اصدقاء صهيون .. لا اعتذار ولا استقالة !
« فلا تقوى كل العطور والمباخر على أن تجعل من تلك اليدين طاهرتين « . من يظنون أن اسرائيل مشكلة وموقف عابر يمكن أن يعالج بردة فعل واعتذار يخطئون طبعا . من لا ينتصر الى ضميره ووجدانه الوطني والاخلاقي للاسف فانه من الصعب أن يعود الى رشده الوطني، ولا اتصور بكل اشمئزاز ان العلاقة مع الكيان الصهيوني يمكن ان تكون وجهة نظر او غلطة
و تردا وتراجعا بالاعتذار.
الحضن الصهيوني أعمى وفاضح، وسرعان ما يعري أول المتعاملين والمتعاطين معه، فدعونا نعد بالذاكرة الى شيوخ عشائر أردنيية مطبعين زاروا الكيان الصهيوني ووسائل الاعلام الاسرائيلية نشرت قبل أن يغادروا الكيان الصهيوني صورا وفيديوهات تفض مسار رحلة التطبيع .
في سلوك السياسية الاسرائيلية مع» الاخر « فانها تفضح الصديق قبل «العدو و الخصم و المتعاون والمطبع « . وراقبوا السلوك السياسي لاسرائيل مع اصدقاء السلام في الشرق الاوسط من دولوحلفاء وسياسيين ارتموا في احضان العدو الصهيوني، وكيف تتخلى عن الحلفاء والاصدقاء بسرعة
البصر بل تنقلب باحتقار عليهم ؟
التنبه الى التطبيع واجب وطني، ولابد على المؤسسات الوطنية التنبه لخصوصية التطبيع الشعبي لانه يطال وجد الشعب وضمير الجماعة . وهو اسلوب اسرائيلي خبيث تظهر في دور الحمل الوديع و الانساني ، و لتجر العالم اليها، ولتدخل كيانات مجالات اجتماعية مغلقة، وباسم السلام والتعايش والصلح .
وهذه سياسة تحث اسرائيل على استعمالها كمحاولة للتوغل الى وجدان ووعي الشعوب العربية . المعركة مع اسرائيل طويلة، وأومن على أن ردة الفعل الاردنية ضد التطبيع هي مؤشر حيوي وطني على صلابة وحدة الارنيين ازاء العدو الحضاري والتاريخي للاردن والامة العربية .
الخوف يبقى يتوسد العقول من المهرولين و المطبيعين و مستاعري الوطنية ، المتشديقين بشعارات للانفتاح و الحرية و الليبرالية الزائفة ،ومن حولوا في السياسة الاردنية اسرائيل من عدو الى وجهة نظر .
لقد اثار انتشار صور على مواقع لتواصل الاجتماعي لوفد اسرائيلي يزور الكرك جدلا صاخبا وضجيجا بلا شك أتفق بالاجماع الشعبي على أن التطبيع جريمة ومرفوض ومن وجهة نظر الاردنيين فانها جريمة عظمى.
واقعة التطبيع تركت مجالا في الفضاء السياسي الاردني لبث روح المقاومة والممانعة الشعبية لأي تطبيع مع الكيان الصيهوني، واحياء روح وطنية معادية لاسرائيل الاستطيان والاحتلال ، واسرائيل الجديدة ومشروع السلام الامريكي ما يسمى «صفقة القرن « واتساع الحسابات المعاكسة والمضادة لمصالح واستراتيجيات الاردن الوطنية .
وحتى لا تكون واقعة التطبيع سابقة ،والاختراق الاسرائيلي يشفر قيمة رمزية لمدينة تصنف في الادبيات الصهيونية بانها «حصن منيع « ، وتاريخ الكرك حافل وزاخر بمقاومة وممانعة اسرائيل تاريخيا ، فما اشبه اليوم بالبارحة ، وملك مؤاب ميشع أسس لرؤية استراتيجية للجغرافيا الاردنية لا ترى باسرائيل عبر التاريخ الا عدوا مركزيا .
واقعة التطبيع وضعت الاردنيين على المحك، واللحظة السياسية أردنيا أظن ملائمة للانتصار للارادة الشعبية واعلانها عنوانا وطنيا عريضا لتوجيه سياسة الاردن ومصالحه العامة والاردن يخوض معركة سياسية ودبلوماسية صعبة في مواجهة ما يسمى صفقة القرن .
الدستور