أردنة الضفة.. طرح عبثي ومدخل لتصفية القضية الفلسطينية
فراس الصمادي
جو 24 :
عندما يكون عنوان المرحلة التصدي للمخطط الصهيوني لتصفية الحقوق الفلسطينية والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني على حساب الدولة الأردنية وشعبها وهويتها الوطنية لتكون بديلا للحل وللحقوق الفلسطينية، يصبح عنوان "أردنية الضفة" في هذه المرحلة طرحا عبثيا وعنوانا للتبرير ومدخلا للقبول بما سيعرض لاحقا كخطة سلام لما تبقى من الضفة الغربية وتوطين اللاجئين والتعويض وتبادلا للأراضي وطريقا التفافيا لتبرير عنوان رفض الوطن البديل والتوطين بالقبول بوطن ودولة واحدة أو أي صيغة أخرى شكلا وحدوية وجوهرا تصفية للقضية الفلسطينية.
ما هو مطلوب الأن هو وحدة الموقف بين الشعبين الأردني والفلسطيني على قاعدة مقاومة الحلول التصفويه وإجهاضها والتصدي لها بالتمسك بالحق الفلسطيني والهوية الفلسطينية والهوية الوطنية للدولة والشعب الأردني. أي حديث عن أردنية الضفة الغربية لا يكون إلا على قاعدة التحرير أولا للأرض وإلغاء اتفاق أوسلو ووادي عربة وإعلان وحدة الموقف الأردني والفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينية والعربية.
تصدير أزمة الحلول المقترحة على حساب الأردن سينعكس لاحقا صراعا في مواجهة تيار الحقوق المنقوصة الذي يسعى أيضا لمصادرة التمثيل الفلسطيني وتيار يرفض ذلك ويعتبر ان الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية هو المعني الأول والأخير بأي حل سواءا قبول أم رفض دون أي تدخل أو وصاية من أي طرف ،وتيارا أخر يرى ان الشعب الفلسطيني وقواه معني بالحل ويطالب بدعمه وتثبيت صموده برفض أي حلولا تهدف لمصادرة هويته ورفض أي خطوة يمكن ان تبرر كعنوانًا للتوطين والقيام بالخطوات اللازمة لتثبيت هذا الحق وسحب أي مبررات يمكن ان تساهم بإضعاف المواجهة مع الكيان الصهيوني أو إحداث خللا في بنية الدولة الأردنية وهويتها الوطنية.
الطرح العبثي الأن لأي عناوين جدليه دون حوار ووحدة موقف يسهم بالضرورة في خدمة الكيان الصهيوني وطروحاته لتصفية القضية الفلسطينية ويشق وحدة الصف الوطني سواءا كان ذلك بحسن نية أو نزعة وحدوية أو جهلا وسوء مقصد.