مقويات
الفياجرا لربما تكون من أكثر الادوية التي يستهلكها الكثير الى جانب « باندول و اسبرين و رنيين» . ليس هناك احصائية دقيقة عن الكمية المستهلكة سنويا، ولأن السوق الاردني يغرق باصناف يتم تدوالها بدون وصفات طبية، وتباع من خارج الصيدليات .
والاهم أن انتشار» الحبة الزرقاء « صديقة الرجال في المدن والارياف والبوادي يصعب ضبط قياسات عوامله الزمكانية، لاسباب ترتبط عضويا ب»ثقافة العيب « وسلطة الجرم الاخلاقي السائدة و المسيطرة على المجتمع الاردني بكل ما يقترن بالجنس والمرأة .
«الحبة الزرقاء « تقدم هدية، ولربما هي من أجمل الهدايا للاصدقاء و الاقارب والرفاق . وبقدر ما يحث الرجل للحصول على حبة فياجرا، فانه يتوارى عن الاعتراف باستعمالها، فهي تبدد كثيرا من سلطة الذكورية و تولد شعورا بالعجز اذا ما عرفنا بحسب ما اشارت دراسة علمية الى ان نصف الرجال الاردنيين مصابون بالعجز الجنسي .
الفياجرا تنقذ الرجال من الشعور بالعجز، و لربما تبعده عن الاقتراب من دوائر الدراويش و التطرف، وكلاهما متلازمات للشعور العميق بالعجز و عدم القدرة، شعور ملازم عندما يصل الانسان الى ازمة مع متعة الدنيا .
الحبة الزرقاء ارقام استهلاكها في الاردن غير دقيقة ولا موثقة طبيا وجمركيا، ولكنها بالتأكيد ارقام بالملايين، وهي علامة على استهلاك معجزات الطب في العالم الحديث ووضعها في ماكينة جنس معطلة بدون تغيير مفاهيم الجنس نفسه .
الفياجرا دليل على رغبة انسانية بالامساك بالحياة ومتعها، و هي رغبة باستمرار قوة الرجل «ذكوريته «، رغبة تتضاعف و تكبر كلما زاد تواري المرأة من المجال العام . تعبيرا عن رغبة في قوة الفرد، ويخفي صراعا نفسيا في بحث الفرد عن الخلود واعلان القوة .