أمنيات عمالية!
بمناسبة عيد العمال، وهذا المقال كتبته في أول أيار من العام الماضي، ويحمل حبلا من الامنيات لعمال الأردن في عيدهم، وما زال المقال صالحا للنشر، والامنيات في ادراج الخيال، و تشق طريقها بعسر وصعوبة لتكون عناوين لاصلاح و تغيير في الحال المعيشي للأردنيين.
فما الذي ان يهدي للعمال في عيدهم غير الاحتفالات الباهته و الروتينية و الديكورية ؟ الخطب و الاستعراضات «تي تي»، كل عام تخرج ذات البيانات، و مسؤولون يرتدون بدلا فرنسية من أرقى الماركات وربطات مزركشة، و يتحدثون بحناجر قوية عن العمال وقضاياهم . احتفالات مخملية، مسؤول يحتضن عامل، وفي يده ساعة رولكس ثمنها يعادل راتب العامل طيلة سنوات عمله .
وتاليا نص المقال ..
في عيد العمال اتمنى أن تختفي من لوائح مطالب الاردنيين مسألة «رفع الاجور»، وان تموت عبارات «لا لتسريح العمال «، وأن يجف حبر البيانات العمالية المطالبة بحقوق العمال من أجور والتزام بدفعها كل نهاية شهر، وضمان اجتماعي وتأمينات اجتماعية تحمي حقوق العامل.
وأن تختفي من قاموس العمال مصطلحات الاضراب والاعتصام والاحتجاج، وأن تعم ما بين أطراف الانتاج: عمال واصحاب عمل وحكومة علاقة دفء وحنان. وأتمنى أن يختفي العمال الوافدون من سوق العمل الاردني، ومن أقصى الامنيات أن يتوقف الاردن عن استقدام عاملات منازل اجنبيات.وأتمنى أن يتقاضى العامل الاردني أجرا يزيد عن الحد الادنى، وأن لا يستغل العامل بسخرة وعمل قسري لأكثر من الساعات المقررة حكما بقانون العمل، وأن يعود العامل الى منزله وعائلته دون أن يرحل معه هموما ومخاوف وقلق عيش يومي قاهر وضنك.وأتمنى أن تزول كل المعيقات التي تحبط تقدم وتطور الحركة العمالية، وأتمنى أن تصل اصابات العمل الى صفر، وأن نتحدث عن سلامة مهنية واقعية ليست افتراضية على الاوراق لغايات اصدار الرخص فحسب، تحمي العمال في مواقع العمل وتضمن عدم وقوعهم ضحايا للاهمال والعبث واستغلال رأس المال.
وأتمنى أن يشاطرني كل أردني وأردنية بهذه الامنيات بمناسبة عيد العمال، واتمنى أن يدرك الجميع أن الوطن لا يبنى الا بالجندي والعامل، وهم من يكابدون بسواعدهم وعرقهم يوميا ليرفعوا من مباني الوطن ولينهضوا به نحو العلا.وأتمنى أن يسجل كل أردني على مفكرة خاصة كل امنيات العمال في عيدهم.
وبالمناسبة العمال وتمنياتهم هما العامود الرافد والداعم لأي عملية بناء وطني اقتصادي واجتماعي وسياسي.
وأتمنى أن يتخلص القطاع الخاص من عقدة «هضم حقوق العمال»، واختلاق المبررات وحجج وذرائع ليسطو على العمال وحقوقهم «الطرف الاضعف والاهش «.
وأتمنى أن يدرج عيد العمال بقدسيته في المناهج الدراسية « الثقافة الوطنية « في المدارس والجامعات، وأن يتولى مؤرخون كتابة تاريخ النضال العمالي الاردني.