الى أين ذاهبون؟
بالمناسبة أكثر سؤال قد يضرب طبلات أذنيك : ما الذي يجري، والى أين ذاهبون ؟ وانعته بالسؤال الظنين. أينما ذهبت تسمع هذه الاسئلة. اسئلة بلا شك تخفي خوفا من مجاهيل. وخوف من رعب ووحش قادم، إنها لحظة حيرة وتردد.
اسئلة تسمعها من متفائل ومتشائم. ومن يقول أننا داخلون بالحيط، ولا نعرف الى أين ماضون ؟ والمتفائل الذي يتوارى أيضا وراء حجج وبوهيمات تقول إن الفشل سيؤدي الى الانفجار والفوضى. ومن يقول إن العبرة في التاريخ، ولابد من قراءة التاريخ.
اللافت ان الكل يطرح السؤال، والكل حائر، والكل لا يملك اجابة، والكل يبدو عليه الارتباك والرعب، والتخبط ما تراه على ارجل الناس في الشوارع يدوس في عقول كثيرين. فهل هو انغلاق للافق، وبمعنى أن الحيرة هي المسيطرة على كل الافكار على اختلاف تذبذباتها وارتداداتها.
لربما هو استدراك لدى» السلطوي» من وضع كل البطيخات في حضنه، ولا يعرف اليوم كيف يوزعها، وحتى يكون الناس شركاء معه في تكسير البطيخ قبل أن يتكسروا في حضنه الصغير.
الغاء المجتمع بالمعنى السياسي، وتجميد السياسة، وقتل السياسي، وحصار المبادرة، ومحاربة الاحياء والحدس، وعلى علامات فارقة في الموت الجماعي.
ضخامة السؤال، وشدة الحيرة والقلق، ولربما هي مفردات تعني أن طاقة وحيوية المجتمع والفرد محبوسة. وهذا ما يفسر كم نسمع من سلبية وهفوات وانزواء ورغبة بالهروب الجماعي، وابتعاد الناس عن الانشغال بالشأن العام.
السؤال المحير، والمتلبد بالمخاوف من المجهول، بالتأكيد هو إجابة بحد ذاتها، وعلى مرمى القول لا بد من التنبه الى أن الفرد والمجتمع يشغل مجسات الخوف في لحظات القلق والرعب.
نحن في حالة تصحر. والشجرات القديمات اللواتي يستظل في فنائهن الاردنيون اوراقها تتساقط وجذورها تعرعت واغصانها متكسرة، وما عادوا ليكونوا شجرة من غابة، بل شجرة من صحراء. لنفكر قليلا، ولنزد من التفكير بالعبرة. لماذا تسيطر علينا هذه الانواع من الاسئلة، وهذا النوع من الحيرة والكآبة.