبوقة في بلادنا، نفوس هائجة ومطحونة ومريضة لا تعرف كيف تنظر الى الحياة ؟ فكما هي جريمة النصر عندما قتل «ضم القاف « وقطع بسكاكين بعد الاعتداء جسديا عليه، جريمة خلفت أسئلة عن بشاعة الاخلاق والقيم في مجتمعنا.
الجريمة تنسحب الى المجال العام بامتدادات مربعة، والحديث عن خطف الاطفال يتسع في مدن كثيرة، وعلى مرمى مسامعنا 3 حوداث خطف اطفال مازالت قيد البحث والتحقيق، والحبل على الجرار. مخابئ الجريمة تغادر مساحتنا التقليدية وتغادر الى ما هو أوسع أو رحب لتبحث عن تشققات وانهيارات كبيرة وصغيرة في المجتمع، ولتصعد الى الاعلى لتكون عنوانا عريضا لجرائم متوقعة وأخرى يخفيها القدر.

 
تابعو الأردن 24 على google news