jo24_banner
jo24_banner

صواريخ غزة وصفقة القرن و« يوروفيجن»

فارس الحباشنة
جو 24 :

المواجهات كانت متوقعة، ولربما أن تجربة تطبيق التفاهمات بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني من بداياتها كانت تحت الضغط والمقاومة، وما انسحب الى خيار التجارب التالية في تثبيت التفاهمات على الأرض.
هي مواجهات ساخنة ولن تتحول الى حرب، وجاري ضبطها تحت تأثير الضغوطات الدبلوماسية. وهو سيناريو متكرر تضبط به غزة التفاهمات مع الكيان الصهيوني بالمواجهات، يتم الاتفاق على التهدئة، ومن ثم تتنصل اسرائيل، وتعود المواجهة للتصاعد. ولكن الجديد أن ساعات القتال يمكن ان تتحول الى أيام قتالية، وتكتيك جديد لدى فصائل المقاومة التي أوقعت خسائر بشرية ومادية بالغة في الجانب الاسرائيلي.
الفصائل الفلسطينية أظهرت في المواجهات الاخيرة تكتيكا من نوع جديد، وتناغما بالاداء الميداني منقطع النظير، وتكتيكا فائق الحسابات في وصول صواريخ المقاومة الى اهداف اسرائيلية حيوية عسكرية ومدنية وأوسع الى الاحياء السكنية والى محيط تل ابيب ، وبدقة بالغة. و ما يعني أن المقاومة تملك ادوات واذرعا عسكرية قادرة على توجيه استراتيجياتها ميدانيا.
بالطبع عربيا فان الصمت مفزع، وكأن القصف الاسرائيلي لغزة لا يعني لدى كثير من الانظمة الرسمية العربية سوى الالعاب الرمضانية المعتادة، ولم تعد تعني شيئا مؤثرا أو مشاهد متوحشة.
في الوجدان الشعبي العربي هناك من يحاول رسم صورة أن اسرائيل ليست عدوا، وأن التعايش معها يجب أن يكون هو محور الاعتدال والواقعية و القبول، ولان العرب ضعاف، وأن الفلسطينيين منقسمون ومختلفون، فيجب الحذر منهم، والاقتراب أكثر من اسرائيل.
المواجهة وصواريخ المقاومة ضد اسرائيل لربما جاءت هذه المرة بجرعات ذات تأثير مؤلم وقاس. ورواية صفقة القرن الملعونة هي الاكثر انتشارا على السنة الساسة العرب، وتتحول الرواية على الالسنة الساسة العرب من كواليس الى كوابيس تلاحق وتطارد بغشاوة خيالات التخاذل والارتهان العربي للادارة الامريكية وحليفها الأكبر في الشرق الاوسط إسرائيل.
القضية الفلسطينية تواجه تحديا تاريخيا كبيرا ما بين صفقة القرن وتصفية القضية بلا القدس واللاجئين وحق العودة وضم المستوطنات واراضي الضفة الغربية الى غسرائيل. والمحيط العربي يتعامل بجفاء وجفاف وقطيعة غير مسبوقة مع القضية الفلسطينية، وكلما ضرب صاروخ من المقاومة على اسرائيل يثير خوفا وفزعا بعواصم عربية أكثر من تل أبيب.
حصار غزة وتبديل قواعد اللعبة، واظهار اسرائيل تصميما لعرقلة أي مساع لفتح المعابر وزيادة حصة الكهرباء وتزويدها للقطاع المحاصر، والى جوانب أخرى من الحصار الخانق، فان تل ابيب تسعى الى قلب مساعي تفاهمات التخفيف من الحصار وفكه تدريجيا ليكون ورقة سياسة لالتزاز الفصائل المقاومة بمعادلة السلاح مقابل مقومات الحياة من ماء وكهرباء ودواء.
المواجهات على حدة تصعيدها لن تتوسع دائرتها لتصبح حربا على شاكلة حروب رمضانية فائتة. الرسائل بعثها الطرفان، والحرب لربما ليس وقتها في «روزنامة تل ابيب السياسية» ، ونتنياهو يواجه مجموعة من القيود تفرض على مراكز القرار الامني والسياسي، وذلك إدراكا لردع المقاومة، ومحدودية الخيارات الاسرائيلية.
تقديرات واقعية وموضوعية يتعزز تثبيتها على أوراق الصراع مع موعد اقتراب احتفال اسرائيل بيوم استقلالها، وهو يوم اعلان دولة اسرائيل، واطلاق مسابقة» اليوروفيجن « المثيرة للجدل الاسبوع القادم. ودون التقليل من هاجس يتوسد وعي صناع القرار الاسرائيلي بان صواريخ المقاومة قادرة على الوصول الى تل ابيب ومحيطها ومدن أخرى، وهي حسابات سياسية وامنية اسرائيلية من الصعب القفز من فوقها.

 
تابعو الأردن 24 على google news