أبطال سوشيال ميديا.. بدون حرج!
مصنع السوشيال ميديا، لا مساحة للحرج أن ابطال « السوشيال ميديا «، ومن يجمعون كما لا متناهي من «اللايكات والاعجابات والتعليقات «، طباخين ومهرجين ومروجي سلع وبضائع استهلاكية. ومن غرائب « السوشيال ميديا « ما يسموا بمؤثرين يروجون لحياتهم اليومية في البيت والشارع والمطعم، وتتفاجأ بانهم يحققون اموالا طائلة من المردود الاعلاني.
و لا تتخيلوا أن فيديو طبخ على السوشيال ميديا يجلب مليون مشاهدة وأكثر. وفي رمضان موسم المواسم تزداد الحركة والتفاعلات، وبوصفه انه شهر الطبخ والعبادة، فهو من اكثر الاشهر التي تشتد بها حركة الترويج للطبخ والطعام والعطايا.
ولو أجريت دراسة وتحليل مضموني للسوشيال ميديا الأردنية لوجدنا على فضاضة أن الناس مولعون ويلاحقون الطباخين وهواة التهريج، والفيديوهات الخارجة عن المألوف والغرائبية للحيوانات والكائنات الحية مثلا.
من هو النجم والمؤثر ؟ في عصر السوشيال ميديا وما بعد الانفجار التكنولوجي، عاد ضروريا اعادة تعريف كثير من الاصطلاحات، حتى نعرف من هو المؤثر، ومن هو البطل ومن هو قائد الرأي العام، ومن هو النجم مثلا ؟
نعرف في السياسة، وكما علمنا التاريخ أن قادة الرأي يخرجون من صفوف الشعوب. وهذا لا نراه في الاعلام الجديد « السوشيال ميديا «، وان قادة الرأي حاملون لافكار وقضايا وأطروحات ووجهات نظر، وليسوا مهرجين وطباخين واستعراضيين ولا أوسع من الاستعراضات على السوشيال ميديا بدءا من منصات الكلام الى غير خواتم أشكالها من متطابقات أخرى.
مجتمع استعراض وحشو، قادة الرأي العام في زمن السوشيال ميديا فقاعات صابون، وفي زمن الويب والويب سايت، انقلبت الامور راسا على عقب، فما عاد الشاعر والراوي والاديب والمفكر والمثقف والسياسي قائدا للرأي العام.
فعلى عجالة قلب في الماكينة لا تجد أن اميا وجاهلا، وسفيها يحرك الرأي العام، وينقله من مزاج الى آخر. الروح الشعبية أصابها مرض وتعفن وعطب، وشعبوية يبدو أن عارضها مقلق ويثير الفزع، ملوك السوشيال ميديا داسوا على كل الاطر التقليدية الرصينة والجميلة والموضوعية والمهنية، ولعلها هي نهاية للافكار في زمن السوشيال ميديا، وفي زمن ظواهره أسرع من الضوء، واسرع من الحقيقة.
بلا حرج فان الانسان في زمن السوشيال ميديا يواجه أزمة في الحواس عداك عن الوعي والخيال. فالحواس محاصرة على مدى 24 ساعة تحت سطوة وهيمنة السوشيال ميديا وادوات تأثيرها، ودون افراط بالاعتراف فان الانسان في زمن السوشيال ميديا فاقد لانسانيته التي تقاس بالوعي اولا.