شهداء أردنيون
شهداء الأردن في فلسطين المحتلة، لربما من المستحيل نسيانهم، الزميل سهم العبادي يوثق في منشورات متكررة اسماء لشهداء أردنيين ارتوى التراب الفلسطيني المحتل بدمائهم الطاهرة.
لابد من تذكرهم، وأكرر من المستحيل نسيانهم، الزميل محمود كريشان نشر الاسبوع الماضي في الدستور قائمة طويلة لأردنيين استشهدوا في فلسطين، ومقاتلون جاهدوا وناضلوا ضد الاحتلال الصهيوني.
لربما أن القائمة طويلة، واعداد الشهداء غير مختومة برقم، وغير معروفة. ومازالت عمليات البحث والتنقيب والتقصي والتحقق تكشف عن شهداء أردنيين جدد.
الاخبار غير منقطعة عن اكتشاف لرفات شهداء أردنيين في فلسطين. وصور الشهادة لربما حكاياها منقطعة ومسكوت عنها، ولا تتوارد على الالسنة، وقد جفت من الذاكرة الجمعوية.
وحتى لا ننساهم، وكيف ننساهم ؟ والأردن في ايامه الصعبة والقاسية التي يمر بها الان احوج لاحياء ذاكرة النضال والشهادة والمقاومة الوطنية ضد العدو الصهيوني ومشروعه الاستيطاني التوسعي.
صور الشهداء تمر كوخزة في ضمير وحياة وما تبقى من مشاعر وطنية وانسانية. ولا يزال التاريخ بحاجة الى إعادة قراءة وتعريف وتصويبه مما انجر اليه من تزوير وتحريف. في طليعة مناظير محايدة وموضوعية وعقلانية، وتأريخ لمستندات توثق الحق والمشروعية التاريخية والدينية للوصاية الهاشمية في القدس المحتلة.
التأريخ والذاكرة هنا ليست ترفا ولا فائضا عن حاجة، وإنما ضرورة وطنية لاشعال مكامن الوطنية الساخنة والهائجة. ومن التأكيد على الدور التاريخي المتواصل للأردن بالدفاع عن فلسطين. فليس هناك بلد عربي قدم شهداء لفلسطين أكثر من الأردن.
العبارة السابقة اختمها بالفخر والاعتزاز، واطرحها من باب السجال لتذكير من تخونهم الذاكرة ويتهاون في الحديث عن الدور الأردني وتقديراته الجيوسياسية مع تصاعد الكلام المسرب عما يسمى «صفقة القرن « وسيناريوهات واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية وفقا لقواعد وشروط وإملاءات أمريكية -اسرائيلية.
لربما البعض من أطراف اقليمية قريبة وبعيدة يحاول أن يروج لرواية تهمش السياسة الأردنية وتقلل من شأن دوره في القضية الفلسطينية. تقزيم للأردن، وحملات تشويش على السياسة الأردنية.
الأردن في محطات معاصرة دفع ثمنا باهظا لادواره المنحازة قوميا وعروبيا، ودفع ما دفع من ثمن اصطفافه للدفاع عن القضايا العربية. والأردن ليس ضعيفا ومرهونا بتخويف الآخرين، ولا يُقتاد قراره بادارة القريبين قبل البعيدين. والدولة الأردنية ليست دولة طارئة على الخريطة ولا تخاف أحدا.
الشهداء ذاكرة طيبة تطري وجد الأردنيين، وتذكر العرب قبل العجم عن الدور التاريخي للأردن في فلسطين. والشهداء بالذاكرة جزء من عقيدة وطنية وسياسية. وهناك شعوب تشتري ذاكرة بالخداع والتزوير والتشويش، وهي لعبة يجيد فنونها بمهارة اليهود.
ومن وراء كل صورة لشهيد أردني عقيدة وثقافة وطنية لا بد أن توثق لتخلد في الذاكرة. ولابد أن تنصب التماثيل والاضرحة لشهداء الأردنيين، والابطال الاحرار الذين قاتلوا في فلسطين، ومروا من الضفة الشرقية ليكونوا جنودا من أجل فلسطين ومقاومة الاحتلال الصهيوني.
اسرائيل قامت على سر تاريخي مزور، قالت إنه وعد رباني أرض المعياد، ووعد باقامة الهيكل للرب. الذاكرة من أهم عناصر المشروع الصهيوني. الذي انتقل من التاريخ الى السياسة، ولم ينسَ في لحظات السلم البحث عن رفات لجنود قتلوا في حروب ومعارك مع العرب.الدستور